ياعراقي
الشاعر عادل السرحان
كُنْ عظيماً شامخاً مثل النخيلْ
تهزِمُ الريحَ وإنْ كانتْ تميلْ
راسخاً مثل الجبال الراسياتْ
تَنْشُدُ الحقَّ وإنْ حارَ الدليلْ
وارفُضِ العيشَ بظلِّ الخانعينْ
فالعيشُ مرٌّ في مداراة الذليل
عِشْ سيّداً في أرضِ أهلكَ لاتلينْ
للهِ درُّ الأقوياءُ الصابرينْ
العمرُ يمضي إنْ ركِبْتَ صِعابَهُ
أو عشتَ تلعبُ لاهياً كالمُترَفينْ
كُنْ أنتَ إن جاء الغريبُ لغايةٍ
رأساً ولاتَصْبَحْ لهُ الذَنَبَ المَهينْ
نحنُ شعبٌ واحدٌ والله شاءْ
تبّاً لِزَيْغِ الخائنين الأَدْعياءْ
منْ قسَّمونا عنوةً بلظى الدماءْ
للهِ هذي الأرضُ طوعاً والسماءْ
فاصرُخ بوجهِ الفاسدين السائِرِينْ
نحو التمزُّق إنّنا شعب الإبَاءْ
أرضُ الحضاراتِ لنا نحنُ الصُقُورْ
منّا الرجالُ الصيدُ والقلبُ الجَسُوُرْ
مابالُ قومٍ نَازَعونا مَجْدَنَا
يبغون فينا ما عَفَتْ عَنْهُ الدُهورْ
نَحْنُ الشموسُ الباهرات بضوئها
وهُمُ الكواكِبُ حولنا حتماً تدورْ
لاتستكنْ مَنْ ذا الذي قَدْ رَامنا
بالشَّرِّ إلاّ عادَ مَكْسُورَ الجَنَاحْ
قد جرَّ أذيالاً تَخُطُّ بِخَيْبَةٍ
والأُسْدُ تزئرُ لاتهابُ منَ النِبَاحْ
وغداً سيعلمُ كُلُّ صاحبِ غدرةٍ
أنّا هُنَا كالرّاسِيات مَعَ الرِياحْ