اخبار العراق الان

عاجل

بعد "مزاج" الغاز الإيراني والسدود الجافة.. ثلث كهرباء العراق رهينة للشمس

بعد
بعد "مزاج" الغاز الإيراني والسدود الجافة.. ثلث كهرباء العراق رهينة للشمس

2022-01-16 00:00:00 - المصدر: الترا عراق


ألترا عراق ـ فريق التحرير

بالتزامن مع عمل وزارة النفط على مشاريع إيقاف الغاز المحروق لتوفير الوقود للمحطات الكهربائية، واستمرار عقود الكهرباء لتطوير المحطات وإنشاء أخرى جديدة، تجري أعمال موازية لإنشاء محطات للطاقة الشمسية عبر أكثر من 5 عقود مع شركات مختلفة، لتشكل الطاقة الشمسية خلال السنوات القادمة نحوثلث الطاقة الكهربائية المنتجة في العراق.

الطاقة الكهربائية المنتجة من السدود انخفضت بشكل كبير بما يقدربـ70% بعد أن خرجت عدد من السدود من الخدمة

وينتج العراق الكهرباء عبر المحطات العاملة على الوقود الأحفوري مثل الوقود السائل والغاز، فضلًا عن إنتاج كميات قليلة من الطاقة عبر المياه والسدود.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا لا تستطيع بغداد التخلي عن شراء الغاز الإيراني؟

ويمثل الوقود الأحفوري أزمة عراقية وتحديدًا الغاز، حيث لا ينتج العراق سوى 1500 مقمق بالمقابل يستورد من إيران أكثر من 1700 مقمق، ما يعني أنّ 53% من الغاز الذي يشغل محطات الكهرباء في العراق قادم من إيران، ما يجعل كهرباء العراق رهينة للغاز الإيراني الذي وخلال الأعوام السابقة يتمّ قطعه وتخفيضه والتلاعب بإطلاقاته لأسباب اقتصادية وسياسية يتسبب بفقدان العراق الكثير من طاقته وإطفاء محطاته، وهو ما يجري حاليًا بالفعل حيث أن العراق فقد نحو 7 آلاف ميغا واط من إنتاجه بسبب تخفيض الغاز الإيراني.

بالمقابل، فإنّ الطاقة الكهربائية المنتجة من السدود انخفضت بشكل كبير هي الأخرى بما يقدربـ70% بعد أن خرجت عدد من السدود من الخدمة وإطفاء التوربينات بفعل انخفاض مستويات المياه التي يشهده العراق.

والآن يعمل العراق على إدخال مصدر جديد ثالث للمنظومة الوطنية متمثلة بالطاقة الشمسية، وبحسب آخر تصريحات، فأن العراق سيدخل 12 ألف ميغا واط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2025.

هذا ما أكده رئيس هيئة السيطرة على المصادرالمشعة كمال حسين، مشيرًا في تصريح للوكالة الرسمية وتابعه "ألترا عراق"، إلى أنّ "هناك توجهًا في العراق نحو تقليل الانبعاثات من خلال مشروع الطاقة الشمسية عام 2025، إذ أن عقودًا وقعت مع دولة الإمارات شركة مصدر وشركة توتال الفرنسية بهذا الصدد، فضلًا عن مجموعة عقود أخرى مستقبلية سيتمّ توقيعها مع دول راعية للطاقة الشمسية".

وبيّن أن "العراق يعتزم توليد 12 ألف ميغاواط لغاية 2025 وهذه ستسهم بشكل كبير في تقليل الانبعاثات وسيدعم خليط الطاقة العراقي في السنوات المقبلة". 

وفي تصريحات متكررة لوزارة الكهرباء، فإنّ العراق يخطط من خلال خطة خمسية لرفع إنتاج العراق لقرابة 45 ألف ميغا واط خلال 5 سنوات، سيدخل5 آلاف ميغا واط منها خلال العام الحالي 2022، و7 آلاف ميغا أخرى خلال خطة متوسطة، حتى الوصول لـ45 ألف ميغا واط خلال 5 سنوات، في الوقت الذي يبلغ إنتاج العراق حاليًا نحو 20 ألف ميغا أو أقل.

