تحركات خطيرة تهدد مصير 40% من صادرات النفط العراقي.. قرابة 4 مليار دولار شهريًا قد تذهب من يد العراق
يس عراق: بغداد
تحيط عدة عوامل جيوسياسية وعوامل اخرى تسويقية، بالخطر حول النفط العراقي وصادراته، تتمثل بامكانية أن يدير أكبر مستهلك للنفط العراقي ظهره إلى بغداد، باحثًا عن مورد جديد للنفط وبأسعار تفضيلية.
ومع العقوبات والتضييق الغربي على روسيا، بدأت موسكو تعرض نفطها بأسعار تفضيلية الى اسيا، حيث السوق الاكبر استهلاكا للنفط العراقي والمتمثل تحديدا بالهند والصين، اللذين يستهلكون قرابة 60% من صادرات العراق النفطية.
وفجرت بعض المصافي الهندية مفاجأة خطيرة، قائلة انها تعتزم شراء نفط سعودي أقل من المعتاد في ايار بعد أن رفعت المملكة سعر البيع الرسمي إلى مستويات قياسية في آسيا، بالمقابل تعمد المصافي الهندية لزيادة مشترياتها من الخام الروسي الرخيص.
وقال إحسان الحق ، المحلل في رفينيتيف التي تعتبر واحدة من أكبر مزودي بيانات الأسواق المالية، إن ارتفاع مشتريات الخام الروسي يعني أن الهند ستشتري على الأرجح أقل من الموردين في الشرق الأوسط، بما في ذلك المشتريات الفورية لدرجات مثل نفط البصرة العراقي.
ولجأت الهند إلى البراميل الروسية المتوفرة بخصم كبير من مؤشر برنت القياسي ، مستشهدة بـ “المصالح الوطنية”، حيث اشترت مصافي التكرير الهندية ما لا يقل عن 16 مليون برميل من النفط الروسي الأرخص ثمناً للتحميل في مايو/ ايار على أساس التسليم، على غرار المشتريات لعام 2021 بأكمله .
وتمثل الـ16 مليون برميل اكثر من 41% من الكميات التي تستوردها الهند من النفط العراقي، وبذلك فأن صادرات العراق النفطية التي تمثل قرابة 1.3 مليون برميل يوميا الى الهند المستهلك الاكبر للنفط العراقي، مهددة بالانخفاض وتخلي الهند عنها او تقليلها لصالح شراء النفط الروسي الارخص ثمنًا.
وتمثل صادرات النفط العراقي للهند 1.3 مليون برميل يوميًا، قرابة 40% من صادرات النفط العراقي البالغة 3.3 مليون برميل يوميًا، ووفق سعر 100 دولار للبرميل، فأن 4 مليار دولار من ايرادات العراق الشهرية تحت تهديد خطر الانخفاض وذهابها الى روسيا بدلا من العراق عبر شراء الهند للنفط الروسي الرخيص والذي يقدم خصومات سعرية كبيرة.
المصافي الهندية “تشكو” ارتفاع سعر النفط العراقي
ومما يعزز هذه الخطورة، بدء المصافي الهندية بالشكوى من ارتفاع اسعار نفط العراق واضافة زيادات سعرية من قبل سومو، حيث تأمل مصافي التكرير الهندية انخفاض طلب المستخدمين الاميركيين على خام البصرة العراقي بعد ان تبدأ الولايات المتحدة إصدارات احتياطي البترول الاستراتيجي.
وقال مصدر تجاري في شركة بهارات بتروليوم الهندية التي تديرها الدولة إن “إمدادات العراق من البصرة لآسيا كانت ضيقة وأن فروق الأسعار آخذة في الارتفاع حيث سعت الولايات المتحدة للحصول على المزيد من البراميل العراقية لتعويض التخفيضات في الخام الروسي”.
وقالت المصادر التجارية “نأمل أن تساعد إصدارات احتياطي البترول الاستراتيجي الامريكية في تخفيف طلب المشترين الأمريكيين على الخام العراقي وإعطاء بعض التنفس للمشترين الآسيويين”.
وقرر الرئيس الأمريكي جو بايدن الإفراج عن مليون برميل في اليوم من احتياطيات النفط الاستراتيجية للولايات المتحدة لمدة 180 يوما من اجل الحد من ارتفاع اسعار النفط التي ارتفعت عقب اجتياح روسيا لاوكرانيا.
شاهد ايضا:
اطلاق الاحتياطي الاميركي وتأثيره على نفط العراق.. الهند “تتأمل” ربح 137 مليون دولار خلال شهر بدلًا من اعطائها للعراق
شارك هذا الموضوع: