ما علاقتها بزيارة الكاظمي لواشنطن؟.. تقرير يتحدث عن تصاعد وتيرة الاغتيالات في العراق
تظاهرات في البصرة
فوتو: ارشيف
منذ 16 دقیقة199 مشاهدة
ديجيتال ميديا إن آر تي
كشف محللون سياسيون وناشطون عن الهدف من الاغتيالات الأخيرة في العراق التي طالت العديد من النشطاء السياسيين، كان من آخرها مقتل الطبيبة الاختصاصية بالتغذية والناشطة المدنية رهام يعقوب في مدينة البصرة.
وذكر تقرير لوكالة روسية نشر أمس السبت، 22 آب 2020، ان الاغتيالات التي جرت الأسبوع الماضي تزامنت مع زيارة رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي إلى واشنطن، فيما قال أمين عام الحزب الطليعي الناصري في العراق عبد الستار الجميلي، إنه "لا يعتقد أن عمليات الاغتيال والتفجيرات لها علاقة بزيارة الكاظمي لأميركا، فقد بدأت هذه العمليات قبل الزيارة وستستمر بعد الزيارة، فهي جزء من خطة إقليمية بأذرع محلية، الهدف منها إبقاء العملية السياسية ضمن قواعد هشة تستفيد منها الكتل والجماعات المسلحة في بغداد وأربيل التي بنت برامج الاستبداد والفساد وتنفيذ الأجندات الإقليمية والدولية، على المحاصصة الطائفية والعنصرية، وليس من السهل التخلي عن هذه المحاصصة التي حولت الدولة العراقية إلى مصاف الدولة الفاشلة".
وأضاف الجميلي، انه "فيما يتعلق بالزيارة التي قام بها رئيس الحكومة لواشنطن، فإن هذه الأطراف تدرك أن الزيارة مجرد علاقات عامة ومسألة إعلامية، ولن تفضي إلى أي اختراق لمنظومات الكتل الأمنية والعسكرية، فقد ذهب الكاظمي إلى أميركا وهو في موقف ضعيف ولا يملك أي مصادر قوة أو منجزات يمكن من خلالها التحدث بندية في المفاوضات، لذلك تم استغلال الزيارة من قبل الحزبين الجمهوري والديمقراطي للدعاية الانتخابية، وعاد الرجل بخفي حنين كما يقول المثل العربي".
من جانبه أفاد أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد قيس النوري، انه "رغم أن الاغتيالات والتفجيرات كممارسة إجرامية ليست جديدة منذ اختطفت الفصائل الموالية لإيران العراق، لكن تصاعد موجة الاغتيالات في المدن العراقية مؤخرا تزامنت مع زيارة الكاظمي إلى الولايات المتحدة الأميركية لتحمل رسالة ودلالة مزدوجة، الأولى إلى الإدارة الأميركية، مفادها أن العراق بمدنه في قبضة وسطوة الفصائل الإيرانية تأكيدا لسيطرة الأخيرة".
وتابع أستاذ العلوم السياسية قائلا "والمعنى الآخر موجه للكاظمي نفسه تريد القول له أن ليس بمقدورك الاتفاق مع الإدارة الأميركية على أي ترتيبات تستهدف تحجيمنا أو تقليص هيمنتنا على العراق، لكن الواقع على الأرض يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الكاظمي وتحكم الفصائل مرفوض كلاهما من شعب العراق معبرا عنها بتصاعد التظاهرات في المدن العراقية خاصة في المحافظات الجنوبية التي طالما اعتبرتها إيران محسومة الولاء لها لاعتبارات طائفية فاسدة".
وأوضح النوري، ان " الخطاب الوطني العراقي الجمعي، أكد من جديد الانتماء الأصيل للوطن متجاوزا الدعاوى الطائفية البغيضة، مما يسقط التزييف الإيراني ومسعاه باللعب على الورقة الطائفية".
