اسراء الزاملي تكتب: طريق لايبشر بالخير والنجاة
مع إزدياد الاوضاع سوءا في إيران وعدم تمکن نظام الجمهورية الاسلامية من القيام بما يجب حيال ذلك فإنه لم يعد هناك من داع لکي يتم التحدث بلغة الادلة والقرائن والاثباتات من أجل التأکيد على إن الاوضاع السائدة في إيران وخيمة ولاتبشر بالخير أبدا، إذ أن الاوضاع بنفسها باتت شاهدة عيان على ذلك، حيث يجد من يزور إيران هذه الايام أمامه مواطنين يغلب على تقاسيم وجوههم الحزن والتعب والکئابة من جراء أوضاع صعبة صارت تلقي بآثارها السلبية على مختلف شرائح وطبقات الشعب الايراني.
إقتصاد متهالك ويعاني من مشاکل حادة جدا وعلى حافة الانهيار، إحتجاجات داخليـة مستمرة دونما إنقطاع، صراع متصاعد بين أجنحة النظام، عقوبات إقتصادية قاسية وضغوط خارجية قوية، مشاکل وأزمات إقليمية ودولية، هذا الى جانب الدور والنشاط غير العادي للمقاومة الايرانية في داخل وخارج إيڕان ضد النظام والذي يمکن إعتباره أهم وأخطر مشکلة يعاني منها النظام، کل هذا وأمورا أخرى کثيرة بنفس السياق، تشکل وترسم الاطار العام للأوضاع في إيران وکما هو واضع فإن جميع هذه الامور باتت من المسلمات والعالم کله على علم ودراية کاملة بها، والمحصلة العامة تدل على إن هذه السنة ونحن في أشهرها الاخيرة، لئن کانت لحد الان واحدة من أخعب الاعوام على النظام ولکن الذي يجب لفت النظر إليه هو إن العام القادم لن يکون وبموجب کل الحسابات والتوقعات إطلاقا بعام يمکن على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية تحمله هذا فيما لو مضت الاشهر القليلة المتبقية من هذا العام بسلام على النظام لأن الاجواء مشحونة الى أبعد حد في داخل إيران وتنذڕ بالانفجار في أية لحظة.
القلق هو أکثر شئ يهيمن على الاوساط السياسية الحاکمة في طهران، خصوصا وإن ماتواجهه هذه الفترة تحديدا يختلف جذريا عن الفترات السابقة، إذ إنه ولأول مرة يواجه النظام تفاقم المشاکل الداخلية والخارجيـة معا من دون أن تکون هناك خيارات مفيدة متواجدة له، بل ولأول مرة نجده ينتظر ماستسفر عنه الاوضاع الداخلية من جهة وماستصفو وترسو عليه المواقف الدولية المضادة له في نهاية المطاف من جهة أخرى، وکما يبدو فإن النظام مطلوب ومحاصر داخليا وخارجيا، وإن حلفائه ليسوا من النوع الذي يمکن أن يمضون معه الى آخر الخط بل يمکن أن يفرطوا به في أية لحظة لو صارت لديهم خيارات أفضل.
المشکلة الاخرى التي يعاني منها النظام خارجيا وبصورة ملفتة للنظر، هو إن لوبيه في واشنطن وفي اوربا، لم يعد بإمکانه الصمود والمقاومة السياسية أمام نشاطات المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والتي صارت صاحبة دور وحضور في المحافل السياسية الغربية وتحظى بأصدقاء ومٶيدين غير عاديين، ومع تعطل وتراجع دور اللوبي الايراني التابع للنظام فإن تصاعد دور المقاومة الايرانية خارجيا يشکل صداعا کبيرا لطهران، لأن ذلك بمقدوره أن يٶثر على مسار وإتجاه المواقف الرسمية للحکومات الغربية تجاه طهران، ولئن کان هناك سعي محموم داخليا من أجل تنشيط دور اللوبي التابع للنظام في الغرب، لکن المشکلة التي لايمکن تخطيها هي إنه لم يعد هناك الکثير من يرحب بالعمل من أجل الدفاع عن هذا النظام بعد العمليات الارهابية التي قام بها عن طريق سفاراته في بلدان أوربية وفي الولايات المتحدة الامريکية وبعد تصنيف الحرس الثوري وقسم من وزارة المخابرات الايرانية ضمن قائمة الارهاب، وتزايد العزلة الدولية للنظام الى حد لم يصل إليه طوال الاعوام ال41 المنصرمة، وهذا کله يٶکد بأن هذا النظام يسير على طريق محفوف بالمخاطر لکنه ليس کنفس طريق الاعوام المنصرمة التي کان النظام يجد منعطفا ليدلف من خلاله الى سبيل النجاة بل إنه طريق لايبشر بالخير والنچام للنظام إطلاقا.
اسراء الزاملي