فرزاد اجدري: من أجل جذب جمهور سينما الأطفال، علينا أن ندرك عالمهم جيدا
(المستقلة)..قال «فرزاد اجدري» مخرج فيلم «أنشطة الروضة»: يجب على الأشخاص الذين يصنعون أفلام الأطفال أن يدركوا ويتعرّفوا على جمهور هذا النوع من الأفلام أولاً.
واضاف اجدري على سبيل المثال الفيلم الذي يتم إخراجه للأطفال في عمر الـ8 سنوات يمكن أن يكون مملاً في نظر الأطفال في عمر الـ10 سنوات، علاوة على أن أسلوب صناعة الفيلم الخاص بالأطفال يختلف بشكل كبير مع الفيلم المخصص لليافعين، لهذا علينا قبل كل شيء أن نتعرّف على نوع الجمهور الذي نصنع له الفيلم لنتمكّن من جذبه الى دور السينما.
واوضح المخرج «اجدري» في حوار أجراه معه المراسل السينمائي لوكالة «ارنا» بشأن أهمية مهرجان أفلام الأطفال واليافعين الدولي: لا يمكن أن يؤثر مهرجان الأطفال السينمائي على إنتاج أفلام الأطفال. مبينا ان في هذا المهرجان، يتم عرض عدد من أفلام الأطفال ويتم البحث فيها لاحقا من قبل حكّام المهرجان. لكن عقد هذا الحدث السينمائي، على أنه مهد لعرض الأعمال المنتجة حديثاً، يمكن أن يكون مفيدا وبمثابة منصّة لعرض آخر الآثار في هذا السياق.
وعرّج هذا المخرج السينمائي على مصير الأعمال التي ستعرض في مهرجان افلام الأطفال قائلا: المهرجان هو المكان الذي يتم فيه عرض عدد من الأفلام التي تمّ اختيارها. ومن الطبيعي الا تحصل جميع الأعمال التي تم عرضها خلال فعاليات المهرجان على فرصة العرض في دور السينما في وقت لاحق.
وأضاف: الفيلم الجيد، هو الذي يروّج لنفسه طبعا ويجذب الموزّعين والسينمائيين نحوه، من وجهة نظري على المخرج السينمائي واجب إنتاج أفلام جيدة، لكننا ما زلنا نعيش في حنين حقبة الستينيات، علينا أن نقرّ بأن هذه الحقبة مضى عليها الزمن، ولابد لنا من بدء صناعة أفلام تتناغم مع احتياجات طفل اليوم، لأن هذا الزمن بات مختلفاً عما سبق بشكل كبير جدا ولهذا علينا أن نتعرّف على مخاطب اليوم من هذه الفئة العمرية.
وتطرّق هذا المخرج الى أهمية التعرّف على مخاطب سينما الأطفال واليافعين، قائلا: كثير من الذين يصنعون أفلاما للأطفال واليافعين اليوم لا يفكرون في هذه الفئة العمرية في البداية، المخرجون من خلال تطبيق العوامل التي تجعل فيلمهم أكثر مبيعا، يغيرون جزءا كبيرا من القصة بحيث تصبح أفلامهم ذات شعبية لدى الجمهور، تجعل هذه النظرة من أفلام الأطفال واليافعين غير مناسبة للفئة العمرية المقرّر أن تكون لها في نهاية المطاف.
وتابع: عندما لايتم صناعة أفلام الأطفال واليافعين بشكل لايتناسب مع أعمارهم، لايمكن حينها إقناعهم بالتوجه الى دور السينما ومشاهدتها، وفي الوقت نفسه، لا يهتم البالغون بمشاهدة أفلام الأطفال، الأمر الذي يجعل من أفلام الأطفال مهمّشة.
وقال اجدري مضيفاً: ينبغي على أولئك الذين يقومون بصناعة أفلام الأطفال أن يحدّدوا جمهورهم أولاً ويتعرّفوا عليه، على سبيل المثال.
وعن عدم مشاركة الممثلين المعروفين في أفلام الأطفال واليافعين، قال : للأسف، هناك اعتقاد خاطئ بأن أفلام الأطفال ليست ناجحة، هذا الاعتقاد أبعد الممثلين المشهورين عن شاشة الأطفال، وجعلهم يرفضون التمثيل في أي عمل سينمائي خاص بفئة الأطفال أو الناشئين، وهنا تكمن مشكلة أخرى أيضا.
وأضاف: بالطبع، يتعلق جزء آخر من هذا النقص في الاهتمام بقضية الأجور، لاسيما وأنها ليست جيدة بالنسبة لمن يختار التمثيل في أفلام الأطفال، ولهذا السبب أيضا ليس لدى كبار الممثلين أي شغف للعمل في مجال سينما الطفل، إلاّ قلّة قليلة منهم تُقدم على التمثيل في أفلام الأطفال لعقيدة منهم بأنهم يقومون بعمل جيد لهذه الفئة العمرية.