فيمت يرى المحلل السياسي عبد القادر النايل، أن "الاغتيالات السياسية الممنهجة التي طالت الناشطين البارزين في تظاهرات ثورة أكتوبر/تشرين 2019 لها علاقة وثيقة بزيارة الكاظمي لواشنطن من قبل أحزاب وفصائل تناهض سياسته وتعتبره منحازا إلى المحور الأمريكي، وتعتبر هذه الأحزاب أن التظاهرات يمكن أن تلعب دورا أساسيا في الحد من نفوذها أو خارطة تواجدها، مما يشكل لها قلق كبير وخطر حقيقي، فبعثوا رسائل الدم من خلال الاغتيالات الممنهجة ذات التعمد في الاستهداف والاختيار للأسماء بعناية، وكانت الرسالة البارزة لهذه الاغتيالات هو إنهاء ثورة تشرين التي أصبحت متجذرة في نفوس الشعب العراقي، وتحظى بدعم وطني كبير جدا ويعول عليها بالتغيير الكامل للعراق".
وبين المحلل السياسي ان "هذه الاغتيالات تأتي بعد تهديدات مباشرة أطلقها نوري المالكي مسؤول حزب الدعوة، وتجاوز فيها على أهل ذي قار وشباب الناصرية بشكل فج، قوبلت برفض شعبي كبير من كل العراقيين، لا سيما من الأصوات التي لم يتمكنوا طوال الأشهر الماضية من شراؤها أو إسكاتها أو تغيير مسار مطالبها الرامية إلى تجميد الدستور وتغير شكل النظام السياسي وقواعد الانتخابات، وهم يقدمون مئات الشهداء وآلاف من الجرحى، وهناك خشية وتخوف لدى الجهات التي تعتبر التظاهرات تستهدفها، أن يتم تشكيل قوات رسمية مدعومة من الدولة تنهي وجود القوى المسلحة، وتسحب البساط من تحت أقدامهم على غرار تجربة الصحوات التي شكلت في المناطق الغربية ضد تنظيم القاعدة آنذاك".
وأكد قائلا "لكن الرسالة البارزة التي قدمها المتظاهرون أن هذه الاغتيالات لن تثني جهودهم، وكانت انطلاقة ثانية في تنوع أساليب الاحتجاجات التي مطلقا لن تكون مثلما كانت قبل حملة الاغتيالات، لأنها انعطفت باتجاهات مهمة وتركت الأبواب مفتوحة، فهم الآن يشكلون لجان شعبية لحماية أنفسهم، وكذلك اجتماعات عشائرية لحماية أبناءهم وبناتهم وهذا تطور جديد سيعكس قوة أخرى تضاف إلى ثورة تشرين وتبعث اليأس لدى أحزاب السلطة الحالية وأجنحتها المسلحة".
وكان نشطاء حقوقيون قد أطلقوا في وقت سابق، نداء استغاثة بالحكومة قالوا فيه إنهم يتلقون تهديدات بالقتل بصفة يومية، حيث نشروا بيانا عبروا فيه عن مخاوفهم من عمليات التحريض التي تجري على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما أشاروا إلى تقارير موثوقة عن وقوع عشر محاولات اغتيال في بابل وبغداد والبصرة وذي قار خلال شهر آب الحالي.
وطالب الناشطون الذين لم يكشفوا عن أسمائهم، الحكومة بالتصدي لجميع عمليات التصفية التي تطال المدافعين عن حقوق الإنسان، ونشطاء المجتمع المدني، إضافة إلى دعوتهم المجتمع الدولي إلى دعم جهود المدافعين عن حقوق الإنسان في العراق.
وفي بيانهم، ذكر النشطاء عدة أمثلة لحالات اغتيالات لنشطاء، منها ما تم في 19 آب الجاري، حين قتل مسلحون مجهولون الدكتورة والناشطة رهام يعقوب في سيارتها بالبصرة مع راكبة أخرى، فيما أصيب اثنين آخرين، وكذلك قتل الناشط تحسين أسامة على أيدي مجهولين استخدموا سلاحا كاتما للصوت في البصرة.
ر.إ