عام على كورونا.. هز العالم ونشر الرعب
سومر نيوز: بغداد..
أحيا العالم، الذكرى السنوية الأولى لإعلان منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا "وباءً عالمياً"، وإلى جانب توفر "الفُسحة" التي أسهم اللقاح بها، تبقى عشرات الدول تخضع لقيود مشددة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أقر الكونغرس الأميركي حزمة إنعاش بقيمة 1.9 تريليون دولار، قال الرئيس جو بايدن إنها ستمنح العائلات الأميركية التي تعاني "فرصةً للقتال".
ومنذ ظهوره في الصين نهاية عام 2019، أودى وباء كوفيد-19 بحياة أكثر من 2.6 مليون شخص، وفرض قيوداً غير مسبوقة على الحركة ما أدى إلى انكماش الاقتصادات.
وقال أديلسون مينيزيس (40 عاماً) من أمام أحد مستشفيات ساو باولو، كبرى المدن البرازيلية، حيث أغلقت كل الشركات والمتاجر غير الأساسية لمكافحة انتشار الوباء، "لقد استغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى تحرك السياسيون... ندفع نحن الفقراء ثمن ذلك".
إعلان الجائحة
أعلنت منظمة الصحة العالمية رسمياً أن كوفيد-19 أصبح جائحة، في 11 مارس 2020، بعد ما بدأت أعداد المصابين ترتفع وتنتشر في كل أنحاء آسيا وأوروبا. وفي ذلك الوقت، تم تسجيل نحو 4600 وفاة رسمياً في أنحاء العالم.
وفي اليوم نفسه، أعلن الممثل توم هانكس، أثناء وجوده في أستراليا لتصوير مشاهد لأحد الأفلام، أنه أصيب بالفيروس، ما عمق المخاوف من أن أحداً ليس بمأمن عن الوباء.
لكن مع بداية الشعور بالآثار المباشرة للفيروس في الولايات المتحدة، قلل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من أهمية التهديد الذي يمثله كوفيد-19. وقال للأميركيين، "لن يكون للفيروس فرصة للتغلب علينا".
وتحولت الولايات المتحدة إلى أكثر الدول تضرراً، فتجاوز عدد الوفيات فيها جراء الوباء 528 ألفاً.
انطلاق "الحرب"
وكانت الدفاعات الوحيدة ضد الفيروس قبل عام، وضع الكمامات والحد من تفاعل الناس مع بعضهم البعض.
وتوقفت حركة الطيران العالمي وفرضت الحكومات قيوداً مشددة على المواطنين، ما أجبر مليارات الناس على الخضوع لشكل من أشكال الإغلاق، بينما ساد الخوف.
وقالت كورين كرينكر، رئيسة شبكة مستشفيات في شرق فرنسا، لوكالة الصحافة الفرنسية، في 11 مارس 2020: "نحن على شفير حرب"، بينما بدأت أعداد المرضى والوفيات ترتفع.
في مدريد، أخذ خوسيه لويس لوكاس البالغ 70 عاماً، حفيداته من المدينة الصاخبة إلى منزل عطلات، آملاً في أن يكون أكثر أماناً. وأوضح يوم إعلان الجائحة، "هؤلاء حفيداتي، علي أن أعتني بهن". وأضاف، "سيكون علينا فقط تجنب العناق والقبلات".
تحدي اللقاح
في الوقت نفسه، أطلقت الحكومات والعلماء سباقاً لإنتاج لقاحات مع إجراء عمليات بحث وتطوير بوتيرة متسارعة غير مسبوقة.
واليوم، تطرح العديد من اللقاحات، من بينها تلك التي طورت في الصين وروسيا والهند. وأعطي أكثر من 300 مليون جرعة من اللقاحات في 140 بلداً، وفقاً لإحصاءات وكالة الصحافة الفرنسية.
لكن إطلاق اللقاحات العالمية كشف أيضاً انقسامات في النفوذ والثروة. فقد أحرزت الدول الغنية تقدماً كبيراً على صعيد حملات التلقيح الشاملة، فيما لا يزال المليارات في الدول الفقيرة ينتظرون تلقي جرعاتهم.
وتعزز أمل الدول الفقيرة من خلال إطلاق عمليات تسليم للقاحات ضمن آلية "كوفاكس" المدعومة من منظمة الصحة العالمية، والتي تهدف إلى ضمان الوصول العادل إلى اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
أمل في العودة
ويعتبر نجاح لقاحي "أسترازينيكا - أكسفورد" و"جونسون أند جونسون"، من الأسباب الإضافية للتفاؤل نظراً لسهولة نقلهما وتخزينهما مقارنةً بلقاحي "فايرز- بايونتيك" و"موديرنا" اللذين يتطلبان ثلاجات فائقة البرودة.
ومن المقرر أن تعقد الهيئة الأوروبية المنظمة للأدوية اجتماعاً، الخميس، لمناقشة إعطاء الضوء الأخضر للقاح "جونسون أند جونسون" الذي تمت الموافقة عليه في كندا والولايات المتحدة.
واكتسبت جهود التطعيم الأميركية زخماً في الأسابيع الأخيرة، فيما تعهد بايدن بتزويد بلاده جرعات كافية في غضون أشهر لجميع الأميركيين.
كذلك، صوتت إدارته لإقرار حزمة تحفيز اقتصادي ضخمة، من المتوقع أن يوقعها بايدن، الجمعة. ومن المقرر أن يلقي الرئيس الأميركي خطاباً متلفزاً في وقت الذروة، الخميس، سيقدم فيه رؤية متفائلة لبلده والعالم.
وقال بايدن، "سأتحدث عن كل أحداث العام الماضي، لكن والأهم من ذلك، سأتحدث عما سيأتي". وتابع، "هناك أسباب حقيقية للأمل، أعدكم. نرى النور في نهاية النفق".