الكاظمي: جئنا في ظروف استثنائية والتحديات لم تكن سهلة.. وهذا ما جرى خلال زيارتي للسعودية وإيران
بغداد – واخ
تطرق رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، خلال جلسة المجلس، اليوم الثلاثاء، إلى ملفات المياه والطاقة، إضافة لزيارتيه للسعودية وإيران.
ونشر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أهم ما تحدث به في الجلسة ببيان تلقته وكالة خبر برس (واخ)، جاء فيه أن “هذه الحكومة جاءت في ظروفٍ استثنائيّة، وعملت وما زالت تعمل في ظروفٍ استثنائيّة، وعلى الرغم من كل هذه التحديات نجحت في التغلّب على الكثير من الصعوبات، والتحديات لم تكن سهلة وكان شعار الحكومة منذ اليوم الأول أنها حكومة قول وفعل”.
وأضاف، “ركزنا على الجانب العملي باحتياجات المواطنين، ونجحنا في البعض منها، فيما يحتاج البعض الآخر للمزيد من الوقت لمعالجتها”.
وتابع متحدثاً عن الاتفاقية مع الصين، “قبل مدة وضعنا حجر الأساس لمشروع بناء 1000 مدرسة في عموم محافظات العراق، وهي الوجبة الأولى ضمن الاتفاقية الإطارية العراقية – الصينية”.
وأشار إلى أن “هذه الاتفاقية حصل عليها لغط كبير من بعض الأطراف التي حاولت أن تروّج لعدم جدّية الحكومة في تطبيق الاتفاقية أو لا تريد تنفيذها”، مؤكدا على أن “الحكومة هي من نفّذت الاتفاقية، وبدأنا بمشروع ألف مدرسة من مجموع 8000 مدرسة في عموم المحافظات، وعلى شكل مراحل”.
وأضاف، “للأسف الشديد نسمع أحياناً حملات في بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، الهدف منها كسر عزيمة عمل الحكومة، وردّنا هو الصمت، لا نريد أن ندخل في مناكفات سياسية، وذلك من أجل العراق والعراقيين، ونركّز على العمل للإنطلاق صوب المستقبل”.
ولفت، إلى أن “مجلس النواب صوّت على قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي، وعلينا العمل تنفيذه بكل قوّة من أجل خدمة الناس، وأوّد التذكير أنه قانون ليس موازنة، بل جاء كوننا نمر بظرف استثنائي، ولا يحق لنا كحكومة تصريف أعمال سن القوانين، فلجأنا إلى قانون الأمن الغذائي الذي يتطلب منا أن نعمل بكل جدٍّ لتنفيذه لمصلحة العراقيين”.
وعن الملف السياسي أكد الكاظمي أننا “نحتاج أن تتعاون معنا الأطراف السياسية جميعاً لتنفيذ قانون الأمن الغذائي، مع حاجتنا إلى الدور الرقابي أيضاً، والذي يجب أن يجرى ضمن المصلحة العامة، وليس من أجل الضغط أو لأغراض شخصية، أو ضمن أجندات لإضعاف الحكومة”.
وأشار الى أن “الحكومة تعمل في نهاية دورتها، وننتظر من الأطراف السياسية العمل بكل قوة على تشكيل حكومةٍ تمثل تطلّعات الشعب العراقي، حتى تتمكن من تقديم رؤية لمعالجة هذه التحديات”، وبيّن أن “هذه الحكومة باقية في العمل إلى اللحظة الأخيرة لحين تسليم مهامها إلى الحكومة المقبلة، ولهذا أذكّر النخب السياسية بأهمية الإسراع بتشكيل حكومة تقوم بواجبها، وفي الوقت نفسه سنعمل للحظة الأخيرة على متابعة كل التفاصيل”.
