هشام العلوي: هناك انطباع إيجابي من جانب الحكومة الهولندية عن الجالية العراقية
روودا - أربيل
أكد سفير العراق لدى هولندا، هشام العلوي، بأن أعداد اللاجئين العراقيين بدأت تنخفض في هولندا خلال السنتين الأخيرتين ، وهذا مؤشر على التحسن الذي طرأ في العراق، وبسبب نجاح القوات الأمنية العراقية في تحرير كل المدن والقرى التي كانت تحت سيطرة داعش، مشيراً إلى أن "مقارنة مع الجاليات الآخرى هناك انطباع إيجابي من قبل الحكومة الهولندية على الجالية العراقية من حيث نجاحها في الاندماج ومشاركتها في الحياة العامة واستطاعوا أن يطوروا مهاراتهم ويدخلوا سوق العمل وموجودين في أغلب المؤسسات".
وقال العلوي في مقابلة أجرتها معه شبكة رووداو الإعلامية إن " حجم التبادل التجاري بين العراق وهولندا كان يتأرجح بين حوالي مليار و200 إلى مليار و800 مليون دولار وأغلبها لصالح العراق بسبب تصدير النفط إلى الجانب الهولندي كما أن هناك بعض الشركات الكبرى التي لها حضور جيد في العراق".
رووداو: كم هو عدد اللاجئين العراقيين في هولندا؟
هشام العلوي: الأرقام الرسمية من الحكومة العراقية والمعلومات المتوفرة للسفارة تظهر بأن العدد الكلي للجالية العراقية في مملكة هولندا يقدر بـ 60 ألف مواطن ونصفهم من الأخوة الكورد والبقية من بقية مكونات الأخوة العراقية وتقريباً كل المكونات العراقية ممثلة في هولندا وقسم منهم قدامى أي منذ أكثر من عشرين سنة متواجدين فيها أما البعض الآخر خلال السنوات الماضية أتوا إليها وهي جالية غنية ومنتشرة في عموم هولندا وفيهم الأساتذة والأطباء والمهندسون والإعلاميون والفنانون والمدرسون ورجال الأعمال، بالإضافة إلى جيل الشباب .
رووداو: هؤلاء المتواجدين في هولندا جاؤوا بسبب مواضيع سياسية أم مواضيع انسانية وما هي اسباب لجوئهم؟
العلوي: الغالبية التي أتت في التسعينيات جاؤوا بسبب الأوضاع التي مرت بها البلاد كالحروب والحصار خلال النظام البائد أما القسم الآخر أتوا بعد التغيير أي بعد 2003 وقسم آخر بعد سيطرة داعش على مناطق واسعة على شمال وشمال غرب البلاد، وخلال عام 2015 – 2016 – 2017 كان هناك تزايد في أعداد العراقيين في أوروبا عموماً وهولندا خصوصاً، أما خلال السنتين الأخيرتين الأرقام بدأت تنخفض وهذا من مؤشرات التحسن الذي طرأ في العراق ونجاح القوات الأمنية العراقية في تحرير كل المدن والقرى التي كانت تحت سيطرة داعش.
رووداو: كيف تعامل الحكومة الهولندية مع اللاجئين العراقيين
العلوي: بشكل عام تعامل إيجابي فالحكومة الهولندية حريصة على أن تشجع اللاجئين العراقيين خصوصاً واللاجئين بشكل عام على أن يندمجوا في المجتمع وأن يكتسبوا المهارات اللازمة لتمكنهم من العمل ، ومقارنة مع الجاليات الآخر هناك انطباع إيجابي على الجالية العراقية من حيث نجاحها في الاندماج ومشاركتها في الحياة العامة ومن حيث قلة المشاكل مقارنة ببعض الجاليات الأخرى، كما ان أكبر جالية في هولند هي الجالية التركية أي أن هنالك حوالي نصف مليون مواطن تركي في هولندا وبعدها تأتي الجالية المغربية حوالي 400 ألف مواطن وبعدها تأتي جاليات أخرى، نحن في السفارة نريد أن نستفيد من الجالية العراقية التي تتمتع بانطباع إيجابي في هولندا أي نريد أن نبرز الجوانب الإيجابية الموجودة لديهم أي أن يشاركوا في تطوير العلاقات بين البلدين وأن يلعبوا دور في تعميق العلاقات ليس فقط على المستوى الشعبي والمؤسساستي وإنما على المستوى الثقافي والاقتصادي والاجتماعي بين البلدين.
