اخبار العراق الان

تدخلات إيران تتصدر أعمال القمة العربية في السعودية

تدخلات إيران تتصدر أعمال القمة العربية في السعودية
تدخلات إيران تتصدر أعمال القمة العربية في السعودية

2018-04-13 00:00:00 - المصدر: ميدل ايست


الرياض - تتركز أعمال القمة العربية التي تستضيفها السعودية الأحد حول ثلاثة مواضيع رئيسية، هي الحرب في سوريا التي تستعد لضربة غربية محتملة على خلفية هجوم كيميائي اتهمت دمشق بتنفيذه، ومستقبل القدس قبل شهر من نقل السفارة الأميركية إليها، والتصعيد في اليمن.

إلا أن الرياض ستسعى خلال القمة الـ29 في مدينة الظهران في المنطقة الشرقية، إلى التعبئة ضد إيران، خصمها الأكبر، قبل أسابيع من قرار أميركي مرتقب قد يؤدي إلى انسحاب واشنطن من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني، بحسب ما يرى محللون.

ويقول المحلل في "معهد الدراسات الدولية والشؤون الإستراتيجية" كريم بيطار إن السعودية "ستدفع باتجاه موقف أكثر حزما ضد إيران، ليس بالضرورة حول الملف النووي، لكن أيضا بشأن النفوذ الإيراني في دول عربية، وخصوصا العراق وسوريا ولبنان واليمن".

وتتمتع إيران بنفوذ كبير في الشرق الأوسط وتدعم مجموعات شيعية مسلحة موالية لها في عدد من دول المنطقة، على رأسها حزب الله اللبناني.

وتتحالف إيران في سوريا مع نظام الرئيس بشار الأسد، وتقدم له دعما عسكريا كبيرا بشكل مباشر وعبر مستشارين عسكريين ومجموعات مسلحة، ما ساهم في استعادة القوات السورية خلال السنوات الأخيرة، لمناطق كانت خسرتها لصالح مقاتلي المعارضة أو التنظيمات المتطرفة.

وفي اليمن حيث تخوض السعودية على رأس تحالف عسكري حربا منذ أكثر من ثلاث سنوات، تؤيد طهران بشكل علني المتمردين الحوثيين الشيعة الذين يقاتلون هذا التحالف، لكنها تقول إن تأييدها هذا ينحصر بالسياسية، نافية تهريب أسلحة لهم.

كما أن الجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق تحظى بنفوذ كبير وهي قريبة من الحكومة.

ويرى أندرياس كريغ، الأستاذ المساعد في الدراسات الدفاعية في "كلية كينغز" في لندن، أن "السعودية والإمارات ودولا عربية أخرى بينها مصر" تقود الدفع نحو "احتواء" إيران في المنطقة. ويضيف أن السعودية توجهت أيضا نحو العراق "من أجل محاولة بناء علاقات والتعامل مع الميليشيات هناك".

وتابع "يمكن القول أن إيران في صلب القمة".

هجوم سوريا

ويشارك في القمة قادة ومسؤولون من 21 دولة عربية من أعضاء جامعة الدول العربية ال22، وتغيب سوريا التي لا تزال عضويتها معلقة منذ أن اتخذ قرار بذلك قبل نحو سبع سنوات على خلفية تعامل النظام السوري بقسوة مع التظاهرات المطالبة بالتغيير في بداية النزاع.

وتنعقد القمة في وقت تواجه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الحليف الرئيسي للسعودية، اختبارا صعبا حيال كيفية التصرف في سوريا بعد التقارير عن استخدام أسلحة كيميائية في هجوم في الغوطة الشرقية قرب دمشق.

وكان ترامب أعلن عن ضربة وشيكة على سوريا، لكنه عاد كتب في تغريدة "لم أقل قط متى سينفذ الهجوم على سوريا. قد يكون في وقت قريب جدا أو غير قريب على الإطلاق".

ومن المتوقع أن يصدر عن القمة بيان بشان الهجوم في سوريا حيث تدعم السعودية مجموعات مسلحة معارضة.

وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارة رسمية لباريس هذا الأسبوع ردا على سؤال حول إمكانية انضمام بلاده إلى ضربات محتملة في سوريا، "إذا كان تحالفنا مع شركائنا يتطلب ذلك، فسنكون جاهزين".

وبعد سنوات من المطالبة بتنحي الأسد، بدّلت السعودية من موقفها وبدت على لسان ولي العهد الشاب مقتنعة بأن الرئيس السوري باق.

ويوضح بيطار أن "القوى الإقليمية التي بدت في السابق مصممة على إسقاط النظام السوري، وخصوصا السعودية وتركيا، قبلت الآن بالوضع الراهن، وبأن الأسد باق".

لكنه يضيف أن الإيرانيين "يدركون جيدا" بدورهم أن الأسد "غير قادر على تسيير الأمور وحده، وقد بدؤوا يقتنعون بأنه سيتوجب عليهم أن يتفاوضوا حول حدود نفوذهم" في سوريا.

اليمن والقدس

إلى جانب التطورات السورية، يمثل الوضع في اليمن والاتهامات السعودية لإيران بتأجيج النزاع فيه، موضوعا رئيسيا على جدول أعمال القمة خصوصا مع تصعيد المتمردين الحوثيين هجماتهم الصاروخية على أراضي المملكة.

وأعلن التحالف العسكري في اليمن مساء الخميس أن القوات السعودية تمكنت من اعتراض صاروخ بالستي أطلق باتجاه المملكة، غداة قيام المتمردين الحوثيين بمهاجمة السعودية بطائرتين من دون طيار وبثلاثة صواريخ بالستية.

وبدأت السعودية على رأس تحالف عسكري عملياتها في اليمن في آذار/مارس العام 2015 دعما للسلطة المعترف بها دوليا وفي مواجهة الحوثيين الشيعة الذين سيطروا على العاصمة ومناطق أخرى. وقتل منذ هذا التدخل نحو عشرة آلاف شخص.

ويأتي انعقاد القمة العربية قبل نحو شهر من نقل السفارة الأميركية إلى القدس في أيار/مايو المقبل، الأمر الذي تراه تل أبيب "تاريخيا"، في حين يندد به الفلسطينيون.

وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمتها "الأبدية والموحّدة"، في حين يطالب الفلسطينيون بان تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.

وجدد وزراء الخارجية العرب في اجتماع تحضيري للقمة في الرياض الخميس رفضهم الخطوة الأميركية، معتبرين أن قرار نقل السفارة يعتبر "باطلا" ويشكل "خرقا خطيرا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة".

وينتظر من القمة أن تصدر إعلانا بهذا الشأن، إلا أنه من غير المؤكد ما إذا كانت الدول العربية ستتخذ خطوات فعلية لمواجهة هذا القرار، إما أنها ستكتفي بالإدانة.

تدخلات إيران تتصدر أعمال القمة العربية في السعودية