قلق كوردي من «أجندات سياسية» تخلّ بأمن كركوك
مطالبة بإعادة قوات «البيشمركة» إليها...
حذَّر قيادي في الحزب «الديموقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني من «أجندات سياسية» وراء تردي الأمن في محافظة كركوك واستهداف المكون الكوردي.
ومنذ أسبوعين، تشهد المحافظة (من ابرز المناطق الكوردستانية الخارجة عن ادارة اقليم كوردستان او ماتسمى بـ ( المتنازع عليها) بين حكومتي أربيل وبغداد سلسلة هجمات يشنها مسلحو تنظيم داعش ، ضد أهداف مدنية وعسكرية، وسط مطالبة كوردية بإعادة قوات «البيشمركة» إليها، ووضع آلية مشتركة مع بغداد لإدارة ملفها الأمني.
وتدهورت الأوضاع الأمنية بشكل كبير في كركوك وبقية المناطق الكوردستانية الخارجة عن إدارة إقليم كوردستان بعد أحداث 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2017 وإعادة مليشيات الحشد والقوات الأمنية العراقية الأخرى السيطرة عليها عقب استفتاء الاستقلال بإقليم كوردستان في 25 سبتمبر/ أيلول، إثر خيانة جناح من الوطني الكوردستاني واتفاقه سراً مع مليشيات الحشد.
وقال مسؤول فرع «الديموقراطي الكوردستاني» في بغداد شوان طه في تصريح لصحيفة «الحياة» اللندنية، طالعته(باسنيوز) إن «أسباب تدهور الأمن في كركوك، سياسية وأمنية»، لافتاً إلى أن «تزايد هجمات داعش يشكّل مؤشراً لفشل بغداد في إدارة ملف الأمن الداخلي والخارجي للمحافظة، منذ خروج الآسايش والبيشمركة (القوات الأمنية والعسكرية الكوردية) منها، والتي كانت تغطي على عيوب الأجهزة الاتحادية، بحكم خبرتها ومعرفتها بجغرافية وتاريخ المنطقة، كما يؤشّر إلى وجود أجندة سياسية وراء تراخي القوى الاتحادية في أطراف المحافظة، بغية ضرب الاستقرار، خصوصاً أن هناك نزوحاً للمواطنين الكورد والتركمان».
وكان رئيس مجلس محافظة كركوك بالوكالة ريبوار طالباني ، النازح مع اعضاء في المجلس الى اقليم كوردستان منذ 16 اكتوبر/تشرين الاول 2017 ، حذر مؤخرا من أن الوضع في كركوك ومثيلاتها يتفاقم وأن داعش يمكن أن يُسقطها بسهولة.
وقد عاود داعش نشاطه بشكل ملحوظ في ‹المتنازع عليها›، خاصة في كركوك ومناطق تمتد جنوب المدينة حتى جبال حمرين من خلال التفجيرات وشن الهجمات، رغم إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انتهاء التنظيم و«النصر النهائي» عليه أواخر العام المنصرم .
وتعليقاً على اتهام مسؤولين من العرب والتركمان قوى كوردية باستخدام داعش كـ «ورقة» لإعادة قوات «البيشمركة» إلى المحافظة، قال طه إن «هذه التهم غير منطقية، فالبيشمركة قدمت قوافل من الشهداء في مقارعة التنظيم» ، لافتاً إلى أن «معارك يوم أمس في جبل قره جوخ قرب مخمور (جنوب غربي أربيل) خير دليل على ذلك». وزاد: «لا يخفى أن الفاشلين دائماً يعلقون عيوبهم على شماعة الآخرين، وهؤلاء لا يمكن التعويل عليهم في إدارة البلاد وتحقيق الاستقرار».
وقلل طه من قدرة تنظيم «داعش» على أن يعيد سيناريو احتلاله للمدن .
وكانت وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كوردستان، التوصل لاتفاق مع التحالف الدولي بصدد إجراء «مراجعة فورية» للأوضاع في المناطق الكوردستانية خارج إدارة الإقليم .
وعقد وزير البيشمركة بالوكالة كريم سنجاري اجتماعاً مع ممثلين عن التحالف الدولي في أربيل ، امس الاثنين، لبحث آخر مستجدات الوضع في ‹المتنازع عليها›، وبالأخص مدينة كركوك.
وقالت وزارة البيشمركة في بيان،طالعته (باسنيوز) إن الجانبين أجريا تقييماً للوضع الأمني في ‹المتنازع عليها› و«اتفقا على الحاجة إلى مراجعة فورية للخطط العسكرية في تلك المناطق».