اخبار العراق الان

عامريات.. عكس العالم دائماً

عامريات.. عكس العالم دائماً
عامريات.. عكس العالم دائماً

2018-01-18 00:00:00 - المصدر: صحيفة الرياضة العراقية


بقلم/ طلال العامري

لسنا بصدد توجيه إنتقادٍ لهذا الطرف أو غيره.. كما أننا لا نحمل لأي فردٍ من العاملين بالمجال الكروي إلا الحب والإحترام والتقدير.. لكننا وبحكم ما نراه اليوم، وددنا التذكير بكون كرتنا العراقية تسير إلى حتفها برغبةٍ من القائمين عليها وحتى قسم من الجماهير أو المنتفعين الذين ممن يجدون ما يسمّى (فرحة) للعراقيين عبر إنجازٍ يرونه هم (نصراً) ونراه نحن (نكبة) بل (نكبات) لأن ما نتجرّعه من سنين فاق التصوّرات..

قبل سنوات وتحديداً حين حصدنا لقب بطولة أمم آسيا تحت سن (23) سنة حللت ضيفاً على شاشة إحدى الفضائيات المتخصصة وكانت تحتفي بالإنجاز الكبير!.. سألني مقدم البرنامج عن الإنتصار المدوّي وقال ما رأيك؟ أجبته: ما أورده هنا موثّق في تلك الفضائية.. حيث قلت.. هذا الجيل ليس تحت (23) كما يروّج وإنما هو تحت سن (32) وخلال أقل من (3) سنين سنرى كم هو عدد من سيبقون من هذا الجيل أو ألـ(مزيج) الذي لن يعمّر طويلاً!.. مرّت الأيام وتحقق ما قلناه، حيث (شاخ) عدد غير قليل من اللاعبين الذين كانوا قبل أيام فقط تحت سن ألـ(23) وإختفى قسم آخر منهم لتضيع علينا فرصة تواصل الأجيال.. وما أشبه اليوم بالبارحة.. لأن عدد ممن كانوا رجال الفوز بكأس أمم آسيا في تلك الحقبة نراهم اليوم لم يكبروا ويلعبون بالنسخة الثالثة لذات البطولة!..

ترى هل توقّف الزمن؟ أم أننا نحن من نعيش خارج الكوكب وكل الأزمان؟.. هو لقب لن يؤثّر وليس له أي تبعات (فوائد) لأن تجمّع الصين لن يؤهّلنا إلى الأولمبياد وإنما هو يساعدنا للكشف عن المواهب لا أكثر.. ترى من يفهم وكيف سيفهمون أن العالم كله يبني ونحن وحدنا من نهدم كل بنيان (نبنيه)؟..

مرض الكرة العراقية المزمن هو (تلاقح) الأجيال الدائم والذي يجب أن ينتهي أو يطبّق بحرفية وما نقصده هو تجريم كل من يعيد لاعب المنتخب الوطني الأول إلى صفوفٍ (دنيا) أي منتخبات الفئات العمرية من براعم وأشبال وناشئة وشباب وأولمبي.. هذا ما يجري في اتحاد كرة القدم الباحث عن (منجزٍ) يقوّي به مكانة الأعضاء فيه وهم يستعدون للدخول بالمعترك الإنتخابي القادم.. وإلا كيف يفسّرون لنا علمياً الزج بلاعبي المنتخب العراقي الأول في معتركٍ سيأكل من (هيبة) الكرة العراقية التي أنتهكت بالكامل في خليجي (23) بالكويت عندما لعبنا بمنتخبنا الوطني الأول مع فرق تعدّ نفسها وكان يمكن لنا أن نلعب بالأولمبي ونرضى بأي نتيجة، لكن ضعف التخطيط والتخبّط، جعل إتحاد الكرة يقامر ويزج بفريقنا الأول في ملتقى الكويت، وبدل أن يرتقي باللاعبين ويعدهم لبطولات أقوى وأهم، وجدناه يزج بخيرة نجوم الوطني الأول بأمم آسيا ألـ(أولمبية) التي أصبحت ملاذاً لفرق القارة الصفراء لبناء فرق فئاتها العمرية والتلاقح مع من كانوا يسمّونهم يوماً (برازيل آسيا) وها نحن نرى أسود الرافدين يلاعبون (ليوثاً) وحتى أصغر وفي جميع الأحوال، نبقى أكبر الخاسرين في هكذا ملتقيات، لأننا نكشف ونستخدم كل أسلحتنا دفعة واحدة حتى وإن كانت المعارك بين (حارات) وليست مناطق أو (دول).. و(فوكاها) الجماعة يطمحون بالتأهل لكأس العالم!.. والله يستر من فوز المنتخب الأولمبي لأن صوت الرصاص هو الآخر، أخذ يحصد الأرواح!.. دمتم أخيار بلدي فقط وإن شاء الله لنا عودة..