اخبار العراق الان

إسرائيل تتوعد بالعودة لسياسة الاغتيالات.. والمقاومة تتأهب في غزة!

إسرائيل تتوعد بالعودة لسياسة الاغتيالات.. والمقاومة تتأهب في غزة!
إسرائيل تتوعد بالعودة لسياسة الاغتيالات.. والمقاومة تتأهب في غزة!

2018-08-12 00:00:00 - المصدر: قناة الغد


يبدو أن الأوضاع الميدانية الساخنة والمتدهورة على حدود قطاع غزة، جراء حالة التصعيد المتواصلة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، بدأت تأخذ منحى خطير، في أعقاب تكثيف الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة واستهداف العشرات من المواقع والأهداف التي تتبع الفصائل الفلسطينية، وفي المقدمة منها حركة حماس والتي أسفرت عن استشهاد عدد من كوادرها العسكرية.

هذا التصعيد والتوتر الميداني بات يقلل كافة الأوساط الإسرائيلية والفلسطينية وحتى نيكولاى ميلادينوف ومصر التي تبذل جهود لتثبيت التهدئة بين الطرفين لمنع الانزلاق في مواجهة مفتوحة لن تكون سهلة وسيدفع المدنيين الفلسطينيين ثمناً باهضاً في حال اندلاعها.

الاحتلال يستعد للاغتيالات

وقالت صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الأحد، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، تجهز وتخطط منذ أشهر للعودة إلى سياسية الاغتيالات ضد قادة حماس في غزة ، جراء التصعيد المستمر على الحدود ، وتتجه لاستبدال خوض عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، بالعودة الى سياسة الاغتيالات.
ونقلت صحيفة ” هآرتس” عن مسؤولين عسكريين كبار قولهم إن الخطط لاغتيال قادة حماس وصلت إلى مرحلة متقدّمة، لكن في حال طلبت القيادة السياسية الإسرائيليّة تنفيذ الاغتيالات، فإن ذلك يتطلب تحضيرات إضافية.

وذكرت، أن التجهيزات للعملية بدأت بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) تفضيلهما عودة سياسة الاغتيالات لقادة الحركة على عملية عسكريّة واسعة في قطاع غزّة، يخشى الاحتلال أن تتضمّن اجتياحًا بريًا.

نتنياهو يتوعد

رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وفي مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة الاحتلال اليوم الأحد قال: “لن نكشف عن خططنا القادمة في غزة وإسرائيل لن تقبل بأقل من وقف كامل لإطلاق النار على حدود قطاع غزة”. في إشارة إلى إمكانية تنفيذ عمل عسكري كبير تجاه قطاع غزة.
وأضاف: “نحن في خضم حملة” ضد ما أسماه “الإرهاب” في غزة وهناك تبادل للضربات وأن الأمر ينتهي الأمر بضربة واحدة.

مدعياً أنه تم تدمير مئات الأهداف العسكرية لحركة حماس في غزة، وأوضح “أن إسرائيل جاهزة لتنفيذ خططها في غزة وأن الهدف هو استعادة الهدوء لسكان غلاف غزة”.
لكن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى خشية من أن تؤدي سياسة الاغتيالات إلى ردّ فعل عنيف من حركة “حماس” يقود إلى حرب.

تهديدات على محمل الجد

في الجانب الفلسطيني تبدو الأمور أكثر وضوحا فالفلسطينيين يدركون أن قادة الاحتلال يخططون لشيء ما، ويسعون لتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة، فحالة الاستنفار التي أعلنت عنها( كتائب القسام) لا زالت على حالها وأضيف إليها غرفة عمليات مشتركة تتبع الفصائل للتنسيق فيما بينها لمواجهة أي عدوان، وقد ظهر هذا الأمر جليا في التصعيد الأخير على القطاع.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي، إياد القرا، إن المقاومة الفلسطينية تأخذ التهديدات والأحاديث الإسرائيلية حول الاغتيالات على محمل الجد وتنبهه الى ذلك الأمر، مبيناً ان الفصائل الفلسطينية، لها تجربة مهمة سابقة وتأخذ إجراءات وتدابير أمنية كثيرة، في سبيل منع وإفشال مخططات الاحتلال، من الوصول لقادة المقاومة واغتيالهم.

