تحديات كبيرة تواجه مساعي ترامب للبقاء بالعراق وعبد المهدي في موقف لا يحسد عليه
متابعة -عراق برس-19شباط/ فبراير:افاد تقرير الماني، الثلاثاء، بان قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالبقاء في العراق لمراقبة ايران يواجه تحديات كبيرة ، فيما اشار الى ان رئيس الحكومة عادل عبد المهدي يعاني من موقف لا يحسد عليه
وذكر تقرير لموقع (D.W) الالماني تابعته (بغداد اليوم)، أنه “يسود المشهد العراقي خطاب شيعي يطالب بعرض قضية إنهاء الوجود الأميركي في البلد على البرلمان، للتصويت عليها من خلال ممثلي الشعب، مثل هذا المقترح لو لقي قبولا، قد ينفخ في أشرعة رحيل الولايات المتحدة عن العراق، لاسيما ان القوى السياسية السنية لا تستطيع ان تدافع عن الوجود الأميركي وهي التي ما برحت تصفه بالاحتلال، وبـ “ما بني على باطل”.
وأضاف، انه “ليس خافيا ان الكرد يؤيدون الوجود الأميركي، وقد يعرضون على الولايات المتحدة اقامة قواعد لهم في إقليم كردستان العراق، ما سيعرض موازين القوى في المنطقة إلى ارتباك ظاهر، لكن هل يمكن حقا التكهن بقرارات الرئيس ترامب المفاجئة؟
وأوضح التقرير، أنه “قبل ايام زار وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان العراق وسعى إلى طمأنة المسؤولين في بغداد حيال مستقبل القوات الأميركية في العراق، بعد الانسحاب من سوريا وإعلان دونالد ترامب رغبته بـ (مراقبة إيران) من العراق”.
وقد اثار إعلان الرئيس الأميركي ترمب نيته البقاء في العراق بهدف “مراقبة إيران” استياء الأحزاب الشيعية في بغداد، لاسيما أن كثيرا منها تدين علنا بالولاء لإيران.
واورد التقرير، انه “قبل أكثر من شهر طلبت الإدارة الأميركية من رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي موقفا واضحا بشأن قائمة تضم سبعة وستين تنظيما مسلحا شيعيا تنشط في البلد، يقلد مقاتلو أربعين منها مذهبيا المرشد الإيراني علي خامنئي، ما يعني انهم يدينون له بالولاء سياسيا”.
وتابع، ان “رد الفعل غير المعلن جاء من الحشد الشعبي الذي يعتبر خيمة تظل هذه التنظيمات، فقد اغلقت مديرية أمن الحشد (خلال الأسبوع الثاني والثالث من شهر شباط 2018) عشرات مقرات التنظيمات التي وصفتها بأنها “وهمية ” وسط العاصمة العراقية بغداد واعتقلت عددا من منتحلي الصفة بينهم شخص يضع رتبة لواء ركن”.
من جانبه نفى رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أن تكون الإدارة الأميركية قد سلمته قائمة بأسماء تنظيمات شيعية مسلحة، معتبرا أن مثل هذا الأمر شأن داخلي عراقي وليس للولايات المتحدة الأمريكية أن تتدخل فيه.
وأضاف التقرير، انه “لو تأمل المراقب تطورات المشهد العراقي، فسيجد أن الولايات المتحدة الأمريكية وبعد عام 2003 قد قامت بإنشاء جيش عراقي جديد بعد انحلال الجيش السابق، ووصل عدد الفرق المقاتلة إلى ثمانِ فرق (80 ألف عسكري) من بينها ما عرف بالفرقة الذهبية، لكن هذا الجيش الذي أنفق العراق مليارات الدولارات لإقامته، إنهار في أول مواجهة مع تنظيم داعش عام 2014، وتشتت جنوده، واستولى التنظيم على أسلحته ومهماته ومعداته وآلياته ودباباته ومدافعه”.
وجاء في التقرير، ان “البلد عانى من فراغٍ عسكري خطير، فشكلت الأحزاب والقوى السياسية الحاكمة بشكل سريع تنظيما مسلحا دعمته فتوى جهادية من المرجع الشيعي الأعلى (علي السيستاني)، وبات يطلق على هذا التنظيم (الحشد الشعبي).
وبين التقرير، ان “الحشد الشعبي الذي ضم عشرات المجاميع المسلحة أغلبها شيعية حسم المعركة بالنصر على تنظيم داعش في عام 2017 باستعادة مدينة الموصل، وبات هو القوة الموجودة على الأرض، وهذا يعني أن المشروع الأميركي العسكري في العراق قد تراجع أمام مشروع رعاه السيستاني وتشكل بقرار منه ويتمتع اصحابه بعلاقة قوية مع ايران”.
ولفت التقرير الى ان “رئيس الحكومة عادل عبد المهدي المستقل يقف في وضع لا يحسد عليه، حيث تتجاذبه المطالب الإيرانية المدعومة بقطاع عريض من الأحزاب الشيعية العراقية من جانب، مقابل مطالب أمريكية متشددة لكنها تفتقر إلى دعم قوى سياسية عراقية من جانب آخر”.
وخلص التقرير الى ان “الوضع يتفاقم بمساعي الإدارة الاميركية لتقوية الحصار على إيران، وقد وصف نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في كلمة أمام مؤتمر الشرق الأوسط في العاصمة البولندية وارشو (الخميس 14 شباط 2019)، إيران بأنها التهديد الأكبر لمستقبل الشرق الأوسط”، مضيفا أن ” ايران هي الراعي الأول للإرهاب في العالم”.