وعلى هذا الأساس، فأنه خلال الـ3 إلى 4 سنوات مقبلة، ستكون الـ12 ألف ميغا واط المتولدة من الطاقة الشمسية، جزءًا من الطاقة المنتجة التي من الممكن أن تكون أقل من 40 ألف ميغا واط قبل انتهاء الخطة الخمسية، ما يعني أنّ الطاقة الشمسية لوحدها ستشكل ثلث طاقة العراق الإنتاجية، وهو رقم كبير مقارنة بدخول هذا المصدرالجديد من الطاقة إلى المنظومة الوطنية بعد اعتمادها على المحطات الغازية والمياه في إنتاج الطاقة.

هذا الاعتماد الكبير يطرح تساؤلات عن مدى جودة وقدرة الطاقة الشمسية واستدامتها لتشكل ثلث الطاقة المنتجة من الكهرباء وإمكانية الاعتماد عليها بهذه النسبة الكبيرة، خصوصًا مع تذبذب المصدرين الرئيسيين لإنتاج الطاقة في العراق والمتمثلة بـ"مزاجية الغاز الإيراني"، والسدود الخالية من المياه.

ويصف رئيس هيئة السيطرة على المصادر المشعة كمال حسين في حديث لـ"ألترا عراق"، الطاقة الشمسية بأنها "ليست طاقة بديلة بل مكملة لتغطية الطلب المرتفع في الذروة الصباحية وتنتهي عند غياب الشمس، وهذا شيء أساسي ونقطة أولى بأنها ليست بديلة بل مكملة".

ويضيف حسين أنّ "الطاقة الشمسية سيتم إنتاجها عبر محطات كبيرة وسيتم إدخال إنتاجها إلى المنظومة الوطنية ويتم توزيعها على المؤسسات والمنازل، أي أنها لن تذهب لتغذية مناطق محددة أو مؤسسات محددة بل ستدخل ضمن المنظومة الوطنية".

وأوضح أنّ "الـ12 ألف ميغا واط هو هدف وضعته الحكومة العراقية"، إلا أنّ حسين يستبعد أنه "سيتحقق بالمجمل خلال السنوات الأربع القادمة"، متوقعًا أن يتم الوصول إلى هذا الرقم بالفعل ولكن في عام 2030، وسيساعدنا على تغطية الذروة الصباحية وتقليل الانبعاثات التي من المفترض يستقطعها العراق وفق اتفاق باريس.

وشدد حسين على عامل ضروري ومهم كما وصفه، وهواختيار المناطق التي ستنصب بها هذه المحطات بدقة،  مشيرًا إلى أنّ "أول محطتين تمنصبها بمناطق غير دقيقة"، مطالبًا وزارة الكهرباء بـ"الرجوع لوزارة العلوم والتكنولوجيا لاختيار المواقع الجيدة لنصب المحطات للحصول على أكبر كفاءة ممكنة".

ويوضح حسين أكثر بالقول إنّ "المناطق الشمسية في العراق تنقسم إلى غربية وجنوبية غربية، مثل السماوة والنجف جزء من الأنبار، وهذه مناطق واعدة وفيها كمية سطوع شمسي عالٍ على العكس من المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية التي يكون فيها السطوع الشمسي أقل وكمية الأتربة أكبر".

ربما يتم الوصول إلى أن تتولد 12 ألف ميغا واط من الطاقة الشمسية في العام 2030

وبيّن أنه "إذا كان الاختيار لنصب المحطات في مناطق الجنوب والجنوبي الغربي أفضل بكثير لكونها تتمتع بسطوع ممتاز وغبار أقل رغم كونها مناطق صحراوية لكن الهواء فيها أصفى وقليل الأتربة والملوثات"، معتبرًا أنه "من المفترض أن تناقش وزارة الكهرباء هذه القضاية مع وزارة العلوم والتكنولوجيا كونها رائدة بهذا المجال ولدينا العديد من الباحثين يمتلكون تفاصيل ومعلومات ودراسات جيدة بهذا الشأن ومن المفترض أن تستشيرهم وزارة الكهرباء لاختيار المناطق الواعدة".

اقرأ/ي أيضًا: 

العراقيون يدفعون لـ"المولدات الأهلية" ما يعادل موازنة وزارة الكهرباء بالكامل

لماذا يستهلك العراقيون ما يفوق ضعف حاجة المصريين من الكهرباء؟

بعد