من يحرس عرين منتخب مصر في المونديال؟
مع اقتراب انطلاق نهائيات كأس العالم روسيا FIFA 2018، والتي ستشهد مشاركة المنتخب المصري للمرة الثالثة في تاريخه، يلوح في الأفق سؤال بالغ الأهمية دائماً ما تردده الجماهير المصرية حالياً، ألا وهو من الأجدر بحراسة مرمى منتخب مصر في المونديال القادم؟.
تختلط الأوراق إلى حد كبير فيما يخص المرشح الأوفر حظاً لحراسة عرين الفراعنة في المونديال ويمكن القول إن الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب المنتخب والذي أعاده إلى نهائيات كأس العالم لأول مرة بعد غياب استمر 28 عاماً، وأحمد ناجي مدرب حراس المرمى وحارس مرمى المنتخب المصري في أولمبياد 1984، يمكن القول إن هذا الثنائي في موقف لا يحسدان عليه بسبب كثرة الآراء المتضاربة في شارع كرة القدم المصرية حول الأحق من بين الحراس المرشحين للتواجد أساسياً في مونديال "روسيا 2018".
وباستعراض قائمة الحراس المرشحين نجد أنها تضم كل من الحارس التاريخي للمنتخب المصري عصام الحضري الذي يدافع حالياً عن ألوان فريق التعاون السعودي وهو يبلغ من العمر حالياً 45 عاماً وبالتأكيد فإنه قائد المنتخب وأكثر لاعبيه خوضاً للمباريات برصيد 158مباراة، وتضم القائمة أيضاً محمد الشناوي حارس الأهلي المصري البالغ من العمر 29 عاماً وشريف إكرامي حارس الأهلي أيضاً والبالغ من العمر 34 عاماً وثاني حراس المنتخب المصري من حيث عدد المباريات الدولية برصيد 21 مباراة.
خبرة الحضري
في البداية فإن الحضري بالتأكيد هو صاحب الرصيد الأكبر من حيث الخبرة والإنجازات الكبرى التي حققها مع منتخب بلاده ويكفي أنه كان القاسم المشترك في فوز مصر بكأس الأمم الأفريقية 3 مرات متتالية أعوام 2006 – 2008 – 2010، حيث كان هو الحارس الأساسي في البطولات الثلاثة كما أنه شارك في جميع مباريات مصر في أمم أفريقيا الماضية التي استضافتها الغابون عام 2017 واختير وقتها ضمن التشكيلة الاحتياطية لمنتخب البطولة.
ويكفي الحضري فخراً أنه وهو بعمر الـ44 عاماً نجح في فرض اسمه على التشكيلة الرئيسية في جميع مباريات مصر في التصفيات النهائية المؤهلة للمونديال إذ خاض 5 مباريات من أصل 6 مباريات ولم يغب إلى عن مباراة غانا ومصر الأخيرة التي كانت الأمور قد حسمت تماماً وقتها.
وخلال مسيرة المنتخب المصري في التصفيات اهتزت شباك الحضري 3 مرات خلال خمس مباريات، علماً بأنه لعب أساسياً في جميع مباريات التعاون في الدوري السعودي إذ شارك في 25 مباراة دخل مرماه خلالها 33 هدفاً، واستطاع الحفاظ على نظافة شباكه في 6 مباريات وتصدى لركلتين جزاء، علماً بأنه إذا شارك في المونديال قادم فسيحقق رقم قياسي تاريخي حيث سيكون أكبر اللاعبين سناً المشاركين في مباريات ضمن نهائيات كأس العالم على مر تاريخها انطلاقاً من البطولة الأولى عام 1930 وحتى النسخة الماضية عام 2014 وإذا حدث ذلك فسيكسر رقم الحارس الكولومبي موندراغون الذي شارك في مباراة كولومبيا واليابان في المونديال الماضي بعمر 43 عاماً.
الشناوي الأبرز
على الرغم من كل هذه المعطيات فإن الحضري لا يبدو ضامناً تماماً للمشاركة كأساسي في المونديال القادم، إذ أن الكثيرين يتحدثون عن انخفاض مستواه مع التعاون في الدوري السعودي مؤخراً، كما يتخوفون من افتقاده لعنصري القوة والمرونة بسبب عامل السن، والذي قد يكون مؤثراً جداً عندما يواجه مهاجمين عالميين تماماً مثل لويس سواريز وأدينسون كافاني مهاجمي المنتخب الأوروغوياني، وهو مع جعل كفة محمد الشناوي حارس الأهلي تبدو أرجح حالياً.
وشهدت مسيرة الشناوي تحولاً محورياً وصعوداً صاروخياً انطلاقاً من منتصف موسم 2017-2018 حيث أزاح شريف إكرامي وأصبح الحارس الأساسي للأهلي بعد أن كان الثاني بل والثالث في كثير من الأحيان، وأبلى بلاء حسناً مع العملاق المصري ما دفع أحمد ناجي مدرب حراس المنتخب إلى ضمه بل والدفع به أساسياً في مواجهة البرتغال خلال المباراة الدولية الودية التي أقيمت في آذار/مارس الماضي، ويرى البعض أن الشناوي هو الذي يجب أن يحرس مرمى منتخب مصر في المونديال إلا أن ما يعيقه بشكل واضح هو افتقاده للخبرة الدولية إذ خاض 3 مباريات دولية ودية فقط في مسيرته.
إكرامي والبحث عن فرصة
لم يكن الموسم الأخير لشريف إكرامي مع الأهلي أو المنتخب جيداً على الإطلاق، فقد تعرض اللاعب خلاله لهزات كبرى أثرت على موقعه كحارس أساسي للأهلي والفراعنة، لعل أبرزها إصابته المؤلمة قبل انطلاق نهائيات كأس أمم أفريقيا في الغابون، وخروجه خارج التشكيلة تماماً وفقدانه فرصة ذهبية ليكون أساسياً إذ أن الحارس الأساسي وقتها أحمد الشناوي أصيب هو الآخر فوجد عصام الحضري الحارس الثالث نفسه على موعد مع القدر وأصبح هو الحارس الأساسي.
كما أنه وبعد العودة من الغابون ارتكب إكرامي عدد من الأخطاء الغريبة مع الأهلي جعلت الكثيرين يحملونه مسؤولية خسارة الفريق للقب دوري أبطال أفريقيا ويبدو أن هذه الانتقادات لاقت صداها لدى الجهاز الفني في الفريق القاهري فتم إبعاده عن التشكيلة الأساسية والاحتياطية لقترة ومنح الفرصة لمحمد الشناوي الذي تألق وأصبح هو الحارس الأساسي للفريق.
إكرامي لم يشارك في المباريات الودية التي خاضها المنتخب المصري في آذار/مارس الماضي ما جعله يبدو خارج الحسابات تماماً إلا أن الأمل عاد إليه مجدداً للتواجد في المونديال بعد الضربة القوية التي تلقاها المنتخب المصري بإصابة حارس الزمالك أحمد الشناوي أحد المرشحين أيضاً للتواجد أساسياً في المونديال ما منح الأمل لحارس الأهلي للتواجد في نهائيات كأس العالم حتى ولو كحارس بديل معتمداً على خبرته الدولية الكبيرة، وبالفعل حدثت المفاجأة الكبرى وتم اختياره على حساب حارس الاسماعيلي محمد عواد مخلفاً قرار ضمه العديد من التساؤلات حول أحقيته في التواجد في المونديال حتى ولو حارس بديل.