العيد في كركوك بين الامس واليوم
في العقود المنصرمة من الزمن الجميل كانت البساطة والتسامح ونقاء القلوب وروح المحبة والانشراح في النفوس هي السائدة .
ونحن نعيش ايام عيد الاضحی المبارك اعاده علينا باليمن والبركات فلابد ان نستذكر تلك الايام الجميلة التي عشناها ابان عقد الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ، ففي صباح اول ايام العيد وبعد صلاة العيد كانت العوائل الكركوكية بمختلف القوميات والاطياف تؤدي طقوس الزيارات فيما بینها في كل حي من احياء المدينة وبالاخص الاحياء الشعبية لغرض تبادل التهاني والتبريكات وتقديم الچکلیت و الكليچە و الشربت ، اما الاطفال والشباب فهم كانوا الاكثر فرحا بقدوم العيد ، و حال استلامهم العيدية ( خمسون فلسا او مائة فلسا او اكثر ) يرتادون الساحات التي فيها الملاعیب من المراجيح و الچرخ والفلق، من بین تلك الملاعیب المشهورة في كركوك انذاك ساحة امام قاسم قرب جسر الطبقچلي بالقرب من سينما الخيام حيث الالعاب بشتی انواعها ، ونستذكر الالعاب السحرية التي كان يؤديها الفنان الراحل عبدالحميد الوندي الملقب بـ ( حميد چکچکان ) فضلا عن ركوب الفرس، وقسم من الشبان كانوا منهمكين بركوب العربة التي كان يجرها حصانين او الركوب للسيارات الحمل القديمة وهم يصفقون و يمرحون بالعيد ، اضف الی ذلك صالات العرض للسینما في كركوك التي كانت تكتظ بالشباب ايام العيد وهم یتدافعون فيما بینهم لغرض الحصول علی بطاقات الدخول لغرض مشاهدة افلام الكابوي و غيرها من افلام الاثارة ، ومن دور السینما تلك كانت ( غازي ، الخيام ، العلمين ، اطلس ، الحمراء ، صلاح الدين ) وللاسف لم يبقی اثر لهذه السينماهات و اصبحت كراجات لوقوف السيارات .
وستبقی هذه المشاهد الجميلة نتذكرها باحرف من نور لانها كانت ممتعة وسیتذكرها الاجيال القادمة فهي جزء من تراثنا العريق .
آراء وانطباعات
- يقول الصحفي علي مال الله أن" العيد أيام ما كنا صغارا يخالف كل الاختلاف عن اليوم حيث كان العيد ينتظر كما ينتظر الشخص المسافر للبعيد كنا نقضي صباحنا في ساحة العمال اقدم موقع للمراجيح والألعاب رغم بساطتها لكننا كنا نجد فيها حلاوة ولذة صغارًا كان حلمنا كيف نحصل على العيدية ومنطلق مبكرًا إلى صاحب أرجوحة الهواء الله ويردي ومالك ديلاب الهواء حاجي خورشيد والعم (عيدان) بائع الحلوى وهو يلامس الأطفال ويرفعهم إلى السماء بقوة بدية كل شيء كان يجمع الأطفال بجميع أديانهم ولغاتهم نتحدث بثلاثة لغات أو أربعة العربية الكردية التركمانية والمسيحية لا نعرف شيء قومي أو طائفي الجميع يعيش بروح الحب والسلام".
وأكد أن" التكنولوجيا والتطور والفايروس اللعين والإرهاب. قتلوا فرحة العيد وطعم ولذة هذه الأيام المباركة وضاعت التقاليد الخاصة بالعيد اليوم لا جود. لتلك الفرحة القديمة كل شيء تغير ونأمل من الله ان يعم الأمن والسلام على ربوع بلادنا ويبقى العراقيون متوحدون تحت خيمة هذا البلد العزيز".
من جهته تحدث الاديب والكاتب يوسف محمد قائلا : هناك اختلاف واضح بين اليوم والامس، كان للعيد نكهة خاصة لم تعد موجودة الان كنا نستعد من الصباح الباكر للذهاب الى السينما و مدينة الالعاب وعلى الرغم من بساطة الاجهزة المتوفرة فيها الا انها كانت ممتعة جدا اما زيارات الاهل و الجيران فحدث ولا حرج فقد كان هناك التزام حد الانضباط في زيارة كل بيت في المنطقة فضلا عن اعطاء الاولية لمن كان لديه مريض او متوفي قبل العيد ، اما الان فقد هيمنت التكنلوجيا على كل شيء وافقدت الاشياء الجميلة قيمتها و متعتها .
PUKmedia رزكار شواني/ كركوك