جنين بلاسخارت تعري الطبقة السياسية العراقية
لم يتمكن أحد من الفاعلين السياسيين في العراق أو خارجه من الفوز بمقابلة المرجع الأعلى للشيعة في العراق السيد علي السيستاني بيسر أو مباشرة مثلما حظيت السيدة جنين بلاسخارت الممثلة الأممية في العراق وممثلة الأمين العام للامم المتحدة.
بلاسخارت وحوار السيستاني
كلمات هادئة على صفيح العراق الساخن واحتراق الناصرية في اليوم التالي للزيارة، وغليان الصدريين الذين يدفنون قتلاهم في مقبرة السلام بالنجف، وهم بالقرب منها، بعد توديع 48 شاباً متظاهراً دخلوا القصر الجمهوري ببغداد، وقتلوا عند انسحابهم، إضافة إلى مئات الأمهات الثكلى جراء مقتل متظاهرين لم يتسلم أهاليهم ديتهم وهم يطالبون بالقصاص من الميليشيات التي قتلتهم منذ عام 2019.
تبدو الكلمات عاجزة عن التعبير عما يجيش في قلوب العراقيين وهم يظنون أن الممثلة الأممية ستقول كلمات أبلغ من التي قالتها، أو تذوقها الحلاوة الدهنية النجفية الشهيرة في شوارع النجف.
التعايش السلمي
لفت نظر الناس قيام بلاسخارت وضيفها في زيارة شوارع مدينة النجف القديمة، معلنة عن امتنانها للمرجع السيستاني، مؤكدة التعايش السلمي لجميع المكونات في العراق، أن هناك قيمة كبيرة "في لقائنا مع المرجع السيستاني".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
نصائح لا فروض
دور الأمم المتحدة
كانت بلاسخارت بيضة القبان التي تؤشر إلى الفشل المتراكم في العملية السياسية برمتها، على الرغم من تولي الأمم المتحدة مساعدة العراق في جوانب كثيرة مثل رفع العقوبات الاقتصادية عنه بعد صدور أكثر من 70 قراراً من مجلس الأمن الدولي إثر غزو الكويت واحتلالها عام 1990، والمعاونة في تشكيل مؤسسات جديدة لإدارة البلاد، والعمل على تيسير الخطوات للانتقال إلى نظام ديمقراطي. وكان تشكيل بعثة الأمم المتحدة (يونامي) وفق القرار الدولي 1483 الصادر عام 2003، تتويجاً للجهود الدولية لمعاونة العراق على تخطي حقبة ماضية، والانتقال السلمي نحو الديمقراطية الحتمية، عين على أثره ممثل خاص بالعراق، واجبه تقديم تقارير خاصة عن العراق إلى مجلس الأمن، عن أنشطته وتقييم للواقع السياسي والإنساني فيه. وكانت صلاحيات البعثة الأممية شاملة، لكنها ليست تنفيذية، بل لتقديم الاستشارة والدعم للدولة العراقية، والتنسيق معها، وكان مرجحاً أن يستمر عملها لمدة دورتين أو ثلاث، لكنها استمرت 18 سنة بطلب التجديد من العراق، لئلا يفقد الحليف الدولي الوحيد الذي يطالب بحقوقه ويعطي شرعية للحكم الذي يتقاطع كثير من مكوناته، لا سيما قوى اللادولة مع بعثة الأمم المتحدة وممثلتها الوزيرة الهولندية السابقة جنين بلاسخارت التي تهز تقاريرها عروش الحاكمين في المنطقة الخضراء التي يبدو أنها توسعت كثيراً من موظفة دولية تنقل حقائق ما يعيشه العراقيون وحياتهم إلى رقيب يقض مضاجع السلطة الحاكمة ويتعدى ذلك للتأثير في الرأي العام المحلي والدولي.