وأضاف: من المتوقع أن تعود حكومة الاحتلال لسياسة الاغتيالات، من باب استعادة قوة الردع والدخول في تصعيد كبير أو ضربات جوية على غرار حرب 2012، تصطاد فيها أكبر عدد من قيادات المقاومة، ويحقق الهدوء للجبهة الداخلية، وإرضاء الجمهور الإسرائيلي، لكنها في ذات الوقت لا ترغب في الذهاب لحرب شاملة يكن أن تخسر فيها (الحسم والردع) معا.

هذا الراي جاء متوافقاً مع حديث القيادي الفلسطيني أحمد يوسف، والذي رجح في حديث خاص لـ”الغد ” أن تقدم إسرائيل على تنفيذ عمليات اغتيال واستهداف للقيادات السياسية للفصائل الفلسطينية، وفي المقدمة منها القيادات السياسية والعسكرية لحركة حماس، مضيفاً: “إسرائيل تريد من ذلك أن توجه رسالة لحماس بأنه لا يوجد أي شخص آمن في غزة، وأن الجميع تحت طائلة الاستهداف والقتل”.

وأوضح أنه في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق تهدئة شاملة في قطاع غزة، برعاية مصرية، فإن الأوضاع الميدانية مرشحة للتصعيد بشكل كبير، وقد تشهد ضربات عسكرية إسرائيلية مكثفة، تطال الحالة السلمية في غزة لإرهاب المواطنين.

وتوقع القيادي يوسف،أنه إذا استمرت حالة الهدوء الهش على حالها، في ظل عدم وجود ضمانات لاستمرارها، فإن الأمور ذاهبة باتجاه التصعيد العسكري،وربما يأتي العيد، ونحن في أسوأ حالاتنا، ونعيش أوضاعاً غير سعيدة.

أزمة سياسية
ويؤكد القرا، أن تأثير عمليات الاغتيالات بات محدوداً، وذلك لأسباب كثيرة ومنها: أن غالبية الفصائل وخاصة العسكرية لديها هياكل تنظيمية وبنية قيادة تقود العمل في حال غياب أي قائد أو مسؤول، ومنها حركة حماس التي لديها مكتب تنفيذي ومكتب سياسي وهيئات إدارية عليا ومحلية تعمل بفعالية في حالة وجود أي طارئ وتضم الهيئات الأمنية والمجتمعية و التنظيمية.

وقال القرا، حديث الاحتلال عن عودة الاغتيالات، نابع من الأزمة السياسية والأمنية التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية، في ظل استمرار حالة التوتر على الجهبة الجنوبية من خلال عمليات التصعيد المتكرر على جبهة غزة، وهو ما يشكل عملية استنزاف للجيش الإسرائيلي في الوقت الذي يواجه الاحتلال مسيرات العودة وإطلاق الطائرات و البالونات الحارقة، وكل هذه العوامل المستمرة منذ 5 شهور لا يتحملها الاحتلال وأثارت حالة من الغضب الداخلي على الحكومة الإسرائيلية لفشلها في حسم المواجهات الحالية مع حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية.

وعلى الرغم من توقف الضربات والغارات الإسرائيلية الخميس الماضي، والتزام الطرفين ( الفصائل والاحتلال) بالوساطة المصرية والأممية لتثبيت التهدئة، إلا أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفت بشكل قاطع التوصل إلى اتفاق تهدئة مع حركة حماس.وقال مسؤول سياسي إسرائيلي لصحيفة “هارتس”: “لم نلتزم بأي وقف لإطلاق النار للوسطاء، نحن في حالة حرب وهنالك تبادل للضربات العسكريّة”.

إسرائيل تتوعد بالعودة لسياسة الاغتيالات.. والمقاومة تتأهب في غزة!