عبدالأمير الحمداني: أطمح لتحويل وزارة الثقافة من وزارة موظفين إلى وزارة مثقفين
رووداو – أربيل
خلال لقاء مع وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي، د. عبدالأمير الحمداني، طرح عليه مقدم برنامج (حدث اليوم)، هيوا جمال، مجموعة من الأسئلة حول الدور الذي تستطيع وزارة الثقافة العراقية ممارسته للإسهام في تطوير السياحة في إقليم كوردستان، وعن واقع السياحة والثقافة والآثار في العراق.
وقال الحمداني إنه يطمح لتحويل وزارته من وزارة موظفين إلى وزارة مثقفين، وأشاد باللقاء الذي أجرته معه شبكة رووداو الإعلامية، بالقول: "إنها فرصة طيبة أن أخرج على هذه القناة، وهو أول خروج لي بالمناسبة، وهو أمر سعيد بالنسبة إلي".
وعن قصده من القول بأن أبواب وزارته مفتوحة على السياحة في إقليم كوردستان، أوضح الحمداني: "سياسة الأبواب المفتوحة أعني بها أننا منفتحون على جميع القطاعات وعلى جميع الأطياف، ومن هذه القطاعات المهمة قطاع السياحة وما يشكله من مصدر وطني، وأيضاً من اقتصاد ينمو، وأيضاً من جسر محبة وتعايش بين الشعوب، ونعتقد أن السياحة والثقافة هما الدعامتان اللتان يمكن أن نأتلف عليهما سواء في الإقليم والمركز، لذلك فإن الوزارة منفتحة في مجال تطوير السياحة سواء في المركز أو في الإقليم".
وعما يمكن أن تقدمه وزارته في هذا المجال، قال: "بالنسبة للإقليم أقصد أننا سنُشرك الإقليم في كل فعالياتنا التي تجري في العالم، فهناك مؤتمرات ومنظمات العراق مشترك فيها سواء منظمة السياحة الدولية والعربية والإسلامية، سأشرك هيئة السياحة في الإقليم في هذه المؤتمرات، وهناك أيضاً توصيات وقرارات ولجان تُشكَّل تأتي إلى الوزارة، وسأرسل نسخاً من هذه القرارات والتوصيات لهيئة السياحة في إقليم كوردستان، ومن الناحية الإدارية سنطور العمل باتجاه تبادل الخبرات والآراء والمعلومات"، وأضاف: "وشكلنا لجنة مشتركة، مع السيدة وزيرة السياحة (في إقليم كوردستان)، للتواصل والتعاون والتنسيق، لتطوير هذا القطاع الهام، قطاع السياحة، وسنشرك هيئة السياحة في إقليم كوردستان في كل المحافل الدولية التي ستعقد وسنشركهم في جميع اللجان، وتأتي إلينا أحياناً طلبات لتقديم وترشيح ممثلين عنا في منظمة السياحة العالمية، سأشرك هيئة السياحة بالإقليم في هذا المجال"
وأوضح: "ستكون معارضنا مشتركة هناك معارض للسياحة في بغداد، وسندعوهم في الأسبوع القادم لدينا معرض مهم في بغداد سأدعو السيدة وزيرة السياحة والسيد مدير هيئة السياحة في الإقليم للقدوم إلى بغداد، سننفتح على الجميع، وستكون هناك تسهيلات في ما يخص وصول الزوار من إقليم كوردستان إلى مناطق الأهوار وإلى مناطق الآثار في بابل وفي الجنوب".
وأعلن وزير الثقافة العراقي: "نعمل على تذليل الصعوبات في مجال تبادل الوفود السياحية، في مجال الشركات السياحية، في مجال الاستثمار السياحي لأننا نؤمن ونعتقد أن السياحة هي حزمة واحدة سواء في الجنوب أو في الشمال في الإقليم، هناك سياحة بيئية وسياحة علاجية، في الجنوب أيضاً لدينا سياحة بيئية في الأهوار ولدينا السياحة الدينية، ما قصدته هو أننا نبحث عن التكامل في السياحة".
وعن إلغاء رسوم تأشيرة الدخول بالنسبة للزوار الإيرانيين للعتبات المقدسة في العراق، قال الحمداني: "الفيزا أو سمة الدخول كانت متوقفة إلى حين، نأخذ دولاراً واحداً من السائح الأجنبي عندما يأتي لزيارة العتبات خلال الزيارة الأربعينية، ولا أعتقد أن موضوع رفع سمة الدخول سيؤثر على السياحة الدينية، بالعكس حينما نرفع الفيزا عن السائح سوف يأتون بكثرة وستعمل الفنادق والمطاعم والشركات الخاصة، تخسر دولاراً من جانب لكنك تكسب عدة دولارات من جانب آخر".
