الجزائر.. تبكير العطلة الجامعية بعد تظاهرات «الجمعة التاريخية»
قدمت الجزائر، السبت، موعد عطلة الربيع في كافة الجامعات إلى يوم الأحد 10 مارس بعد أن كانت مبرمجة ليوم 21 من الشهر نفسه، وذلك في أعقاب تظاهرات أمس، التي وصفت بـ«الجمعة التاريخية».
ويأتي التبكير بسبب الحراك الشعبي، الذي تعيشه الجزائر منذ أسابيع، رفضا لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، والذي شهد مشاركة واسعة من الطلبة.
وقالت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في بيان، إنه تقرّر تقديم كل العطل الجامعية عن موعدها، حيث ستغلق الجامعات وتتعطل الدروس بدءا من الأحد 10 وإلى غاية 4 أبريل.
وسيدخل الطلبة في عطلة مطوّلة بـ25 يوما حتى يوم أبريل المقبل، بعد أن كانت العطلة لا تتجاوز 15 يوما.
وتشهد الجامعات الجزائرية، منذ عدة أيام، مظاهرات حاشدة، شارك فيها آلاف الطلبة، احتجاجا على ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، لولاية رئاسية خامسة.
أفاد مراسل الغد بأن نشطاء أطلقوا دعوات لعصيان مدني وإضراب عام بدءا من غد، الأحد، ولخمسة أيام، رفضا لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للرئاسة.
وكان التليفزيون الجزائري أعلن أن الأمن احتجز 195 شخصا خلال احتجاجات أمس، إضافة إلى إصابة 112 في صفوف الأمن
المحلل السياسي الجزائري محمد أيوانوغان، يرى أن تجاهل السلطة الجزائرية لدعوات الإضراب للتهرب من مواجهة الرأي العام.
وفي السياق ذاته، كشفت تقارير صحفية سويسرية، أن حالة بوتفليقة الصحية لا تزال بحاجة إلى رعاية مستمرة، لأنه يتعرض لخطر دائم على الحياة، بسبب معاناته من مشاكل عصبية وتنفسية متقدمة.
وأفاد مراسل قناة الغد من جنيف، عمر شاكر، بوجود تعزيزات أمنية لحراسة الطابق الخاص ببوتفليقة في المستشفى الجامعي بجنيف.
ومن جانبها، قالت الكاتبة الصحفية آسيا شلبي، إن هناك ترقبا جزائريا لخطاب جديد للسلطة قبل الإعلان عن عصيان مدني.
أم الناشط السياسي مصطفى بوشادي، فيرى أن المناوشات بين المتظاهرين والشرطة بالعاصمة الجزائرية لا تنفي سلمية الاحتجاجات.
ومن جانبها، خصصت الصحف الجزائرية، السبت، صفحات كثيرة لتظاهرات الجمعة “التاريخية” ضد ترشح بوتفليقة، مشيرة إلى أنها تحد بشكل كبير من هامش المناورة لديه.
وكتبت صحيفة “الوطن” بعنوان عريض “شعب رائع” وخصصت 12 صفحة للجمعة الثالثة على التوالي من الاحتجاجات، التي تميزت بحشود ضخمة في جميع أنحاء البلاد.
وأضافت الصحيفة الصادرة بالفرنسية، “إذا كان أنصار النظام يعتمدون على تراجع الحراك، فقد تلقوا ردا واضحا وبدون هفوات”.
أما صحيفة “ليبرتيه”، الصادرة بالفرنسية أيضا، فعنونت على صفحتها الأولى، “الربيع العربي” وخصصت للحدث 10 صفحات، مشيرة إلى الجمعة بوصفه “يوم الاستقلال”.
وتابعت الصحيفة، أن بوتفليقة “يرفض أو يتظاهر بعدم سماع الناس الذين هبوا كرجل واحد طالبين منه أن يرحل”.
من جهتها، اعتبرت صحيفة “الخبر”، الصادرة بالعربية، على صفحتها الأولى، أن “الملايين قالوا بصوت واحد مكانش الخامسة يا بوتفليقة”.
كما كتبت الخبر، التي خصصت 8 صفحات للأحداث، أن “لا صوت يعلو فوق صوت الشعب”.
وأشارت إلى أن السلطات لم تسمح للقنوات التليفزيونية الخاصة بتغطية الحدث.
بدورها، لفتت صحيفة “وهران”، ثاني أكبر مدن البلاد، إلى “المعارضة الشعبية ضد الولاية الخامسة”.
واعتبرت أن التظاهرات تؤدي إلى “تغيير في الطريقة التي تدار بها البلاد بشفافية أكبر”.
وأشادت بـ”جميع مكونات الديموقراطية الحقيقية: الحكم الرشيد والتناوب في السلطة”.
أما صحيفة “المجاهد” الحكومية فقد ذكرت التظاهرات في الصفحة التاسعة بدون التطرق إلى المطالبة برحيل رئيس الدولة.
على صعيد آخر، رجحت مصادر في الحزب الحاكم، أن يكون من ضمن الخيارات المطروحة على الطاولة خيار إعلان الرئيس نفسه الاستقالة من منصبه بدل الانسحاب.
يذكر أن العاصمة الجزائر شهدت، الجمعة، مشاركة الآلاف من الشباب والطلاب في التظاهرة الأكبر حتى الآن منذ انطلاق الحراك الشعبي قبل 3 أسابيع.