رووداو: ماهي أكبر المشاكل التي تصل إليكم في السفارة العراقية بهولندا؟
العلوي: المشاكل التي تعاني منها الجالية متنوعة الكثير منهم لديهم مشاكل بسيطة تتعلق بالمستمسكات التي يحتاجونها سواء هوية وطنية أو الجواز أو الشهادة الجنسية أو هوية الأحوال وقضايا الزواج، أما البعض الآخر بسبب الظروف التي مروا بها تغيرت أسمائهم بعض الشيء فأصبح مثلاً اسم العائلة أصبح اسم الجد أو تغييرات في تواريخ ميلادهم أو مكان ولادتهم وهذا يحتاج إلى معالجة بالتعاون مع الجهات المعنية كما أن السفارة تحاول أن تسهل أمرهم فيما يتعلق بهذه الجوانب، وهناك خدمات قنصلية شاملة في السفارة وهي تقدم خدمة جيدة للمواطنين عموماً ليس فقط في هولند وإنما بعض الدول المحيطة ومنها فرنسا وبلجيكا ومناطق في غرب ألمانيا.
رووداو: خلال السنة الماضية 2018 وخلال الأشهر الأولى من هذا العام هل هناك مواطنون جاؤوا الى هولندا طالبين اللجوء السياسي، وهل تم منح اللجوء السياسي لأحد؟
العلوي: الأرقام غير مرتفعة مقارنة مع السنوات السابقة العدد الكلي بين 1600 إلى 2500 خلال السنوات الأربعة الماضية وهي قليلة مقارنة مع ما جرى في السابق أما الآن مملكة هولند وعموم أوروبا يحاولون بأشكال مختلفة، أما يمنعوا من وصول مهاجرين جدد أو يعطوا رسائل بأن الاجراءات أصبحت معقدة وطويلة وهذا ساهم يفي تقليل الأعداد.
رووداو: هل يعني ان إعطاء اللجوء السياسي للعراقيين في أوروبا بأن العراق يمر بمشاكل سياسية، لأنك عندما تحصل على اللجوء السياسي فهذا يعني انك ممنوع في هذا البلد؟
العلوي: نعم هذا لكن بالإضافة إلى ذلك أحياناً الجانب الهولندي يطلب من المواطنين العراقيين وغيرهم عندما يقدمون طلبات الحصول على جنسية يطلب منهم التخلي عن جنسيتهم، لكن بالنسبة لنا هناك مجموعة من القواعد التي تحكم عملنا أولاً نحن نتعاون مع الجانب التركي فيما يتعلق بالمواطنين الذين يرغبون بشكل طوعي بالعودة إلى وطنهم بعد أن يصلون إما طلباتهم ترفض أو يغيرون رأيهم او تتغير ظروفهم، أما فيما يتعلق بالذين رفضت طلباتهم وتم تأكيد الرفض هؤلاء أعدادهم قليلة.
رووداو: هل هناك نية لدى الحكومة الهولندية بإرجاع اللاجئين العراقيين إلى بلدهم؟
العلوي: هناك من تقبل طلباتهم وبالتالي يسمح لهم بالإقامة وبعد سنين من المككن أن يقدموا على الجنسية وهناك مجموعة يتم قبولهم يتأخر وهناك مجموعة يتم رفض طلباتهم في البداية لكن عندما يستأنفون يتم تغيير القرار ويتم قبولهم، نحن نعاني فقط من وضع المجموعة التي يتم رفض طلباتها ابتداءاً وسيتم أيضاً تأكيد الرفض مرة أخرى هؤلاء تريد الحكومة الهولندية ان تجبرهم على أن يغادروا البلاد ويعودوا إلى العراق.
