اخبار العراق الان

عاجل

الأدب واستقلاله النسبي عن الأدلجة

الأدب واستقلاله النسبي عن الأدلجة
الأدب واستقلاله النسبي عن الأدلجة

2018-11-14 00:00:00 - المصدر: شبكة اخبار العراق


شكيب كاظم

ترى أية لغة ينبغي لك وعليك ان تترسمها وأنت في حضرة الشاهق النبيل شجاع مسلم العاني؟ أية لغة تراها جديرة بأن تزين بحروفها جيد الشاهق شجاع؟ وأية لغة تظنها بمكنتها ان توصل وجدك وتواجدك واحترامك للنبيل المحتفى به؟ فقد تكبو الجملة وتنبو المفردة وتني الكلمة عن مهمة التوصيل، فالكبار يجب ان يخاطبوا بلغة سامية سامقة عالية المستوى توازي سموهم وسموقهم وعلوهم المعرفي والإبداعي والخلقي أوّ ليسَ النقد إبداعاً؟
لا أملك سوى الكلمات أملأ بها سلال العطر انثرها في حضرة العاني النبيل.
الناقد شجاع فنن وغصن مورق من أيكة الدرس النقدي وارفة الظلال إلى جانب كوكبة باهرة من النقاد الأكاديميين، الذي تسجل ريادته لأستاذي الدكتور علي جواد الطاهر، إلى جانب زملائه ورصفائه أساتذتي جلال الخياط وعلي عباس علوان وعناد غزوان، فضلاً عن عبد الإله أحمد ونجم عبد الله كاظم وخالد علي مصطفى وعبد المحسن اطيمش، ويجب ان لا ننسى أيقونة الترجمة والبحث والنقد الدكتور عبد الواحد لؤلؤة ورأيه في ضرورة أن تكون لكل ناقد نظريته النقدية الخاصة به، وإلا أخرجه من حضيرة النقاد.
وإذ أنهمك الكثير من النقاد بالتنظير النقدي يشرحون أقوال الآخرين ويفسرونها تاركين التطبيق النقدي، ابتعاداً عن وجع الكتابة إذا جاءت بما لايرضي صاحب النص المنقود!! فإن ناقدنا العاني قد أدلى بدلوه بين الدلاء في اللونين تلمس ذلك في كتابه (المرأة في القصة العراقية) وهو في الأصل بحثه الذي نال عنه درجة الماجستير من مصر فضلاً عن كتابه (الرواية العربية والحضارة الأوربية) الصادر سنة 1979 في ضمن سلسلة الموسوعة الصغيرة، وأدرت عنه حديثاً نقدياً نشره الملحق الأسبوعي لجريدة (الثورة) يوم السبت 26/ نيسان/1980 كذلك كتابه التطبيقي المهم (في أدبنا القصصي المعاصر) الذي أصدرت طبعته الأولى دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد سنة1989، إذ احتوى على أكثر من عشر دراسات نقدية وما أوقف كتابه هذا على دراسة المبدعين العراقيين: محمد خضير وعبد الرحمن مجيد الربيعي وغائب طعمة فرمان وغازي العبادي وموسى كريدي، بل درس روائيين عرباً: نجيب محفوظ وإبراهيم اصلان والطيب صالح، ويعقد مقارنة نقدية بين الأقصوصة الطويلة المعنونة بـ (الحبل) للقاص والروائي عراقي الأصل كويتي الجنسية إسماعيل فهد إسماعيل، الذي خسره السرد العربي يوم الثلاثاء (25/ من أيلول/2018) وبين رواية (اللص والكلاب) لنجيب محفوظ.
التطبيق النقدي تراه في كتبه الأخرى ومنها بحثه للدكتوراه من جامعة بغداد الموسوم بـ (البناء الفني في الرواية العربية في العراق) والصادر جزؤه الأول عن دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد سنة 1994، وصدر الجزءان الثاني والثالث سنة 2000 و 2012 ، وهو العمل النقدي الباذخ الذي درس فيه ناقدنا العاني – وقد وجد كثرة من درسوا المضمون والفحوى- درس فيه القضايا الفنية والجمالية.
لم يقف الناقد الأستاذ الدكتور شجاع مسلم العاني، هو الذي يرى ان الادب والفن يجب ان يكون لهما استقلال نسبي عن الادلجة والسياسة أي ان الوظيفة الجمالية هي التي يجب ان تحظى باهتمام الناقد، لم يقف عند منهج نقدي محدد، لا يريم ولا يكاد يغادره وهو الذي كان ينتهج نهج جورج لوكاش، وايرنست فيشر ولوسيان كولدمان وغيرهم، والواقعية الاشتراكية وتراه ظاهراً في دراسته (المرأة في القصة العراقية) ولأن الحياة في تغير دائم، وإننا لا نخوض في ماء النهر مرتين، ولأن التماثيل وحدها التي لا تتغير، فإنه بعد ان أطلع على مناهج النقد الحديث، وأن المنهج هو اللامنهج، وان النص الإبداعي هو نفسه يوجب المنهج الذي يدرس على ضوئه، فقد عقد دراسة قيمة درس فيها (النص في النقد الأدبي الحديث في العراق) ونشرها في كتابه الموسوم بـ (قراءات في الأدب والنقد) الذي أصدرته دار الفراهيدي ببغداد سنة 2011، يرى ان النقاد العراقيين يتجهون إلى ثلاثة اتجاهات، الاتجاه الأول موقف تقليدي يرفض المناهج الحديثة في النقد ويرفض الحوار معها رفضاً تاماً، ومن هؤلاء أساتذة الجامعات فضلاً عن الناقد عبد الجبار عباس الذي ظل يجاهر بانطباعيته وأستاذنا الطاهر الذي ينكر على النقاد العراقيين تطرفهم في تبني هذه المناهج وما زلت استذكر دراسته القيمة التي نشرتها صفحة (آفاق) بجريدة (الجمهورية) في 8/12/1985 وعنوانها (البنيوية أعلى مراحل السوء في ترف نظرية الفن للفن)وأثارت تعليقات عدة وأعادت نشرها جريدة (العراق) في 16/12/1985، وأعاد الطاهر نشرها في كتابه ( أساتذتي ومقالات أخرى) ولأن ناقدنا العاني منصف، يحفظ للناس أقدارها، فإنه يؤكد اني لا أريد ان أطمس خصوصية الناقد الطاهر الذي يؤمن بمشروعية التأثر أو الإمكانات النقدية التي يمتلكها هو والناقد عبد الجبار عباس (…) لأني أصنف هذه المواقف والاتجاهات، لا على أساس القول المعلن حسب وإنما على أساس التطبيق في الدراسة النقدية أيضاً.
ويقف الدكتور مالك المطلبي والناقد سعيد الغانمي والعديد من النقاد الشباب على الجهة الأخرى متبنين المناهج النقدية الجديدة ولاسيما البنيوية والسميولوجية بصورة تامة.
في حين يقف الدكتور العاني في المنطقة الوسطى الذي يتنكر للبنيوية بوصفها ايدلوجية ويفيد من بعض مناهجها الإجرائية، ويقف معه معظم الناقد العراقيين مثل: طراد الكبيسي، فاضل ثامر، محسن جاسم الموسوي وحاتم الصكر وعبد الله إبراهيم الذي يصفه – وهو على حق-بالناقد الواعد الذي يراه اقرب أعضاء هذا الفريق إلى النقد النصي ومن يتابع إنجازات الدكتور إبراهيم النقدية والبحثية يجد مصداق نبؤة الدكتور العاني.