’’من يدخلها لا يخرج منها’’ تقرير دولي يتحدث عن وضع أكثر من 1400 عراقي مقيم بمستشفى الأمراض النفسية
بغداد اليوم _ متابعة
ناشدت منظمة الصحة العالمية، الاثنين (16-11-2020)، الجهات المانحة لدعم تدخلات الصحة النفسية في العراق، لا سيما وأن الكثيرين يعانون من عواقب جائحة كورونا، فضلا عن الضغوط الاقتصادية التي تؤثر سلباً على الصحة النفسية، بحسب المنظمة العالمية.
وذكرت الصحة العالمية، في تقرير لها، أن "واحدا من كل عشرة أشخاص تقريباً، أي حوالي 792 مليون شخص على مستوى العالم، يعانون من اضطراب نفسي أو اضطراب متعلق بتعاطي المواد المخدرة، وهذا يشكل 10٪ من العبء العالمي المترتب على هذا المرض"، مبينة أنه "في العراق، يتزايد الطلب على الخدمات النفسية وسط تفشي جائحة كوفيد-19 والتي ما تزال من المجالات ذات الأولوية القصوى التي تتطلب دعماً مستمراً".
وأضاف التقرير، أن "مستشفى الرشاد التدريبي للأمراض النفسية والعقلية يعد أكبر منشأة للصحة النفسية في العراق. وهو عبارة عن منشأة سكنية للإقامة طويلة المدى مكونة من 24 جناحاً"، مبينة أنه "رغم أن إجمالي طاقته الاستيعابية تبلغ 1200 سرير، إلا أن عدد المرضى فيه حالياً يبلغ أكثر من 1440 شخصاً".
ونقل تقرير المنظمة عن الدكتور علي رشيد الركابي، مدير المستشفى، قوله إن "المريض لا يخرج من المستشفى أبداً بعد تسجيل دخوله إليه. وباستثناء وحدة الطب الشرعي، يدخل المريض المستشفى مدى الحياة".
وبحسب علي رشيد الركابي، فإن "عدداً كبيراً من المرضى الموجودين في المستشفى حالياً ليس لديهم أسباب سريرية لبقائهم فيها. فقد تعافوا تماماً من الناحية السريرية ويمكن لهم المغادرة. ومع ذلك، وبسبب الافتقار إلى الصحة النفسية المجتمعية، إلى جانب الافتقار إلى المرافق السكنية، لا يستطيع هؤلاء وأفراد أسرهم الاندماج من جديد في المجتمع".
زيوصي مدير المستشفى بـ"تنفيذ استراتيجية توفير الرعاية خارج المؤسسات لتقليل حجم ودور مستشفيات الأمراض النفسية والاعتماد على شبكات الصحة النفسية المجتمعية".
ونقل تقرير الصحة العالمية، عن الدكتور أدهم إسماعيل، ممثل المنظمة في العراق، قوله: "بالنظر إلى حالة الكثيرين ممن يعانون من اضطرابات نفسية، ستدعو منظمة الصحة العالمية وزارة الصحة إلى دمج مفهوم الرعاية غير المؤسسية في الاستراتيجية الوطنية للصحة النفسية. سنتواصل مع الجهات الصحية المسؤولة والجهات المانحة في العراق للتوصية بتقديم الدعم".
وبحسب التقرير، "توصي منظمة الصحة العالمية وزارة الصحة بالتعاون مع المنظمة في تنفيذ مبادرة حقوق الجودة لمنظمة الصحة العالمية التي تهدف إلى تحسين الوصول إلى خدمات الصحة النفسية والاجتماعية الجيدة وتعزيز حقوق الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الصحة النفسية والاضطرابات النفسية والاجتماعية والذهنية والإدراكية".
وأشارت إلى أنه "برغم القيود التي فرضها العراق بسبب جائحة كوفيد-19 على التنقل وحوادث العنف القائم على النوع الاجتماعي وإساءة معاملة الأطفال والعنف المنزلي، فإن هناك زيادة طفيفة في عدد المقيمين في مستشفى الرشاد بسبب الجائحة القائمة. وسجل المستشفى حتى الآن، 32 حالة إصابة بمرض كوفيد- 19 بين الأشخاص المصابين بأمراض نفسية في المنشأة الصحية".
وناشدت منظمة الصحة العالمية، الجهات المانحة لـ"دعم تدخلات الصحة النفسية في العراق، لا سيما خلال هذه الفترة حيث يعاني الكثير من عواقب جائحة كوفيد-19 وحيث أثرت الحرب والضغوط الاقتصادية سلباً على الصحة النفسية".
ودعت المنظمة، بحسب البيان، إلى "توفير مزيد من الدعم لتعزيز الإدارة المجتمعية للصحة النفسية وإنشاء مرافق سكنية، مع ادراكها أن برامج الصحة النفسية تعاني من نقص التمويل ليس في العراق فقط بل على الصعيد العالمي أيضاً".