اعتقال 4 مروّجين لأجهزة غش إلكترونية في امتحانات العراق
تخضع امتحانات العراق لمراقبة أمنية أيضاً (وثيق خزاعي/ Getty)
اعتقل جهاز الأمن الوطني العراقي 4 متهمين بترويج أجهزة إلكترونية يستخدمها تلاميذ للغش في الامتحانات النهائية للمرحلة المتوسطة التي انطلقت الخميس الماضي. واندرج ذلك في إطار التدابير المتخذة لتأمين حسن سير الامتحانات، ومنع حالات الغش التي تتكرر منذ سنوات مع بدء الامتحانات النهائية، ما يتسبب في إحراج شديد لوزارة التربية، فيما تتولى أجهزة الأمن ملاحقة المروجين، وتحاول توقيفهم.
وأورد بيان أصدره جهاز الأمن الوطني، اليوم الأحد، أنه "مع انطلاق الامتحانات النهائية كثفت مفارز الجهاز في المحافظات ملاحقة أشخاص يتاجرون بسماعات مخصصة للغش الإلكتروني، من أجل الحفاظ على حسن سير الامتحانات. ورصدت مفارز الجهاز في بغداد، بعد إجراء مسح ميداني لمراكز الامتحانات، بالتنسيق مع هيئة الإعلام والاتصالات، ترددات لاسلكية مصدرها أجهزة نداء، ثم تدخلت لاعتقال شخص بالجرم المشهود، خلال تنفيذه عملية غش إلكترونية في منطقة المنصور وسط بغداد".
وأضاف: "ضبطت المفارز أيضاً متهماً آخر بترويج أجهزة للغش في مجمع بسماية شرقي العاصمة، واثنين في محافظتي ديالى والنجف، وفي حوزتهما أجهزة لاسلكية محوّرة وسماعات صغيرة تستخدم للتواصل مع تلاميذ أثناء الامتحانات. وحصلت كل التوقيفات استناداً إلى موافقات قضائية، وأحيل المتهمون مع المضبوطات إلى الجهات المختصة، من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية في حقهم".
وتعتبر المكتبات التي يتردد عليها الطلاب لشراء مستلزمات مدرسية وقرطاسية، الأماكن الأساسية لبيع أجهزة الغش، والسلطات الأمنية تراقب المكتبات المشبوهة.
وقال ضابط في جهاز الأمن الوطني لـ"العربي الجديد": "تركز خطة ملاحقة مروجي الأجهزة على أصحاب المكتبات، خاصة الذين شملتهم ملاحظات خاصة بارتكاب مخالفات في السنوات السابقة، ويتلقى الجهاز غالبية البلاغات عن هذه المكتبات من أولياء التلاميذ، علماً أن المراقبة الأمنية لا تكفي وحدها لكشف هذه الأجهزة، ما يحتم التعاون مع هيئة الإعلام والاتصالات".
وعموماً يُطالب أولياء الأمور بإنزال عقوبات شديدة ضد من يتعاملون بهذه الأجهزة، ومن يتساهلون مع الغش. وقال علي جلال، وهو والد تلميذ من أهالي بغداد: لـ"العربي الجديد": "يجب أن تفرض السلطات عقوبات صارمة على مروجي أجهزة الغش، ومن يتساهلون معهم. والعقوبات القانونية أساس منع الحالات والسيطرة عليها".
وكانت وزارة التربية قد اتخذت، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية ووزارة الاتصالات، إجراءات لقطع الإنترنت خلال وقت تأدية الامتحانات هذا العام، لكنها لا تستطيع السيطرة على بعض أساليب الغش. وهي تحاول تجنّب إحراج تكرار تسرّيب أسئلة الامتحانات الذي وقع العام الماضي، واضطرها إلى تأجيل الامتحانات مرات، ما أربك التلاميذ، وجعلها تواجه انتقادات كبيرة من الأهالي، بسبب عدم قدرتها على ضبط ملف الأسئلة.