رووداو:ما مدى نجاح اللاجئين العراقيين في هولندا سواء من الناحية الاقتصادية أو من النواحي الأخرى؟
العلوي: بشكل عام مقارنة مع الجاليات الأخرى الجالية العراقية في هولندا كما ذكرت جالية كبيرة ومتنوعة نسبياً فيها خبرات جيدة ونجحوا بشكل كبير في الاندماج مع المجتمع الهولندي وأن يتعلموا اللغة ويطوروا مهاراتهم ويدخلوا سوق العمل وموجودين في أغلب المؤسسات.
رووداو: أنتم كسفارة عراقية في هولندا هل لديكم برنامج معين أو خاص للعراقيين الذين حققوا نجاحاً وأصبحوا بارزين في هولندا؟
العلوي: بالإضافة إلى الزيارات الميدانية واللقاءات التي جرت في السفارة هناك عدد من الندوات التي أقمناها خلال الفترة الماضية مع العراقيين من ذوي الاهتمامات المختلفة واختصاصات مختلفة وقبل أيام كان لدينا وفد من منظمة الهجرة الدولية واتفقنا أن نعقد ندوة خاصة للعراقيين في هولندا بشهر آذار القادم للحديث بشكل مفصل عن كيفية الاستفادة من الجالية العراقية لتطوير العلاقة بين البلدين وتحقيق التنمية في مناطق العراق المختلفة، ونعتقد أن هناك إمكانيات جيدة لدى الجالية ومع هذا الانفتاح الكبير الذي حدث من قبل الحكومة الهولندية والمؤسسات الهولندية والقطاع الخاص الهولندي على العراق نرى من الضروري أن نستفيد من أبناء الجالية لتطوير العلاقة بين البلدين.
رووداو: كيف ترون علاقاتكم مع الجالية الكوردية المتواجدين هنا وخصوصاً أنك أشرت بأن نصفهم من الكورد؟
العلوي: نحن ننظر بعين واحدة لكل العراقيين بغض النظر عن خلفياتهم العرقية والقومية والدينية والطائفية فكلهم مواطنون ونتعاون معهم بأشكال مختلفة، وكانت هناك فعاليات مختلفة أقيمت مع الجالية الكوردية بمناسبة نوروز لتخليد ذكرى شهداء حلبجة والأنفال وضحايا النظام السابق.
رووداو: يشير الدستور العراقي في إحدى مواده بأن يكون هناك ملحق ثقافي للإقاليم في جميع السفارات، وكما تعلمون يوجد في العراق إقليم كوردستان، فهل هناك ملحق ثقافي في سفارتكم؟
العلوي: الدستور العراقي فيه مادة تذكر بشكل صريح أن الإقليم أو الأقاليم المحافظات يمكن أن يكون لها تمثيل من خلال مكاتب تجارية وثقافية تعمل داخل السفارة وبالتعاون مع السفارات الموجودة لكن لم يطبق هذا النموذج إلى الآن، كما أن هناك ممثليات في حوالي 15 بلد لحكومة الإقليم تعمل بمعزل عن السفارة نحن نعتقد خاصة في الدول التي لها حضور كبير بالنسبة للجالية والأخوة الكورد أو علاقات خاصة مع مؤسسات الإقليم أن وجود مكتب يساعد في هذا الجانب تحديداً التجاري الثقافي أمر إيجابي.
رووداو: لماذا لا يوجد هناك ملحق وبشكل رسمي؟ هل الحكومة العراقية لا تقبل ذلك أم السفراء هم الذين لا يريدون فتحها في سفاراتهم؟
العلوي: السفارات عموماً فيها نوعين من الموظفين لدينا الذين يتم اختيارهم وإرسالهم من قبل وزارة الخارجية ولدينا الموظفين المحليين الذين يكونون عادة مقيمين في البلد ويتم تعينهم واختيارهم من قبل السفارة بموافقة وزارة الخارجية العراقية، أما فيما يتعلق بالأخوة المقيمين بحكم أن نصف الجالية من الكورد فنصف المحليين أيضاً من الكورد ولهم دور إيجابي في تغطية الأعمال في الأقسام المختلفة ومنها القسم القنصلي بالإضافة إلى الأقسام الأخرى، أما فيما يتعلق بموظفي الوزارة حالياً عدد الأخوة الكورد قليل وهذا ليس متعلق باختيارنا وإنما يتم اختيارهم من خلال لجنة في وزارة الخارجية.
