صناعة الاسمنت بين فكي الدولار والنفط الأسود.. نبيل المرسومي
كتب نبيل المرسومي:
يعد الأسمنت من أكثر المواد الانشائية ضرورة حيث لايمكن ان تستغنى عنه المشروعات الهندسية والانشائية والبناء والاعمار غير ان صناعة الاسمنت في العراق التي تضم نحو 22 مصنعا لانتاج الاسمنت تلقت ضربتين موجعتين خلال فترة وجيزة الأولى عندما تم تخفيض سعر صرف الدينار بنسبة 23% مما أدى الى ارتفاع أسعار معظم مستلزمات الإنتاج المستوردة ومنها الكلنكر واكياس التعبئة ومع ذلك لم تتغير اسعار الاسمنت التي بقيت ثابتة مقابل الاستمرار على حصولها على الوقود بسعر مدعوم . والثانية عندما رفعت وزارة النفط تسعيرة النفط الأسود من 150 الى 250 الف دينار للطن . مما سيؤدي اما الى إغلاق المصانع والتسبب بتسريح خمسين الف شخص يعملون بشكل مباشر وغير مباشر في هذه الصناعة أو زيادة أسعار البيع على المواطنين بما لا يقل عن 10 دولارات للطن الواحد وهو ما سيؤدي الى زيادة العبء على السكان وعلى الدولة التي تشرع في إعادة إعمار البلاد وتريد تطوير مشاريع البنية التحتية كما ان زيادة الاسعار ستفتح الباب امام الاستيراد من دول الجوار ومنافسة الانتاج المحلي وتدمير صناعة الاسمنت التي حققت اكتفاءا ذاتيًا منذ عام 2016.