الموصل.. امتعاض من تصميم اليونيسكو لاعادة اعمار الحدباء
اعرب اهالي مدينة الموصل، عن امتعاضهم من التصميم الذي كشفت عنه اليونيسكو لتصميم بناء منارة الحدباء بجامع النوري الذي يقع في المدينة القديمة وسط الجانب الغربي من الموصل، اليونيسكو اعلنت عن فوز فريق مصري بالمسابقة التي اطلقتها اليونيسكو الامر الذي اثار حفيظة ابناء الموصل كونه يخالف الكثير من سمات العمران في المدينة القديمة و تجاهل افكار واستشارة معماري الموصل، و قبل ان تعلن اليونيسكو عن التصميم النهائي اقامت مؤاتمرا بباحة جامع النوري دون ان تسمح لعدد من المؤرخين من جامعة الموصل وعلى رأسهم د. احمد قاسم الجمعة بروفيسور التاريخ الاسلامي، واستنكر الجمعة منعه من المشاركة مطالبا ان تكون التصاميم لمختصين بمجال العمارة العربية الاسلامية لعصور متتالية، واضاف الجمعة ان يكون المصممون مختصون بالبناء كونه سيشهد اضافة فضاءات اخرى من البناء .
المفكرون بنينوى عندهم رأي
اشار المفكر نايف عبوش ان لا جدال في ان الحفاظ على الموروث المعماري للبيئة الموصلية، انما يعني الحفاظ على سمات هوية الشخصية الموصلية، في سيرورتها المتعاقبة عبر الزمن، حيث ان تراثها المعماري يحمل ملامح الهوية الحضارية لتلك الشخصية المتميزة ، لاسيما وأن الموصل، قد صنعت لها تاريخاً حضارياً ضارباً في عمق الوطن، فكانت راس العراق على مر التاريخ .. وظلت بذلك، حاضرة ثرية بالموروث المعماري، الذي يتنوع بخصوصيته، بتنوع المكان، والمناخ، والناس.. وبذلك يظل الموروث المعماري لها نمط حياة،وهوية مدينة، وليس مجرد مجسمات هنسية محضة.
واضاف ايضا هكذا ظلت الموصل بمعمارها التراثي المتميز، واسلوب حياتها الخاص، أصيلة الهوية، وعصية على عوامل المسخ والتشويه، رغم كل ما لحق بها من نكبات، وأضرار، عبر تاريخها الطويل.
وطالب عبوش ، عند الشروع باعمار مدينة الموصل.. هو الشروع بتوثيق معالم المعمار التراثي الموصلي البارزة، من الحصون والقلاع، والقصور، والمساجد، والتكيات،والازقة، والحارات.. وعلى رأسها بالطبع، منارة الحدباء العتيدة، للحفاظ عليها من ضياع معالمها نتيجة الدمار الذي لحق بها، مع انه يصعب إعادة تشكيل تلك المعالم برمتها، كما كانت قبل الدمار الذي لحق بها، لاسباب مالية، وفنية،ناهيك عن ضرورة أخذ متطلبات التوسع، وتداعيات العصر بنظر الاعتبار ،
ومع كل تلك المعوقات، فإنه لابد من محاولة الإبقاء على الشكل المعماري المنحني لمنارة الحدباء، بالاستفادة من معطيات الهندسة المعمارية المعاصرة، والتسهيلات الفنية المتاحة ، لاسيما وان الموصل اخذت إسمها مدينة (الحدباء) من المنارة بهيئتها المحدبة، وما يعنيه أمر الحفاظ على معمارها المحدودب، من رمزية كبيرة، للمنارة كإرث تاريخي، في استلهام المسميات والمعاني،
ناشطون تباينت آرائهم
اعتبرت الناشطة تهاني صلاح تصميم اليونيسكو تجاهل لابناء الموصل و تغيير في هويتها من خلال اعتماد هذا التصميم اما الناشط محمود العراقي فكان له رأي آخر اذ اكد على اهمية اعادة اعمار المدينة واعادة بناء منارة الحدباء وان التصميم خضع للجنة من مهندسين و معماريين وان اختلفت بعض التصاميم والافكار لكن الاهم اعادة الاعمار وان يبقى للمعماريين والمؤرخين رأيهم..
اكثر من عامين قد يستغرق بناء جامع النوري
اعلن من داخل باحة جامع النوري ممثل اليونيسكو في العراق پاولو فونتاني ان مدة اعادة اعمار الجامع النوري قد تستغرق اكثر من عامين جاء ذلك خلال كلمة له عندي زيارته لعدد من الجوامع والكنائس التي تشرف على اعمارها اليونيسكو في مدينة الموصل وان فريق مصري من 8 معماريين فاز بالمسابقة من اصل 123 تصميما تشرف عليه اليونيسكو بدعم امارتي.
يذكر ان منارة الحدباء فجرت أثناء عمليات تحرير الموصل (المدينة القديمة) 2017.
PUKmedia مثنى النهار/ الموصل