ما بعد مورينيو.. هل كان البرتغالي هو مجرم مانشستر الأوحد؟
أحمد أباظة فيسبوك تويتر
لدينا عهد كُسِر في اليوم التالي لقطعه، ولكنها تظل مناسبة سارة واستثنائية لرجل استثنائي، انتهى عهده في مانشستر يونايتد قبل أن يُكمل مهمة الإجهاز على النادي ولاعبيه وجماهيره..
رحل جوزيه مورينيو أخيراً، مانحاً جماهير الشياطين الحُمر أكبر لحظات السعادة الممكنة منذ تعيينه. خبر تأخر كثيراً ولكنه أتى، أتى بعد أن صار يونايتد على بعد 11 نقطة كاملة من المراكز الأربعة المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، وبعد أن قطع إنجاز مورينيو الوحيد هذا الموسم بالتأهل إلى دور الـ16 الطريق على المخرج الاحتياطي من الدوري الأوروبي.
هذا ليس اتهاماً له بالطبع، لا أحد يريد اللعب في الدوري الأوروبي، ولكن الطريق الوحيد بات اختراق تلك الفجوة السحيقة في البريميرليج، لأن هذا اليونايتد لا يبدو مرشحاً للفوز بالأبطال على كل حال..
لا أحد يرغب بقطع الأجواء الاحتفالية الآن، ولكن فقط إحقاقاً للحق وأملاً في مستقبل أفضل، أو تخوفاً من مستقبل أسوأ، تجب الإشارة إلى أنه الفاعل الرئيسي فيما حدث، ولكنه لم يكن الوحيد.
أنا جوزيه مورينيو.. أنا آتي بعيوبي فقط!
إدارة يونايتد لها ما لها وعليها ما عليها، دعمت الفريق بصفقات مرتفعة الثمن، بوجبا هو أغلى لاعب في التاريخ لحظة انضمامه، لوكاكو واحد من أغلى المهاجمين في تاريخ اللعبة، أليكسيس سانشيز حول وجهته من مانشستر سيتي إلى يونايتد في معركة مادية بحتة بعد أن وفر له الشياطين الحمر أعلى راتب في تاريخ الدوري..
ولكن هل يجعلها ذلك على حق؟ أو بالأحرى هل يجعلها مؤتمنة على المستقبل؟ الفريق ليس وحده من يمر بالتجارب، بل تبدأ مرحلة التجربة والاختبار من الإدارة نفسها، الكيان الذي فوجئ بأن سير أليكس فيرجسون لم يكن مجرد مدرب، وأن القائمة المهترئة التي جلب بها لقب البريميرليج في 2013 يستحيل عليها فعل الشيء نفسه مع تطور المنافسين من جانب وديفيد مويس من جانب آخر.
ربما يكون الفراغ الإداري الذي خلفه رحيل الاسكتلندي العجوز أكبر بكثير من الفراغ الفني، ولهذا شاهدنا الكثير من المشاهد المتخبطة، مويس يطارد فابريجاس فيحصل على فيلايني، وبالكاد ينال ماتا في الشتاء، فان خال يأتي بمجموعة غريبة من اللاعبين، باستثناء مارسيال وهيريرا يناضل النادي للتخلص من بقيتهم حتى الان، وأخيراً أتى مورينيو، الرجل الذي رافقه أفضل صفقات يونايتد منذ رحيل السير، والرجل الذي فشل فشلاً ذريعاً في استغلالها.
باستثناء هيريرا ولينجارد تظل لمسات جوزيه الفنية على لاعبيه شحيحة للغاية، بينما تظل لمساته النفسية قاتلة بوضوح، إلا أن هذا الانهيار في الموسم الثالث لم يكن صنيعة يده وحده، وإن كانت يده هي العليا بمسافة شاسعة.
دخل مورينيو موسمه الجديد يطالب بـ5 لاعبين، لم يأتِ منهم سوى دالوت وفريد، ونظراً لمدى اعتماده على الأخير لم نعُد واثقين بأنه طلبه من الأصل. ليس منطقياً أن يُطالب وصيف البريميرليج بـ5 لاعبين إضافيين دفعة واحدة، إذ أنه بالأحرى يجب أن يعمل على ما يملك مع إضافة التدعيمات الضرورية، ولكن هنا تحول المناخ إلى هذا الجحيم..
"أنا جوزيه مورينيو.. أنا لا آتي أصلاً"! (2)
غسل البرتغالي يده من الموسم قبل أن يبدأ، خرجت الخلافات الداخلية إلى العلن الصريح، ساء كل شيء لأن الإدارة التي يقودها إد وودوارد فشلت في اتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح، أو بالأحرى تأخرت في اتخاذه لـ4 أشهر كاملة. بعض الظواهر تعكس بوضوح أن تلك الإدارة العملاقة اقتصادياً لا تملك الإدراك الكافي حين يتعلق الأمر بكرة القدم.
تلك هي النقطة الوحيدة التي تهدد مستقبل الشياطين الحمر أياً كان اسم المدرب الدائم المقبل، زيدان أو كونتي أو أليجري أو بوتشيتينو أو حتى المؤقت سواء كان كاريك أو غيره، فالفكر الكروي الذي أرساه المدرب المُقال عقيم للغاية ويكاد يكون غير موجود من الأصل.
بالتالي يبدأ الأمر من هنا: مدرب بفكر واضح مع إدارة رياضية تدعم هذا الفكر، سواء بترك حرية التصرف للمدرب أو بدعمه عن طريق مدير رياضي يجيد تلك الأمور، لينديلوف هو خطأ مورينيو مثلاً بأي شكل من الأشكال، ولكن كيف يكون وسيلة إصلاح هذا الجُرم هو التعامي عن حاجة الفريق الواضحة لمدافع بقيمة ألديرفايرلد أو فيرتونخن أو كوليبالي؟ كيف -والسؤال التالي يشع بكل أنواع الحقد بالتأكيد- سقط مدافع مثل فان دايك من حساباتكم أصلاً حين أتيتم بمثل لينديلوف؟
رحل مورينيو وهذا بالتأكيد خبر سار، لكنه قد لا يكون نهاية تلك الدوامة، كل شيء سيتوقف على مدى صحة الخطوات القادمة.