الحريري يشكل الحكومة اللبنانية للمرة الثالثة
شكل سعد الحريري ثالث حكومة في لبنان اليوم الخميس في أعقاب اتفاق الأحزاب السياسية المتنافسة على التشكيلة الوزارية بعد نحو 9 أشهر من إجراء الانتخابات.
فيما يلي بعض المراحل الرئيسية في حياة الحريري السياسية:
* الحريري (48 عاما) هو الزعيم السني الرئيسي في لبنان منذ اغتيال والده رفيق في عام 2005. عرفت السنوات الأولى من حياته السياسية بالمواجهة مع الحلفاء اللبنانيين لسوريا وإيران وأبرزهم جماعة حزب الله التي تمتلك ترسانة ضخمة من الأسلحة.
اتهمت محكمة مدعومة من الأمم المتحدة خمسة أعضاء من حزب الله بقتل الحريري. وجرت محاكمتهم غيابيا في لاهاي. ولكن الجماعة تنفي أي دور لها. وقال الحريري إنه لا يسعى للانتقام لاغتيال والده.
* شكّل الحريري أول حكومة ائتلافية في عام 2009 بعد أن فاز تحالف قوى “14 آذار” المناهض لسوريا والمعارض لحزب الله في ذلك الوقت بأغلبية برلمانية . ومع مرور السنوات تفككت قوى “14 آذار”.
تمت الإطاحة بحكومته في أوائل عام 2011 عندما استقال وزراء حزب الله وحلفاؤه بسبب التوترات المرتبطة بمحكمة الحريري. في السنوات التالية بقي الحريري خارج لبنان لفترة طويلة لأسباب أمنية.
مع تصاعد الحرب في سوريا أصيبت الحكومة اللبنانية بالشلل بسبب التوترات المرتبطة بالصراع. وصدرت تصريحات عدة للحريري ضد دور حزب الله في القتال دعما للرئيس بشار الأسد. وبسبب الجمود السياسي أصبح موقع الرئاسة شاغرا بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في عام 2014.
* في عام 2016 فاجأ الحريري اللبنانيين باقتراح من شأنه أن يعيده إلى موقع رئاسة الوزراء وتسليم الرئاسة إلى السياسي الماروني سليمان فرنجية وهو حليف لحزب الله وصديق مقرب من الأسد. لكن هذه الفكرة فشلت في اكتساب الدعم لأن حزب الله تمسك بحليف آخر هو ميشال عون كمرشح للرئاسة.
* في وقت لاحق من عام 2016 أصبح الحريري رئيسا للوزراء للمرة الثانية بعد توقيعه صفقة مع عون قادت الأخير إلى رئاسة الجمهورية.
وشكّل الحريري حكومته الائتلافية الثانية. وظل معارضا لحزب الله لكن تركيزه كان على مشاكل لبنان الاقتصادية.
واتهم منتقدون مناهضون لحزب الله الحريري بتقديم تنازلات للجماعة الشيعية والتخلي عن المبادئ الأصلية لقوى “14 آذار”.
ما زال الحريري نقطة محورية للدعم الغربي. ففي أبريل نيسان استضافت فرنسا مؤتمرا دوليا تعهدت فيه الجهات المانحة بتقديم أكثر من 11 مليار دولار من المساعدات بشرط قيام لبنان بتنفيذ إصلاحات اقتصادية طال انتظارها.
* خسر تيار المستقبل بزعامة الحريري أكثر من ثلث مقاعده في الانتخابات البرلمانية لعام 2018 وذهب بعضها إلى حلفاء حزب الله. وعزا الحريري هذا إلى قانون انتخابات جديد يوزع المقاعد على أساس نسبي. لكن كذلك ألقى باللائمة على تقصير حزب تيار المستقبل وأقال بعض كبار مسؤولي الحزب.