اخبار العراق الان

ألمانيا...الإداريون الجيدون لا يريدون مجاراة العصر

ألمانيا...الإداريون الجيدون لا يريدون مجاراة العصر
ألمانيا...الإداريون الجيدون لا يريدون مجاراة العصر

2018-10-16 00:00:00 - المصدر: بي ان سبورت


هُمام كدر

في مباراة هولندا الأخيرة التي خسرها يواخيم لوف بنتيجة ساحقة 3-0 كان على مساعديه ألا يكتفوا فقط بتسجيل أخطاء لاعبيهم، بل باستخلاص العبر من ثلاثي الرعب الهولندي ديباي والبديلين بروميس و فينالدوم، كيف قام الهولنديون بالمرتدات السريعة المثمرة وكيف افتكوا الكرات من وسط ألمانيا المترهل.

هولندا التي عانت الكثير في السنوات الأخيرة انتفضت على حساب ألمانيا، بينما يواخيم لوف لا يزال يعتمد في تشكيلته، على مولر الذي كان آخر هدف دولي رسمي سجله في 26-3-2017 ضمن تصفيات كأس العالم ضد أذربيجان، وبواتينغ وهوميلز ونوير الذي يعانون أصلاً من تخبطات مع ناديهم بايرن ميونيخ.

هناك من يعتقد أن سيطرة بايرن ميونيخ على البطولات في ألمانيا أمر غير صحي للكرة في البلاد، لكنه كان يمد المانشافت بعمود فقري صلب من اللاعبين، أما اليوم فكيف سيكون الحال مع تراجع أداء بايرن نفسه؟؟

 نوير ... نعم يُنتقد

يتحمل كبار المنتخب جزء لا يستهان به من المسوؤلية، هذا ما أكد عليه الحارس الدولي السابق أوليفر كان، وإذا كان أحد لا يتجرأ على توجيه سهام الانتقاد لمانويل نوير حتى بعد الإذلال في روسيا رغم أنه لعب بعد أشهر من الإصابة، إلا أن اليوم يبدو حارس العملاق البافاري في وجه العاصفة مع مولر وبواتيغ والآخرين.

فلم يعد مقبولاً أبداً أن نرى حارس برشلونة تير شتيغن احتياطياً لنوير.

 

الاستقرار المبالغ فيه

الخروج من كأس العالم كان -رغم كارثيته في حد ذاته- بمثابة ناقوس خطر لمن يشرف على الكرة الألمانية المعروف عنها حسن الإدارة والتخطيط المثمر، لكن العبِر التي كان من المُنتظر استخلاصها من خسارة قاسية أمام المكسيك وأخرى مذلة أمام كوريا الجنوبية يبدو أنها أظهرت الجانب العنيد من الشخصية الألمانية. فاتحاد كرة القدم الذي أشعل صراعاً كبيراً مع مسعود أوزيل أحد أصحاب إنجاز 2014 استمر بتجديد الثقة مع المدرب يواخيم لوف.

ربما يتميز الألمان عن سائر أمم الأرض بنقطة الاستقرار في كرة القدم والحفاظ على أجهزتهم الفنية والإدارية لفترات طويلة بغض النظر عن النتائج، وقد كان هذا الأمر مثمراً للغاية في العقود الماضية، ولكن اليوم يبدو أن كرة القدم أصبحت رهن التطور السريع، فها هي فرنسا استفادت من موهبة فذة متل موهبة مبابي وغريزمان وبوغبا وها هي إسبانيا تعيد اكتشاف نفسها مع باكو الكاسير وسيبايوس والآخرين.

ألمانيا: هل فقد الحارس مانويل نوير بريقه؟
لوف ومنتخب ألمانيا في دائرة النار
بعد الخسارة أمام هولندا بثلاثية: "أمسية مرعبة" بالنسبة إلى الصحف الألمانية

حتى إنكلترا التي تصدّعت لسنوات قبل مونديال 2018، نظمت صفوفها وقدمت نسخة مونديالية رائعة مع مدرب فرض نهجاً جديداً، وبالأمس خلال الفوز على إسبانيا 3-2 وبفضل معدل أعمار صغير وثلاثي مرعب (رحيم وراشفورد وهاري كاين) بدت كقوة عالمية مؤهلة للفوز بالألقاب.

لا تبدو المشكلة في عدم وجود شبان في منتخب ألمانيا بل بالطريقة التي يجب إتباعها لإخراج أفضل ما لديهم، لأن مدربهم لا يزال يعتقد أن الخبرة تنقصهم ويعتمد على كلمة كلاسيكية معتادة هي التوازن.

ويقول لوف: "لطالما قلت بأنه يجب إيجاد التوازن بين الخبرة والشباب. صحيح أن الشبان حققوا إضافة عندما دخلوا لكنهم لا يتمتعون في الوقت الحالي بالنوعية الكافية ليكونوا في الذروة، ويجب عدم انتظار المعجزات منهم. فيرنر، براندت، ساني أو نابري يحتاجون الى المزيد من الوقت".

يتعين على لوف لإقناعنا بفلفسته القيام بثورة تكتيكية اليوم أمام فرنسا، وإلا فالمنتخب الألماني كله بحاجة لثورة تغيير نظام ولعل البداية بالإطاحة بمنصب لوف نفسه...

ألمانيا...الإداريون الجيدون لا يريدون مجاراة العصر