حروب المرتفعات..!
كتب / ضحى الخالدي
أثار اهتمامي خبر نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية يوم أمس ١٩/٣/٢٠٢١ حول قيام الجيش البريطاني بتأسيس لواء الحارس (رينجر) للخدمة خارج بريطانيا، وهو قوة قتالية مكونة من ألف وحدة موزعة على أربع كتائب من المستوى الثاني للقوات الخاصة، ومن ضمن المناطق التي سيشملها نطاق هذا اللواء هو التعاون مع البيشمرگه ضد داعش في أماكن النزاع، والصومال للقتال ضد حركة الشباب حسب تعبير الصحيفة، وكما نعلم فإن هذه المناطق سواء مرتفعات شمال العراق ومناطق النزاع التي تشير الى المناطق المتنازع عليها بما فيها كركوك وسنجار وسهل نينوى وخانقين هي أماكن تماس مع قوات الحشد الشعبي وبقية القوات الأمنية العراقية والسكان الأصليين لهذه المناطق أكثر مما هي مناطق للنزاع ضد داعش، كما أن التواجد في الصومال قريباً من مرتفعات اليمن ومضيق باب المندب قريباً من الجيش اليمني والحوثيين بمواجهة السعوديين في الشمال، والسلفيين في الجنوب، والإماراتيين والإسرائيليين في سقطرى، بهذا العدد القليل من القوات القتالية غير الاستشارية، يضاف له وجود أعداد قليلة من القوات الأميركية في العراق بحيث لا تستطيع احتلال بلد أو خوض حرب، ينبئ بمخاطر أمنية
واستخبارية للسيطرة على المرتفعات في العراق وسوريا ولبنان واليمن كما في التواجد في أفغانستان رغم إعلان بايدن النية للانسحاب المشرف في أيار- مايو ٢٠٢١ ، كذلك التواجد في قواعد تركيا، والهيمالايا حيث الحليف الهندي النووي.
في هذه المناطق كلها قريباً من منطقة الصراع مع الكيان الصهيوني، قريباً من إيران، روسيا، الصين، وخريطة مبادرة الحزام والطريق.
تعمد أميركا وبريطانيا ومن ورائهما بقية الغرب والكيان الصهيوني الآن الى التواجد في المرتفعات والسيطرة عليها رغم أن الحروب الحديثة
تعتمد على الأقمار الصناعية، فلا تزال تمثل مأمناً ومكمناً للسيطرة على المساحات، كتواجدها في كردستان العراق، وشمال شرق سوريا، وزيارة كينيث ماكينزي الأخيرة لافتتاح ضخ بئر بين السلسلتين الشرقية والغربية من جبال لبنان، نحن نعيش حرب المرتفعات.
حرب المرتفعات التي تسيطر على الحدود والمعابر والمساحات والمضائق.
حرب المرتفعات التي تعزز الانقسام، وتستنزف القدرات.
حرب المرتفعات التي تقف كنقاط سيطرة، وأحجار عثرة بوجه مشروع طريق الحرير مالم يمر بالأراضي الفلسطينية المحتلة كحد أدنى ما دامت أميركا غير قادرة على إيقافه إلا بأساطيلها في المحيطين الهندي والهادي، وبحصار سياسي واقتصادي وتكنولوجي وطبي تشارك فيه اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والهند ونيوزيلندا، وفيتنام!
حرب المرتفعات التي تقسّم المقسّم، وتمنع التواصل بين مفاصل محور المقاومة في المنطقة، وتحاصر مراكز القوة في هذا المحور.
ستعمد أميركا الى إشعال الحروب الداخلية في العراق ولبنان وسوريا وحتى اليمن، وحتى الاقتتال بين أبناء الطائفة الواحدة.
وستقوم بعمليات نوعية في منتهى الخطورة بأيديها المباشرة، أو من خلال أذرعها، ويدخل ضمن هذا المخطط، التدخل الإماراتي في ملف المخابرات ودخولها على ملف النقل بشقيه: ميناء الفاو، والمشروع القديم الجديد ذي الخطورة المتناهية وهو استثمار الطرق السريعة بديلاً عن الشركات الأمنية الأميركية والبريطانية، وإن كانت أراضي الإمارات مقراً لشركة أوليف الأمنية ( بلاك ووتر سابقاً).
المشاريع تنام، ولا تموت.