الحضر الأثرية.. صمدت أمام الغزو الروماني قديمًا ودمر بعضها "داعش" حديثًا
ألترا عراق ـ فريق التحرير
أعادت مديرية الآثار في العراق فتح الموقع الأثري لـ"مدينة الحضر"، في أعقاب الانتهاء جزئيًا من مشروع ترميمه بعد أن دمره تنظيم "داعش" قبل سنوات.
وفي آذار/مارس 2015 دمر تنظيم "داعش" ما يقرب من 15 % من الموقع في أعقاب سيطرتهم على محافظة نينوى.
وقال محمود عبدالله، وهو مسؤول موقع آثار الحضر، "نحن كمفتشية آثار نينوى مع البعثة الإيطالية المدعومة من الرابطة الدولية للدراسات المتوسطية والشرقية بداية قمنا بأعمال جمع الملتقطات الأثرية التي تعتبر من المنحوتات التي حطمها تنظيم داعش الإرهابي".
وأضاف: "جمعنا هذه القطع وحددنا أماكن سقوطها ومن ثم تم نقلها إلى مختبرات الصيانة داخل الموقع الأثري، مبينًا "بعد هذا العمل قمنا بإعادة تجميع هذه القطع وإعادة ما يمكن إعادته منها، والحمد الله تمكنا من إعادة عدد من القطع إلى مواقعها الأصلية بعد عمليات الترميم والصيانة لها".
وتقع الحضر على بعد ثمانين كيلومترًا جنوب غربي الموصل، ويعود تشييدها لبداية القرن الثاني قبل الميلاد، وقد صمدت أمام الغزو الروماني بفضل تحصيناتها المنيعة وأبراج المراقبة المنصوبة على بواباتها.
وشيدت مدينة الحضر في عهد الدولة السلوقية وازدهرت بعد دخول الإسلام إليها وتحولت إلى موقع إستراتيجي في الممر التجاري التاريخي عبر آسيا الذي عرف باسم "طريق الحرير".
وتعد الحضر واحدة من أهم العواصم الصحراوية مثل تدمر في سوريا والبتراء بالأردن، وقد صنفتها اليونسكو ضمن مواقع التراث العالمي.
ومثلت المدينة أهمية إستراتيجية بالغة على مر التاريخ نظرا لمحوريتها في السيطرة على المسالك البرية التجارية والعسكرية المحاذية لنهري دجلة والفرات.
وفي عام 1951 عثر على نصوص كتابية في الحضر محفورة على أحجار كبيرة تحتوي على أحكام قانونية وأعراف تتعلق بالسرقة وعقوبتها.
وحصل "ألترا عراق" على صور عديدة من افتتاحية موقع الحضر بعد الترميم من موقع (Getty Images).
وقال ماسيمو فيديل، عضو المعهد الإيطالي للشرق الأوسط والشرق الأقصى ومدير مشروع ترميم آثار الحضر، "حين وصلنا هنا للمرة الأولى كانت مدينة الحضر في حالة مزرية، لم تكن هناك بنية تحتية، المباني بها أضرار. أطلال الحرب منتشرة في كل مكان، حتى أنه كانت هناك قنابل غير منفجرة. لذلك كانت هناك ظروف صعبة. تطلب الأمر الكثير من المال لتنظيف كل شيء، كل هذه القمامة وكل هذه الأشياء الخطرة في شاحنات وتنظيف الموقع. لذلك أعتقد أن هذا كان الجزء المطلوب أكثر في مشروعنا. ثم بدأنا ببطء العمل في المباني والمنحوتات وبدأنا نقوم بعملنا الحقيقي المتمثل في ترميم التراث الثقافي للحضر".
اقرأ/ي أيضًا:
لوحات مذهلة وجدارية نادرة.. بغداديات تسحر العالم في أكبر دور العرض
آلهة الشعر وسيّدات الملحمة.. ترانيم العراق القديم تصدح في نيويورك