الأمم المتحدة: إصابة حوالي 50 مهاجرا في اشتباك بمركز احتجاز في ليبيا
نجح الجيش الوطني الليبي في بسط سيطرته على أغلب المدن والمناطق في جنوب البلاد، معلنا توليه مسئولية تأمين الحدود الممتدة مع الجزائر والنيجر وتشاد والسودان بعد مواجهات عنيفة مع الجماعات المسلحة.
عانى الجنوب الليبي من الانفلات الأمني وغياب مؤسسات الدولة وسيطرة الجماعات المقاتلة الأجنبية.
من أبرز تلك الحركات التي استغلت الغياب الأمني حركة العدل والمساواة السودانية، وحركات المعارضة المالية والنيجيرية، وجبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد، والحركة من أجل الديمقراطية والعدالة في تشاد.
ومارست تلك العصابات جرائم عدة مثل قطع الطرق وفرض الإتاوات على القبائل واستغلال فوضى الحدود الليبية لتسهيل تهريب المخدرات والإتجار بالبشر.
قطر والجنوب الليبي
في يوم 6 فبراير/شباط الماضي أكد المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية العميد أحمد المسمارى، أن جماعة الإخوان وقطر تسعيان إلى إنشاء دويلة متطرفة فى جنوب البلاد، وأن الجيش لن يسمح بذلك.
ومع إشارة الجيش إلى النوايا القطرية تجاه الجنوب الليبي، جاء التحرك العسكري لحسم معركة الجنوب وهزيمة الميليشيات التي تتلقى دعما من الدوحة.
معارضو حفتر يتحدثون
لم تمر تحركات الجيش الليبي في الجنوب مرور الكرام على حكومة الوفاق المعترف بها دوليا ومقرها طرابلس والتي لا تعترف بالجيش الوطني الليبي.
وصرح رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج يوم 6 فبراير/شباط الماضي “أنه لن يسمح بأن يصبح الجنوب ساحة لتصفية الحسابات السياسية أو مدخلا للفتنة بين المكونات التى تشكل نسيجه الاجتماعي”.
وهاجم رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري والمعروف بانتمائه لجماعة الإخوان تحركات الجيش الليبي في الجنوب، مؤكدا ” أنها محاولة تسعى لفرض واقع جديد في المنطقة”.
أضاف المشري، خلال تصريحات له في يناير/كانون الثاني 2019 ، أنه لا يعترف إلا بقائد أعلى واحد للجيش الليبي، وهو فائز السراج، باعتباره رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.
وطالب المشري بضرورة تعيين آمر للمنطقة العسكرية في الجنوب لمواجهة تحركات الجيش.
واستجاب السراج لدعوة المشري، وقرر تعيين علي سليمان محمد كنه المقرب من الرئيس الراحل القذافي، آمرًا لمنطقة سبها العسكرية جنوب ليبيا.
موقف المجتمع الدولي
أثارت تحركات الجيش الليبي في الجنوب ردود فعل للمجتمع الدولى خاصة الدول التي تهتم بالشأن الليبي مثل فرنسا التي تمتلك قواعد عسكرية شمال النيجر قرب الحدود الجنوبية الليبية.
وأعلنت فرنسا ترحيبها بسيطرة الجيش الليبي على مدن الجنوب.
كما أعلنت الولايات المتحدة ترحيبها بتحركات الجيش في الجنوب، مؤكدة أن هذه التحركات من شأنها ضمان حرمان داعش والقاعدة من وجود ملاذ آمن.
الإمارات تخفف حدة الصراع
احتدم الصراع السياسي بين أطراف النزاع الليبي مع صعود انتصارات الجيش الوطني في الجنوب، إلى أن دخلت الإمارات على خط الأزمة وعقدت اجتماعا يوم 5 مارس/أذار الماضي.
جمع هذا اللقاء كلا من رئيس حكومة الوفاق فائز السراج والقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر في أبو ظبي.
نتج عن اللقاء عودة العمل في حقل الشرارة النفطي مرة أخرى بعد توقف دام أشهر عديدة، والاتفاق على ضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وسط ترحيب دولي.
ماذا بعد الجنوب؟
طرح إعلان القوات المسلحة الليبية سيطرتها على أغلب مدن الجنوب تساؤلا حول الخطوات المقبلة للجيش ومدى احتمالية دخول العاصمة طرابلس.
واستبعد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة التابع لحكومة الوفاق اللواء عبد الرحمن الطويل دخول الجيش العاصمة طرابلس قائلا “إنها عملية مستبعدة، في الوقت الراهن، خاصة في ظل وجود قوة في طرابلس قادرة على المواجهة”.
وأضاف القائد العسكري، أن دخول الجيش إلى طرابلس سيكون بمثابة تدمير للعاصمة، وأعلن الطويل استعداده لقاء حفتر.
لكن السراج سرعان ما أقاله بعد أيام معدودة من تلك التصريحات.
يؤكد عضو مجلس النواب الليبي عن الجنوب مصباح دومة، أن الجنوب عاني طويلا من غياب الدولة التنفيذيّة وممثّليها في الجنوب”.
ويكمل دومة،” أن الحدود الجنوبيّة شهدت فوضى واستغلال جماعات المعارضة السودانية والتشادية.
وأكد على أن سيطرة الجيش على تلك الحدود ستنعكس إيجابيا على استقرار الدول المجاورة مثل الجزائر وتونس وتشاد.
وعن الخطوات القادمة للجيش الليبي بعد السيطرة على الجنوب يقول عضو مجلس النواب عبد النبي عبد المولى إن الجيش بروتوكولات مع الدول الحدودية.
ويكمل عبد المولي، في تصريحات لـموقع قناة الغد قوله “سنعيد مؤسسات الدولة مرة أخرى للجنوب مع تأمين مقرات المؤسسات”.
وعن احتمالية دخول الجيش العاصمة طرابلس يقول عبد المولي إن خطوة دخول الجيش العاصمة طرابلس قادمة مهما طال الوقت.
وأضاف أن الهدف سيكون دحر الميليشيات المسلحة المسيطرة على العاصمة بشكل كامل”.
ويضيف عبد المولي “سيتوجه الجيش إلى الغرب بعد سيطرته على الجنوب للسيطرة على مدن غربية مثل مصراتة وسرت”.
ويقول المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة الليبية اللواء أحمد المسماري “سيستمر الجيش في التنسيق الوثيق مع دول الجوار للتحكم في الحدود الجنوبية الليبية”.
ويؤكد المسماري، في تصريحات خاصة لموقع الغد “الهدف من التنسيق مع دول الجوار هو منع الجريمة المنظمة العابرة لها عبر الحدود الجنوبية الليبية”.
ويكمل قائلا “بالفعل بدأت عملية التنسيق مع دول الجوار وفقا لخطة تعاون وتنسيق بين بلدان المنطقة”.
ويوضح المسماري، “لقن الجيش الجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية عبر الحدود درسا قاسيا خلال معركته في الجنوب.. سنظل نحارب الإرهاب أينما وجد في ليبيا”.