وبيّن أنه "عدا السياحة الدينية هناك سياحة بيئية الناس يأتون إلى الأهوار سواء من المحليين من المدن العراقية أو من الخارج، من آسيا من الصين وتايوان ومن دول أخرى، يأتون أيضاً لزيارة المدن الأثرية في بابل وفي أور، وتزداد الأعداد في العطلة وفي نهاية الأسبوع، وفي مواسم الربيع يكون قدوم السواح إلى الجنوب وإلى الوسط بشكل جيد لكن تقل النسبة في الصيف نتيجة الحرارة".
وعن عدد المواقع الأثرية المسجلة في كل العراق فال إن عددها حوالي خمسة عشر ألف تل أثري: "أنا عملت خارطة رقمية للمواقع الأثرية في العراق ووصلت إلى خمسة عشر ألف تل أثري، المنقب منها لا يتجاوز 2% والمؤهل منها سياحياً يعد على أصابع اليد، السياحة الآثارية في العراق سياحة رائجة ويأتي الناس من كل العالم لرؤية حضارة ميسوبوتاميا أو بلاد ما بين النهرين".
بشأن القطع الأثرية التي سُرقت من العراق، قال وزير الثقافة العراقي، عبدالأمير الحمداني: "ما نهب من المتحف العراقي هو حوالي خمسة عشر ألف قطعة حسب الرقم الرسمي، استعيد منها ما بين خمسة وستة آلاف قطعة"، لكنه أردف أن: "الرقم غير المعروف هو ما نهب من المواقع الأثرية، لأننا لا نمتلك سجلاً كاملاً بها ولأنها نهبت من المواقع وقد نهبت عشرات آلاف القطع الأثرية من العراق وهي الآن في دول العالم، حيث تخرج هذه القطع إلى دول الجوار ثم تسرب إلى أوروبا وإلى أمريكا"، وأعلن: "قبل حوالي شهر استرجعنا 1300 قطعة من الأردن، وسأسافر إلى واشنطن لاسترجاع آلاف القطع الموجودة الآن في سفارتنا في واشنطن".
وحول ما يقال عن الفائض في عدد منتسبي وزارته قال الحمداني: "لدينا خمسة عشر ألف منتسب وهو رقم كبير على وزارة الثقافة العراقية، معظم الموجودين جاؤوا من دوائر منحلة من الإعلام المنحل من المخابرات المنحلة من دوائر حلت بعد 2003".
وبخصوص هدفه خلا فترة تسنمه الوزارة، قال: "ما أطمح له هو تحويل هذه الوزارة من وزارة موظفين إلى وزارة مثقفين، وما أقصده بهذا أن أجعل القرار في يد المثقف وأحاول أن أردم الفجوة والهوة بين الوزارة وبين المثقفين. عادت الآن الصلة وعادت الثقة بين الوزارة وبين الوسط الثقافي. كانت هناك اتحادات ونقابات مهنية على قطيعة مع الوزارة وقد عادت هذه الصلة الآن وبدأنا بمد الجسور مع الوسط الثقافي".
وبخصوص تراجع الإقبال على القراءة وخطوات وزارة الثقافة للتشجيع على العودة إلى القراءة، قال وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي، د. عبدالأمير الحمداني: "بدأنا بسلسلة إجراءات في مجال جعل الكتاب متاحاً للوسط الشبابي وهناك مبادرات في بغداد وفي المحافظات اسمها "أنا عراقي، أنا أقرأ" وأنا أدعمها بالكامل ومنحت أصحاب هذه المبادرات العديد من الكتب مجاناً وسأمنحهم المزيد وأشجع على القراءة".
وأضاف: "ورفعنا قبل فترة الرسوم الجمركية عن الكتاب المستورد ولدينا سلسلة من الإجراءات، وأذهب كل أسبوع إلى شارع المتنبي وأشجع الناس على القراءة وعلى اقتناء الكتب"، وأشار إلى أنه: "قبل شهر من الآن عملنا معرضاً للكتاب في بغداد شاركت فيها 650 دار نشر من 24 دولة وكان عدد زائري المعرض حوالي مليوني زائر ولدينا معرض قادم في أربيل ستشارك فيه الوزارة بأربع منصات خاصة بالمطبوعات ولدينا دار النشر الكوردية ستساهم في هذا المعرض بالإضافة إلى دار المأمون للترجمة. لقد بدأنا بمبادرة لتشجيع القراءة".