اخبار العراق الان

العراق: تصفيات متواصلة تطال "المسيئين الإلكترونيين".. وأخيرهم وليس آخرهم "نور بي إم"

العراق: تصفيات متواصلة تطال
العراق: تصفيات متواصلة تطال "المسيئين الإلكترونيين".. وأخيرهم وليس آخرهم "نور بي إم"

2023-09-25 21:16:14 - المصدر: اخبار العراق


بغداد، 25 سبتمبر 2023- بعد قرار وزارة الداخلية العراقية قبل أشهر قليلة اعتقال الأشخاص الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين ينشرون محتوى سيئاً وغير لائق، جرى القبض على عدد منهم واخذ تعهدات منهم بعدم نشر المحتوى السيء مجدداً، ثم أفرج عنهم.

وعرّفت الداخلية ذلك بـ"المحتوى الهابط"، لكنها لم تضع معايير محددة، ولا إجراءات واضحة، مما جعل تلك الفئة من الناشطين المسيئين يواصلون نشر محتوى ويسيئون استخدام الإنترنت، مما يعتبره كثير من العراقيين يسيء إلى سمعتهم وأخلاقهم ويتنافى مع القيم الأخلاقية.

وبالتزامن مع قرار السلطات العراقية باعتقال المسيئين، أخذ آخرون على عاتقهم تنفيذ عمليات التصفية، وآخرها اغتيال شخص يدعى نور محمد، ويعرف نفسه باسم "نور بي إم".

وقبل ذلك اغتيل شخص يطلق على نفسه اسم راما إو رقية الركابي واسمه الصريح عباس الركابي. وكلاهما نور محمد وعباس الركابي شابان لكنهما متحولان إلى إنثى نظرياً فيما يبدو.

وحتى قبل قرار الداخلية، قضى الكثيرون بفعل عمليات اغتيال طالت فتيات أيضا، وذلك بتهم عديدة ومنها نشر محتوى يسيء لبلد مثل العراق.

أسباب المشكلة

هناك عدة أسباب وراء انتشار المحتوى السيء على وسائل التواصل الاجتماعي في العراق، منها:

  • ضعف الثقافة الإعلامية: لا يزال الكثير من العراقيين يجهلون مخاطر محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يعرفون كيفية التعامل مع المعلومات الواردة من هذه المنصات.
  • وهناك عدد كبير ممن يسيء استخدام الإنترنت بأساليب أخطر من نشر محتوى. وتلك الفئة متوارية على الأنظار وتصطاد ضحاياها بشكل شبه يومي.
  • غياب الرقابة: لا توجد قوانين أو لوائح صارمة تنظم محتوى وسائل التواصل الاجتماعي في العراق، مما يسهل نشر المحتوى المسيء أو غير الأخلاقي.
  • الانقسام السياسي: تساهم الانقسامات السياسية في العراق في تفاقم المشكلة، حيث يستخدم بعض النشطاء وسائل التواصل الاجتماعي لنشر محتوى يهدف إلى الإساءة إلى الآخرين أو تأجيج الكراهية.

المعالجات

هناك عدة معالجات يمكن أن تساعد في الحد من انتشار محتوى سيء على وسائل التواصل الاجتماعي في العراق، منها:

  • تعزيز الثقافة الإعلامية: يجب على السلطات العراقية إطلاق حملات توعية لتعريف المواطنين بمخاطر محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية التعامل مع المعلومات الواردة من هذه المنصات.
  • سن قوانين ولوائح صارمة: يجب على السلطات العراقية سن قوانين ولوائح صارمة تنظم محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، وتغليظ العقوبات على المخالفين.
  • ويتعين أن تتخذ السلطات العراقية الإجراءات التالية للحد من انتشار محتوى منخفض المستوى على وسائل التواصل الاجتماعي في العراق:
  • تشكيل لجنة وطنية للإشراف على محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، ووضع معايير واضحة لتحديد ما يعتبر محتوى مسيئاً او كما تسميه الداخلية "محتوى هابطا".
  • تشجيع الجهات الإعلامية على نشر محتوى هادف وبناء، يساهم في تعزيز الثقافة والوعي المجتمعي.
  • توعية المواطنين بمخاطر محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية التعامل مع المعلومات الواردة من هذه المنصات.
  • تعزيز حملات محو الأمية، خاصة وأن معظم الناشطين المسيئين لم يكملوا حتى دراستهم الابتدائية.

انتشار المحتوى الرديء على وسائل التواصل الاجتماعي في العراق يشكل تهديدا خطيرا للمجتمع، ويتطلب من السلطات العراقية والمجتمع المدني العمل معا للحد من هذه المشكلة.

وليس هذا فقط، بل أن وسائل إعلام محلية تستضيف مثل تلك الفئات وتطلق عليها اسم "فنان" و"فنانة"!، ولا بد أن تلجم مثل تلك البرامج التافهة، إلى درجة تستضيف احدى القنوات المطربة ساجدة عبيدة، وتصفها بالفنانة، لتسألها عن معنى اغنيتها التي تغنى في الملاهي "شكل لأمي من أروح انكسرت الشيشة"؟!

وأخيراً، لا نلوم الناس ولا المسيئين، بل نلوم ولاة الأمر.

إذا أقـمـت مـدرسةً ستغلق سـجنـاً...

وإذا أقمت مـصـنعـاً ستغـلق مـقهىً...

وإذا أصـلحت تـعـليماً ستـصـلح شـعبـاً..

 

 

من: عبد الرحيم المدرس

rliebXwvXuA