أم سلمى ،،
صباح شاكر
مذ كنت طفلا كنت احلم ان يكون لي بيت ابيض ، تأخذني برائتي حيث البياض والنقاء ، كان لجارتنا ام سلمى بيتا أبيض يتدلى من سياجه ورد الشبوي بعطره المسائي وبضع شجيرات تين ورمان وسباط عنب ، منه ومن طيب وجمال ام سلمى صنعت أوهامي واحلامي . أحببتها مثل أمي ، حينها لم أدرك بعد عقدة أوديب !!! وتمضي السنين تمخر بعيدا في عباب العمر . كبرت وكبرت ام سلمى وكبر الفراق ، بالأمس خانتني عيناي وليتها بالرمد والعمى ، رأيت أم سلمى عمياء تستجدي المارة في باب مسجد لأمام قريب من ضفاف دجلة جانب الرصافة . كفرت بالجواهري ودجلة ألا خير ويبوس البساتين !!!
أشلونچ خاله ام سلمه إشلونچ يمه ؟؟ هله خاله بعد عيني انته منو يمه ، سحبتها جانبا . قبلت يدها بكيتها بكيت أيامها آويت رأسي بحضنها ، ليش تبچي يمه اروحلك فدوه بس گلي أنته منو يوم ، وضعت في يدها بعض من زهد ما أملك وتركتها مؤمنا أن لا عدالة في السماء !!