رووداو: من إحدى الأمور المهمة التي تقومون بها "الامور الاقتصادية"، ما حجم التبادل الاقتصادي بين الحكومة العراقية وهولندا؟
العلوي: السنوات القليلة الماضية حجم التبادل التجاري بين البلدين كان يتأرجح بين حوالي مليار و200 إلى مليار و800 مليون دولار وأغلبها لصالح العراق بسبب تصدير النفط إلى الجانب الهولندي وهناك قطاعات أخرى تساعد في حجم التبادل التجاري ومنها استيراد المعدات والآلات ومنها الأغذية ولحوم الحيوانات كما ان هناك رغبة مشتركة لدى الجانبين للعمل من أجل زيادة حجم التبادل التجاري، كما ان هناك بعض الشركات الكبرى التي لها حضور جيد في العراق.
رووداو: هولندا قد شاركت في الحرب على داعش، وتعرضت مناطق كثيرة للدمار بسبب هذه الحرب، وتعرض الكثيرون الى القتل والإبادة الجماعية، إلا ان أكثر من يتم الحديث عنهم في العالم هم الإزيديون، حيث حصلت ممثلتهم على جائزة عالمية مؤخراً، ما الذي قدمتوه كسفارة للتركيز أكثر وتعريف العالم والأمم المتحدة بهذه الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها؟
العلوي: هولندا بتعاونها معها في هذا المجال يكتسب أهميته من جانبين أي الجانب الثنائي لعبت هولندا دور إيجابي في دعم جهود الحكومة العراقية في محاربة داعش وتحرير مناطقنا بأشكال مختلفة كما أن لها حضور جيد ميدانياً فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار وإعادة إعمار المناطق وتوفير الخدمات لتشجيع عودة النازحين، كما أن هناك اهتمام خاص بالنسبة إلى الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان التي ارتكبت على يد عناصر داعش الإرهابي خاصة بين النساء والأطفال والعوائل التي فقدت أكثر من عنصر فالعراقيين استهدفوا بأشكال مختلفة لكن هناك خصوصية لبعض المكونات كالأخوة الإزيديين الذين تعرضوا لفظائع على يد كيان داعش الإرهابي، في هولندا والدول المحيطة أيضاً ومنها ألمانيا هناك حضور عراقي لكل هذه المكونات أي نتعاون معهم بأشكال مختلفة لإبراز هذه الانتهاكات والتعاون لمحاسبة عناصر داعش على هذه الجرائم أما الجانب الآخر مرتبط بالمنظمات الدولية الموجودة في هولندا، كما أن السفارة تحركت السنة الماضية بالتعاون مع الجهات المعنية ومجلس القضاء العراقي لتنظيم عدة ورش عمل لتهيئة القضاة العراقيين والمحققين للتعامل مع هذه الحالات والاطلاع على التجربة الدولية وكانت هذه الورش مفيدة جداً للتعريف بإجراءات القضاء العراقي هناك محافل خاصة في الموصل وبغداد وفي بقية المدن مسؤولة عن محاكمة عناصر داعش والفريق الدولي سيساهم في عملية جمع الأدلة والتعاون مع الشهود وتطمين الجهات المعنية الدولية لأن إجراءات المحاكم العراقية هي إجراءات صحيحة ترتقي إلى المستويات المتوقعة للمستوى الدولي وكلها في إطار تطبيق قرار مجلس الأمن 2379 وتحقيق العدالة، حيث يرون أنه من الضروري ان ينال هؤلاء المرتكبون لهذه الجرائم عقوباتهم ويطمئن ذوو الضحايا بأن العدالة تحققت.