أنتخاباتنا القادمة ” عمل يجب ان يكون..!؟
مجيد الدليمي
ملاحظة :
اْعترف لكم ان الموضوعات التي اتناولها هي موضوعات صحافية بحتة تلقي ضوءا على المشكلة ولا تدخل في التفاصيل اذ ان مهمة الكاتب الصحافي ان يوقد شمعة ان يفتح حقلا ان يدق جرس الانذار ان يسلط الضوء على مكامن العتمة ويترك القراءات والتحليل والبحث والفهم لذوي الاختصاص .
الموضوع الذي اْتناوله اليوم هو موضوع عام قد تزامن مع اْنتخابات اْتحاد الكرة والانتخابات التشريعية ” وهو يرمز الى مؤشر صحي باْن الكاتب الصحافي ليس في معزل عن مجتمعه وقضاياه في صناعة التحديث والتطوير وصياغة واقعه على نحو يجعله متماهيا مع حياة مجتمعات اْخرى اْوجدت لنفسها واقعا رياضيا واْقتصاديا وحياتيا واْجتماعيا واْنتاجيا اْدخلها في دائرة اْحترام الاخرين وجعل منها مدرسة في صناعة الخطط الاصلاحية لكل مناحي الحياة فيها ولعل اْبرزها صناعة الانسان تعليما وتربية وثقافة ومسؤولية وهنا يكون البدء السليم في مسارات التنمية والتحديث والتطوير .
اْنتهت الملاحظة … اْبداْ بهامش واْعود للموضوع “
إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها .
بهذه الكلمات الشرسة والمفردات التهديدية خاطب الحجاج بن يوسف الثقفي أهل العراق وتوعد بقطف رؤوسهم أي كما في اللغة يجني ويأخذ الشيء بسرعة ، وكما في اللغة يفصل الثمرة من غصن الشجرة.
ورأس الحسين ، سبط رسول الله ، ورأس النبي يحيى عندنا كمسلمين ، والقديس يوحنا المعمدان عند أخوتنا المسيحيين حين قطف بمعنى فصل عن الجسد وقدِّم على طبق من ذهب لـ”سالومي” وهي ترقص ولايزال القطف مستمراً .
ولاتزال الوحشية بأبشع صورها تتكرر .. من أفغانستان وسوريا وحتى أرض الرافدين يمتد التاريخ وصور المأساة والوحشية والقطف من زمن الحجاج حتى زمن صدام حسين وندعو الله أن يكون ختام المأساة والبشاعة والظلم والوحشية والقهر “داعش ومتحدون والتحالف الوطني والكردي الجديد كمثال بشع .
أنتهى الهامش ” نعود لمضوعنا والمقال .
لا يمكن لأي مجتمع أن يتجاوز أزماته السياسية والأمنية ويعبر متخطياً لأمراضه وداءاته وأوجاعه الأخلاقية والاجتماعية دون أن يكون هناك عقد طوعي بين مجموع أفراده بكل شرائحهم وبين مجموع مؤسساته الوطنية وتكون هناك رغبة حقيقية يفرضها الانتماء الوطني وقدسية ثوابت الدين والوطن والنظام السياسي عند كل فرد من أفراد المجتمع لحماية الوطن ومكتسباته الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والثقافية وصيانة قدراته الإنتاجية في كل مجالات الحياة من خلال تسييج أمنه وتحصينه من كل يد عابثة أو صاحب قلب مريض يريد أن يعيق وثبات الوطن ومسيرته ليكون له مكان متوهج ومضيء تحت الشمس .
ومجتمعنا ، والوطن ، والنظام السياسي ، وكل مؤسسات الوطن المدنية والرسمية ، وكلنا كمواطنين بكل أطيافنا ، وبكل انتماءاتنا العرقية والاجتماعية ، وبكل أجناسنا رجالاً ونساء ، كباراً وصغاراً مهددون بالإلغاء الكامل، نقولها صريحة وواضحة لا غموض فيها ولا مواربة ولا محسّن لفظي أو استعارة ذات مدلول .
نعم ” يجب أن لا نختفي وراء الأصبع ويجب أن نضع الحروف تحت النقاط ويجب أن نعلن الأشياء كما نراها ونعتقدها ونقرأ مؤشراتها ونفكر في أهدافها .
نحن نخوض معركة أنتخابية ديمقراطية مع رموز سياسية ورياضية ودينية متسلطة شرسة وقذرة فرضت علينا ولم نكن نرغب ببقائها ونحن بحرّ فعلها اليوم نكتوي ونحترق ونتألم وهي تهدف إلى إدخالنا أنفاق التيه والوجع والمرارة والتشرد وتريد بالوطن وبنا سوء العذاب وسوء الحياة وتحوّل ما نعمنا به وننعم به من أمن إلى خوف ورعب ومآس لم يشهده العراق إلا في عصور الظلام قبل توحيده حيث كان مسرحاً واسعاً وفضاء قلقاً لقطّاع الطرق، ولصوص الصحراء، ومحترفي الإجرام .
إذن:
دعونا نتأمل ونفكر عقلاً لنعطي أنفسنا فسحة من تفكير عاقل متزن ونقرأ مستقبلاتنا ومستقبلات أجيالنا
ونسأل أنفسنا بشيء من المكاشفة والمصارحة والوضوح .
– ما هي واجباتنا كمواطنين في هذه الأزمة ، المحنة وفي هذه المرحلة ؟؟
– وهل نكل الأمر لتلك الرموز السياسية والرياضية والدينية السابقة ، ونتخلى عن دورنا وهو دور كبير وفاعل ومؤثر ..؟؟
أحسب أن المواطن إذا تخاذل أو تخلى عن دوره فهو يرتكب في حق مجتمعه وحق وطنه جريمة لا تغتفر وأنه يتخلى عن شرف مواطنته وانتمائه وجذره .
إن المؤسسات الحكومية الرسمية والمؤسسات المدنية تبقى كسيحة عرجاء مهما بذلت من جهود دون أن يتعاون معها المواطن ، فكلنا اليوم نخوض معركة مع الفاسدين واللصوص والقتلة ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننتظر انتصاراً دون أن يكون هناك التفاف قوي ومشاركة ثابتة ومؤكدة بين المواطن والوطن في انتخاباته المقبلة بل وأجزم أن دورنا في هذه المعركة الإنتخابية فاعل أكثر من دور الأجهزة الأمنية ، فهذه الأجهزة ستقوم بدورها الميداني والتقني إذا وفر لها المواطن المعلومة عن المجرمين والمشتبه بهم .
دعوة صادقة ومخلصة لكي لا نكون أسوأ من اْولئك البشعين واللصوص والفاسدين من حكام العراق أن لا نجعل منهم رموزاً وأبطالاً ومصلحين ورواداً بل هم الشر والتخلف والتوقف التام عن الحركة ، حركة التاريخ وحركة الحضارة وحركة البشرية الخلاقة .
يبدو أن قطاف هؤلاء قد حان وتنجلي الغمة .