التحالف الدولي يُحبط هجومين بمسيَّرتين على قاعدة قرب مطار أربيل
تمكنت قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، اليوم الأربعاء، من إسقاط طائرتين مسيَّرتين حاولتا استهداف قاعدة للتحالف مجاورة لمطار أربيل في إقليم كردستان العراق، دون وقوع أي أضرار.
وقالت مصادر أمنية كردية لـ"العربي الجديد"، إن "الهجمات بطائرات ملغومة على مطار أربيل وقاعدة الحرير المجاورة للمطار لا تزال تتواصل بشكل شبه يومي، لكن الغرفة الأمنية المشتركة ما بين قوات التحالف الدولي والأميركيين والبيشمركة تنجح بصدّ عدد كبير من هذه الهجمات".
ومُنحت السلطات الكردستانية في أربيل صلاحية صدّ هذه الهجمات لقوات التحالف، بشرط عدم مهاجمة أيّ مقارّ أو مكاتب لفصائل هيئة "الحشد الشعبي" من إقليم كردستان لأسباب معروفة ترتبط بعلاقة أربيل ببغداد والقوى السياسية والفصائل المسلحة فيها، بحسب المصادر التي أكدت أيضاً أن "الأميركيين عززوا من خططهم لمواجهة الطيران المسيَّر لفصائل المقاومة العراقية".
وجاءت هذه العملية بعد ساعات من لقاء رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في الإقليم، مسعود بارزاني، والقائد العام لقوات التحالف في العراق وسورية، الجنرال جويل فول، حيث أكدا خلال اللقاء استمرار عمل قوات التحالف في البلدين.
وناقش الطرفان، وفق ما جاء في بيان رسمي عن بارزاني، "آخر التطورات والمتغيرات وتهديد الإرهاب في العراق وسورية والمنطقة عموماً، وتهديدات عودة تنظيم داعش واتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاربة الإرهاب، بالإضافة إلى تأكيد استمرار التنسيق بين قوات التحالف وقوات البيشمركة والجيش العراقي، وتأكيد استمرار عمل قوات التحالف في العراق وسورية من أجل درء خطر الإرهاب".
وكان المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر، قد صرّح، أمس الثلاثاء، بأن المنشآت الأميركية في العراق وسورية تعرضت للهجوم 127 مرة منذ بدء تصعيد الوضع في المنطقة. وقال خلال مؤتمر صحافي: "منذ 4 يناير، وقعت تسع هجمات. وفي المجمل، نُفِّذ 127 هجوماً: 52 في العراق، و75 في سورية".
وذكر أنه "منذ بداية تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تعرّضت القوات الأميركية في العراق وسورية لهجمات بشكل شبه منتظم بصواريخ وطائرات دون طيار، وتعتقد واشنطن أنها تابعة لجماعات موالية لإيران".
المليشيات العراقية تواصل تهديد أمن إقليم كردستان
من جهته، قال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني مهدي عبد الكريم، خلال حديث مع "العربي الجديد"، إن "المليشيات العراقية تواصل تهديد أمن إقليم كردستان بالقصف الصاروخي واستخدام الطائرات المسيَّرة المفخخة، وبالتالي لا بد من حماية الشعب الكردي من هذه الهجمة، بل وحماية المصالح الكردية مع قوات التحالف الدولي التي ساعدت الإقليم".
وأوضح أن "منظومة الدفاع للتحالف الدولي ستواصل ردع أي هجمات على الوجود الأجنبي وحماية الإقليم"، مشيراً إلى أن "الإقليم يرفض هذه الهجمات، وكان قد خاطب بغداد في أكثر من مناسبة لأجل منع هذه الجماعات من تهديد المصالح العامة للبلاد مع قوات التحالف الدولي التي تقدم جهوداً كبيرة في محاربة الإرهاب، إلا أنّ بعض القرارات المركزية في العراق مكبّلة بسبب الفصائل المسلحة التي تستولي على بعض الخيارات الأمنية".
وينتظر إقليم كردستان، شماليّ العراق، الحصول على منظومات دفاع جوي من وزارة الدفاع الأميركية، التي من المفترض أن تصل خلال الفترة المقبلة، بعد الكشف عن صفقة بين الإقليم وواشنطن في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، للتصدي للهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ.
وينص القانون على أن تضع وزارتا الدفاع والخارجية حتى شباط/ فبراير المقبل، خطة مشتركة لتوفير منظومات دفاع جوي للعراق وإقليم كردستان، من أجل التصدي للهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ. كذلك ستدرّب القوات الأميركية البيشمركة والقوات العراقية على استخدام هذه المنظومات.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، قال عضو الكونغرس عن الحزب الجمهوري، دون بيكن، وهو من الداعمين البارزين للأكراد، في تدوينة على موقع "إكس" (تويتر سابقاً): "بإمكاننا في العراق أن نساعد الكرد من أجل أن يكون لديهم دفاع جوي أفضل ضد الهجمات الإيرانية الصاروخية والطائرات المسيّرة".
بالمقابل، تهدد "المقاومة الإسلامية في العراق"، باستمرار قصف أهداف أميركية وإسرائيلية في الخليج وغرب آسيا، وتوعّد جعفر الحسيني، الناطق العسكري باسم "كتائب حزب الله" في العراق، بالردّ على أي اعتداء يطاول اليمن ولبنان، أو أي دولة من دول "محور المقاومة".
وقال الحسيني في تصريح متلفز أمس الثلاثاء، إن "التواصل مع المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى قد تعمّق وأصبح مباشراً ويومياً وأكثر تماسكاً على المستويات السياسية والعسكرية والشعبية، وإن المقاومة العراقية استخدمت هذه القدرات والإمكانات المطوّرة خلال عملياتها ضد المواقع الأميركية والإسرائيلية رداً على العدوان على قطاع غزّة، إذ استخدمت الطائرات المسيّرة، والصواريخ قصيرة المدى، والذكيّة منها أيضاً، وكذلك الصواريخ والطائرات بعيدة المدى التي وصلت إلى الأراضي المحتلة ودكّت أهدافاً حيوية في إيلات والبحر الميّت والبحر المتوسط".
وأشار الحسيني إلى أن "المقاومة العراقية دكّت قواعد أميركية، منها عين الأسد، بالصواريخ البالستية قصيرة المدى للمرة الأولى، واستخدمت صواريخ بعيدة المدى مثل الكروز المطوَّر في استهداف هدف حيوي في حيفا، مؤكداً أنّ هذه العمليات تتصاعد، وأنّ المقاومة الإسلامية في العراق ماضية بتوسِعة جغرافيا هذه الأهداف ونوعيتها، ما دام الاحتلال الإسرائيلي مستمراً في عدوانه على غزّة".
وعادت المطالبات بإخراج القوات الأميركية والتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن من العراق إلى التصاعد مجدداً وبقوة، إثر الهجوم الأخير الذي نفذته مسيّرة أميركية في بغداد الخميس الماضي، والذي أدى إلى مقتل المسؤول العسكري لـ"حركة النجباء" علي السعيدي المكنّى بـ"أبو تقوى"، وإصابة آخرين من الحركة.
والجمعة الماضي، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن مبررات وجود التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية في العراق انتهت، وأن حكومته بصدد تحديد موعد بدء الحوار، من خلال اللجنة الثنائية التي شُكلت، لتحديد ترتيبات انتهاء هذا الوجود، وأن "هذا التزام لن تتراجع عنه الحكومة".