وتابع، “علينا التزامات يجب أن ننفذها وأن نستمر بها، وبرغم التحديات الداخلية الكثيرة فقد نجحنا في سياسة التوازن الخارجي، وكان هذا هدفاً رئيساً منذ اللحظة الأولى في العمل على إعادة علاقاتنا مع دول الجوار والدول الصديقة ومع الأشقاء”.
وأكد، “الحمد لله وضعنا مصلحة العراق بالدرجة الأولى، وهذا التوازن ينطلق من مصلحة العراق والشعب العراقي وسنستمر بهذه السياسة، ولن نذهب إلى أي محور على حساب محور آخر، ونضع مسافة متساوية مع الجميع من أجل أن نجلب للعراق استثمارات ودعما، كي نعوّض ما مرّ بالماضي من فشلٍ وإحباطٍ وحروب عبثية تركت تداعياتها على الشعب العراقي”، موضحاً “المطلوب إعادة بناء علاقاتنا على أساس المصلحة العراقية وعلى أساس حسن الظن مع كل الشركاء، أما سياسة الخوف والعزلة وسوء الظن مع الآخرين فهي ليست في سياستنا”.
وقال رئيس الوزراء وفقاً للبيان “إننا نحسّن الظن بالجميع حتى نتصالح مع أنفسنا ومع الآخرين، ونتحرر من السياسات العبثية التي أخذت العراق في الماضي إلى سياسات شبه انعزالية أو تصعيدية مع دول الجوار، وهذا سيكون جزءاً من الماضي”.
وحول جولته الخارجية أوضح رئيس الوزراء، “زيارتي الأخيرة للمملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، كانت الزيارة الأولى للمملكة العربية السعودية جيدة جداً، ناقشنا فيها القضايا المشتركة والاستثمارات السعودية في العراق وآفاق المستقبل، وتحدثنا عن الربط الكهربائي والكثير من المشاريع التي يستفيد منها العراقيون، وأهمية أن تكون المنطقة مستقرة وهادئة وأن يؤدي العراق دوره في ترطيب الأجواء من أجل مصلحة العراق والمنطقة”.
وأوضح، “تحدثنا عن التحديات العالمية، بسبب الحرب في أوكرانيا وانعكاساتها على الأمن الغذائي، وكيفية التعاون من أجل توفير ما تحتاجه شعوبنا من احتياجات لتوفير هذا الأمن”، وتابع “وفي زيارتنا إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية تكلمنا في النقاط نفسها، وفي الملفات المشتركة وكذلك العمل على موضوع الطاقة والمياه، وأبدى الإخوان في إيران استعدادهم لإرسال وزير الطاقة إلى بغداد للحديث فيما يخص موضوع المياه والطاقة الكهربائية وحل جميع الإشكالات”.
وأضاف الكاظمي، “نحتاج أن نعمل بكل جد على تذليل التحديات التي تمر بها المنطقة وتضرر منها الجميع والعراق بالدرجة الأولى، وعلى وجه الخصوص موضوع التغيرات المناخية، ولهذا أطلب من السادة الوزراء المختصين الاهتمام بهذا الجانب فيما يخص المياه والتغيرات المناخية المنعكسة على الزراعة وعلى حياة المواطنين، ويجب أن نُذكّر أن هذه العلاقات وهذا التوازن يثبت للعالم وللعراقيين بأن العراق ذو عمقٍ كبير في التاريخ، ودوره وموقعه مهم جداً في المساعدة على بناء علاقات تخدم مصلحة شعبنا”.
وأكد أن “العراق يعمل ويسعى لأن يكون جزءاً من المنطقة واستقرارها، وأن نتعاون مع جميع الدول من أجل تفادي تداعيات الحرب في أوكرانيا فيما يخص الأمن الغذائي والطاقة، وعملنا سيستمر إلى اللحظة الأخيرة من عمر هذه الحكومة، لغاية تشكيل حكومة جديدة، يجب علينا أن نعمل ليلاً ونهاراً لتذليل كل العقبات والتحديات”.