دراسة: الألعاب الانتحارية تنتشر على الإنترنت لشهور قبل أن يدري الآباء بها
أثارت لعبة “الحوت الأزرق” جدلا واسعا في مصر، إثر الحديث عن تسببها في وفاة نجل برلماني سابق.
الجدل حول اللعبة المميتة لم يقتصر على وسائل التواصل الاجتماعي، بل وصل أروقة مجلس النواب ذاته، بطلبات إحاطة، ضد الألعاب الإلكترونية الخطرة المنتشرة بين الشباب، وكذلك جرمت دار الإفتاء المصرمة المشاركة في اللعبة.
وفي خطوة صارمة ضد اللعبة، تقدم عدد من أعضاء مجلس النواب المصري بطلبات إحاطة، ضد الألعاب الإلكترونية الخطرة المنتشرة بين الشباب، التي يتم استغلالها لتشجيعهم على الانتحار مثل «الحوت الأزرق»، أو التجسس مثل «بوكيمون».
واقترح النواب إجراء تعديل تشريعي بقانون «الجريمة الإلكترونية» الذي يناقشه البرلمان لمواجهة هذا النوع من الألعاب الرقمية، واستدعاء الحكومة لمعرفة استراتيجية مواجهتها باعتبارها تمثل خطرا على الأمن القومي المصري.
وتقدم النائب شريف الورداني، أمين سر لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان المصري، بطلب إحاطة عاجل لتوجيهه للمهندس ياسر القاضي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حول انتشار تطبيقات الألعاب الإلكترونية الخطيرة في الآونة الأخيرة.
وطالب الورداني، وزير الاتصالات، بضرورة وجود رقابة على هذه التطبيقات، وعدم السماح باستخدامها في مصر، لافتا إلى أن التكنولوجيا هدفها خدمة الإنسان وليس إيذاءه، كما أنه لا بد من تدخل الحكومة لحظر استخدامها في مصر.
وكذلك أصدرت دار الإفتاء المصرية، الخميس، فتوى بتحريم المشاركة في اللعبة المسمَّاة بـ”الحوت الأزرق” Blue Whale، التي تطلب ممن يشاركون فيها اتباعَ بعض الأوامر والتحديات، التي تنتهي بهم إلى الانتحار.
وطالبت الدار مَن استُدرج للمشاركة في اللعبة، أن يُسارِعَ بالخروجِ منها، وناشد الآباء بمراقبة سلوك أبنائهم وتوعيتهم بخطورة هذه الألعاب القاتلة، وأهابت بالجهات المعنية تجريم هذه اللعبة، ومَنْعَها بكل الوسائل الممكنة، لما تمثِّله من خطورة على الأطفال والمراهقين.
وأوضحت دار الإفتاء، في فتواها، أن الشريعة الإسلامية جعلت الحفاظَ على النفس والأمن الفردي والمجتمعي مقصدًا من أهم المقاصد الشرعية، التي هي: النفس، والدين، والنسل، والعقل، والمال، فكل ما يتضمن حفظ هذه المقاصد الخمسة فهو مصلحةٌ، وكل ما يفوتها فهو مفسدةٌ ودفعها مصلحة.
قلق عالمي وغسل مخ
ومنذ ظهور هذه اللعبة على الساحة، وهي تثير الكثير من الجدل والقلق حول العالم، بعد أن حصدت أرواح العشرات من المراهقين، ما تسبب في حالة من الذعر والقلق.
اللعبة تعتمد على مجموعة من الأوامر، فتقوم بغسل عقول المراهقين والأطفال، الذين تعلقوا بهذه الألعاب الإلكترونية غير التقليدية، ولكن من هو مؤسس هذه اللعبة الغريبة، وفيما يفكر؟
فیلیب بوديكین
ألقت الشرطة الروسية القبض على فيليب بوديكين، مؤسس لعبة “الحوت الأزرق”، في نوفبر/تشرين الثاني من العام الماضي، وتم اعتقاله بداخل سجن كريستي في سان بطرسبرج، بعد أن قامت فتاة مراهقة ببدأ اللعبة، ولكن تركتها في المرحلة الأخيرة، ولم تطيع أوامر الانتحار، ومن ثم قدمت بلاغا ضده بالأدلة.
وبعد القبض عليه، اعترف بوديكين، الذي يبدو أنه يعاني من اضطرابات نفسية وعقلية، بتهمة التحريض على الانتحار من خلال هذه اللعبة، وأضاف أن ضحاياه هم “مجرد نفايات بيولوجية”، كان يجب التخلص منها وتطهير المجتمع منهم، لأنهم “غير مفيدين”.
وأضاف أنهم كانوا سعداء جدا بخوض هذه التجربة ويسعون إلى الموت.
ما لعبة الحوت الأزرق؟
هي لعبة رعب تعتمد بشكل أساسي على جمهور من المراهقين والأطفال، فتقوم بإرسال عدد من الأوامر والطلبات لهم خلال 50 يوما وينتهي الأمر بالانتحار.
وتتمثل بعض من هذه الأوامر في التالي:
– اختيار أفلام رعب غريبة يطلب من الطفل والمراهق مشاهدتها للنهاية.
– الاستيقاظ في أوقات غريبة خلال الليل، وذلك من أجل فساد نظام الجسم وساعته البيولوجية.
– إيذاء النفس مثل تقطيع أجزاء من جسمه وقطع العروق.
– الوقوف على حافة المباني ذات الارتفاع الشاهق.
– قتل الحيوانات وتعذيبها وتصوير عملية القتل والتعذيب بالفيديو.
– عدم التعامل مع أحد، وعدم مغادرة الشخص لغرفته إلا للضرورة القصوى.
– أما الطلب الأخير، فهو الانتحار، وبالطبع بعد كل ما قام المراهق بمشاهدته وتنفيذه يكون مؤهلا تماما للانتحار، فينفذ الأمر وتنتهي حياته.
كيف تحمي طفلك؟
بعد العدد الكبير من حالات الانتحار، أصاب الأهالي حالة من الذعر لما تمثله هذه الألعاب من خطورة على أبنائهم، ولذلك يوصي علماء النفس والتربية الآباء والأمهات بمتابعه حالة أبنائهم النفسية بدقه لحمايتهم.
ويجب ملاحظة أي تغيرات تطرأ على شخصياتهم، كالميل إلى الانعزال، أو الاستيقاظ في أوقات غريبة من الليل، وعدم السماح لهم بالإفراط باستخدام الألعاب الإلكترونية للمحافظة على صحتهم النفسية.
كما يمكنك ربط هاتفك الذكي بهاتف طفلك عن طريق بعض التطبيقات، التي يتم تحميلها من المتجر، وبذلك تتبع نشاطه على جهازه.
وكانت الدكتورة ياسمين الفخراني، ابنة البرلماني السابق حمدي الفخراني، قالت يوم الثلاثاء الماضي، إن السبب الرئيسي في وفاة شقيقها الأصغر «خالد»، أنه كان يمارس لعبة «الحوت الأزرق»، وهو ما دفعه للدخول في حالة نفسية صعبة دفعته للانتحار داخل غرفة نومه بمنزل العائلة.
وأضافت ابنة الفخراني، «أخويا لعب الحوت الأزرق، لقينا في أوراقه حاجات وإشارات منها، وأبوس أيديكم بلاش تحدي، ولا حد يعمل جدع ويجرب، والله ما كان في حد أقوى من خالد ولا ملتزم دينيا أكتر منه».
كما نشرت ابنة الفخراني، عبر صفحتها على «فيسبوك» صورًا ومقتطفات ومطبوعات ورقية للعبة التي لعبها شقيقها الأصغر قبيل لحظات من انتحاره داخل منزل العائلة بمفرده.