اليعقوبي وحق عودة الوحدات للقمة
آية العاروري | تويتر
انتهت مرحلة الذهاب من دوري المناصير الأردني للمحترفين بمرِّهِ الذي بدأه الوحدات بعَلْقَمٍ لم يتذوق عشاقهُ مرارته منذُ عقودٍ طويلة؛ كانت بدايةً صحراويةً هشة جافة، خسارة تلو الخسارة ونزيف حاد بالنقاط آلم المُناصرين.
أُعلنت حالة الطوارىء وتم تجهيز غرفةُ عملياتٍ مشتركة من كافة المنظومة الرياضية في أروقة البيت الأخضر، لوضع خطة علاجٍ مناسبة لمكافحة فيروس الهذيان والضياع الوبائي الذي أُصيب به المارد.
تم إجراء الإسعافات الأولية بإعفاء ابن النادي ومديره الفني جمال محمود من منصبه، والتداوي بإسناد المهمة إلى نسر تونس قيس اليعقوبي الذي تسلم الفريق وبدأ التحليق به من جديد.
منهمك بدنياً، مترهل فنياً ومتعب معنوياً، لايمتلك أي مقوماتٍ أو دوافع للنهوض أو حتى جرعة أملٍ للعودة؛ كانت هذه حالة الوحدات عندما تسلمه ابن الخضراء، لكن حنكته وإصراره وإيمانه بقدراته وبفريقه أيقظت السُبات الشتوي الذي كان يعاني منه مارداً اعتاد على أكل الأخضر واليابس في الكرة الأردنية.
- اقرأ أيضاً .. تقارير - كالياري الإيطالي يقترب من ضم لاعب أردني
ماذا فعل اليعقوبي للعودة بالوحدات
بدأ اليعقوبي في أخذ خطواتٍ سريعة، أولها منح الثقة الكاملة للعناصر الشابة، فوضع على عاتقهم ديناً ردوه ليس فقط بإثبات الوجود، بل بالتألق وإغلاق أفواه كل من كان يشكك بضعف وترهل الفئات العمرية في الفريق، خاصةً حجر النرد الفولاذي أحمد ثائر الذي كان قنبلةً مضيئةً في ثكنةِ الوحدات العمرية، لم ير اشعاعات نورها سوى نسر تونس الذي رفعه للفريق الأول، كونه لاعباً فذاً يمتلك قدرات هائلة لم يمتلكها المحترفين السابقين بالرغم من صغر سنه، وبذلك أثبت للجميع بأن أبناء النادي أولى بناديهم.
- اقرأ أيضاً.. السعودية تتعادل مع الأردن استعداداً لكأس آسيا
بدأت مراحل التعافي تظهر تدريجياً، خاصةً بعد أخذ المصل الثاني الذي تمثل في استئصال عقود المحترفين الذين لم يتجاوبوا مع أداء الفريق، بل ساهموا بتشمع رصيده النقطي.
أخذت الآهات تتقهقر وخيبة الأمل تتلاشى وروح التحدي على استعادة أمجاد الوحدات تتعالى؛ كانت مرحلةً صعبة لكنها انتهت سريعاً رغم قسوتها وشراستها على عشاق القلعة الخضراء قبل بدء الفصل الثاني من حكاية دوري المناصير الأردني.
ما الذي يحتاجه الوحدات لمواصلة التطور؟
ما يحتاجه الوحدات من مجلس إدارته خلال فترة التوقف هو التفكير بجدية بتمديد عقد مدربه لأكثر من موسم فالمصلحة مشتركة بين الطرفين، علاوة على عزل الفريق تماماً عن صخب الانتخابات الرئاسية، وإعطاء كافة الصلاحيات لليعقوبي قيس باختيار المحترفين وضمان سرية التشاور معهم، وتنفيذ كافة متطلباته لصناعة فريق دون مجاملات، يكون قادراً على خطف صدارة الدوري من الجزيرة لأول مرة هذا الموسم، ويكون صعب المراس في الدور التمهيدي المؤهل لدوري أبطال آسيا 2019.
فمن حق الوحدات أن يَفرح ويُفرح قلوب عشاقه، لذلك عذراً لقساوتي يا قيسنا الأخضر، أنت الآن منا ونحن منك، ونرى أن أيام اللولو ونغمة الحجج والأعذار قد ولت مع ختام مرحلة الذهاب، الكرة الآن بين يديك أنت، فعليك أن تعي جيداً بأن كافة المسؤولية تقع على عاتقك أنت وحدك في حال ضعف مستوى المحترفين وتراجع نتائج الفريق لا سمح الله.
وأخيراً أهمس في أذنيك وأقول لك عليك أن تكون جزاراً صارماً، وألا تتنازل عن قراراتك القوية التي من شأنها إعادة بناء مارداً يرعب الجميع محلياً وقارياً.