المرجعية صرح شاهق
سامي جواد كاظم
كل مؤسسات العالم وكل احزاب العالم لا يمكن لها ان تتاسس الا بالاعتماد على احد ثلاث او بعضها او جميعاه وهي المال والسلطة والجماهير، ومن تعتمد عليه اكثر يكون هو القوة المؤثرة على قرار هذه المؤسسة او ذلك الحزب والبقية تصبح معارضة.
وقد تتخذ هذه الاحزاب او المؤسسات اقنعة مختلفة وتحت مسميات متعددة واكثر تقمصا وخطرا عندما يدعون التدين، والمؤسسات الدينية اغلبها حالها حال الاحزاب الا مؤسسة واحدة وعلى مر التاريخ منذ التاسيس وحتى يومنا هذا لم تعتمد على الثلاثة التي ذكرتها اطلاقا بل اعتمادها كليا على الله عز وجل وفي سبيل الله عز وجل ومن اجل الله عز وجل والواسطة مع الله عز وجل هو خاتم النبيين وعترته الطاهرين.
وكما ذكرت انفا ان المؤسسة التي تتلقى دعما من احد الثلاثة يكون البقية معارضة لها فكيف بالمرجعية التي لم تعتمد على احد الثلاثة فالثلاثة اصبحوا لها معارضة، ولكن هنالك بعض الدول التي تاسست على مر التاريخ تتعاطف مع المرجعية الامامية وتتعاطف لا يعني تدعمها بالمال او ما شابه ذلك بل تمنحها الحرية وتلتزم بنصائحها اما ان هذه الدول تؤثر على القرار المرجعي فهذا لم ولن يكون.
ومن هنا بعد ان ياس كل الخلفاء الذين عاصروا الائمة عليهم السلام في التاثير عليهم فاصبحت سيرة الائمة عليهم السلام منهجا لسيرة مراجع الشيعة، ولهذا نراهم يدفعون الثمن بسبب الحكومات التي تعاديهم لانهم لا يخضعون لها اطلاقا.
ولهذا اصبحت المرجعية الشيعية الشغل الشاغل للدوائر الصهيونية بسبب استقلالية قرارها بل خطورة قرارها، وعند قراءة سيرة وتاريخ المراجع نجدهم يعتمدون كليا على الله عز وجل ويتحملون العناء والفقر في بعض الاحيان ومعاداة الحكام في احيان اخرى وجهل الاتباع في احيان اخرى ويا لمرارة هذه المحنة عندما يكون المقلد (بكسر اللام) جاهل او احمق.
فالمتفضل على المرجعية الشيعية فيما وصلت اليه هو الله عز وجل فقط، ومن يخشى الله جعل الله الناس تخشاه ومن يعادي المرجعية هو من لا يكن في قلبه ذرة ايمان بالله عز وجل بل هو من اتباع الشيطان والشيطان يسول له افكارا سوداوية عن المرجعية لانه يشعر ان ما يتمتع به من امتيازات تستطيع المرجعية منعها او حرمانهم منها.
والدول الشيعية التي تؤمن بالمرجعية وتعطيها حقها من الالتزام والاحترام لا تسقط بثورة اطلاقا بل يكون لها تاريخ مشرف وسقوط الدول الشيعية يكون بمؤامرة خارجية او ضعف الحاكم فيغدر به وتسقط دولته.
والتاريخ يحدثنا عن الرشاوى والاموال التي يبعث بها الحكام كهدية لمراجع الشيعة علهم يقبلوها فتكون مستمسك عليهم، ولله درك يا ابا ذر عندما بعث له معاوية اموالا كي يشتريه فرفض استلامها وحاول المامون مع الامام الرضا فلم يفلح، وغيرها من المواقف ـ وفي عصرنا حاول الانكليز مع السيد ابي الحسن الاصفهاني قدس سره ففشلوا وحاولوا قبله مع السيد كاظم اليزدي ففشلوا وحاول البعث المجرم مع السيد محسن الحكيم ففشلوا وحاول طاغية العراق مع السيد الخوئي قدس سره ففشل وهكذا مع السيد السيستاني عندما اتبعت امريكا مختلف الطرق ولم تفلح، وهي الى الان لا تستطيع ان تقرا سياسية المرجعية لانها لا تستطيع ان تقرا ماذا يريد الله عز وجل من العبد.
جعل المراجع مؤسستهم صرح شاهق بفضل اتباعهم وخشيتهم من الخالق