اخبار العراق الان

عاجل

سيد الرحيل

سيد الرحيل
سيد الرحيل

2019-07-19 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية


ميثم محمد

ألمذيع : تفضلي سيدتي ..
هي: لو سمحت أود أن أطلب أغنيه (ألأطلال) للعظيمه سيده الرحيل .. زوجي كان سيهديني إياها .
المذيع : زوجك..!! ولكن اين هو وكم مضى على زواجكم..؟
هي: إنه في مكان آخر ألآن ولكنه يسمعني..تزوجنا منذ خمسه وستون عاماً كنّا بعمر العشرين حينها ..ولدنا في نفس اليوم ولكن الرحيل لم يكن لديه غير تذكره فراق واحده إختطفها هو وإفتداني ..فهو كريم بكل شيء ..بعطائه .. بحبه ..وكريم حتى بألمه .. واليوم تأريخ فقده ألاول..ولن أقول ذكرى وفاته..لايمكن أن يكون هو ذكرى أبداً لاتزال روحه معي ولازلت أتنفسه ..مرت سنه على هذا الجدل العقيم وشيء فيً يرفض أن يقتنع .. مرت سنه وروحه تشاركني كل شيء إلا فقده ..سنه وأنا أعد فنجانين من القهوة كل صباح أشرب ألأول ويبقى الفنجان ألآخر ينتظر معجزه.. وقد تعذر عليه النسيان فيبقى ممتليء بقهوته وأنا أمتليء بوحشه غياب .. أنا وهو ولدنا في مدينه الفرح التي غزاها ألحزن ذات فقد وغير ألوانها البهيجة إلى اللون الرمادي ..
إبدأ بشتغيل ألاغنية أرجوك .. لا عليك من دموعي فقلبه يتسع للحزن وألموسيقى معاً ..

أنا متأكده إنه يسمعني ألآن لقد تركته للتو مبتسماً ..أهديته ورده گاردينيا واحده..فهو لايؤمن بالتعددية حتى مع الورد.. أزوره كل يوم لتطمئن روحه إني لازلت أسقي وروده وأطعم أصدقائه الطيور ..وإني أحبه .. حين خسرته فقدت ألامان ..وألعطاء بدون مقابل ..خسرت عمري ألآخر فهو من وهبني عمره كله ليحييني.. كان يتألم كل ليله بصمت فهو يخشى أن يؤذيني ألمه..كان الألم يعتصره وهو يهديني ألأمل.. يفرح لأفراحي ويحزن لأحزاني أكثر مني .. قدمني على نفسه بكل شيء..كان إبني وأبي .. صديق عمري وعزوتي.. وكان سيد الرجال ..كان قلبه يسع الدنيا كلها .. هو من أعطاني كل مايمكن أن يُعطى لأمرأه وأكثر ..لاأعرف ما يمكنني ان أعطيه ألآن ؟؟
آلامه كانت تؤذيني ..مرضه كان يسحقني ليتني كنت استطيع ان أقايض وجعه بعمري كله ليشفى ياليت..!!
أعجزني حزن فقده وغياب ضله ..قبله كنت كمن يجلس في غرفه مظلمه.. فجأه فتح هو باب ألأمل أشرقت الشمس وحل الفرح .. .. أبقينا أبواب الحياه مشرعه ماشاء لنا العمر.. ولكن خان الرحيل يداه فهوت .. يدي وحدها لا تكفي لتمنع القدر ولم أستطع إقناعه إننا واحد .. فأخذ مني ماستطاع ورحل..

 

سيد الرحيل