العراقيون يُحيون الذكرى الـ 36 لمأساة حلبجة
بغداد: الصباح
برعاية وحضور رئيس الجمهوريَّة الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، نظمت رئاسة الجمهوريَّة، صباح أمس السبت، وقفة صمت وحداد، في قصر السلام ببغداد، بمناسبة الذكرى السنوية لقصف حلبجة بالسلاح الكيمياوي من قبل النظام المباد. وشارك في الوقفة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي وعدد من أعضاء مجلس النواب ورؤساء وممثلي البعثات الدبلوماسية في بغداد، إضافة إلى كبار المسؤولين والموظفين في رئاسة الجمهورية وإقليم كردستان.
كما تمّت قراءة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء حلبجة والعراق، ثم ألقى رئيس ديوان رئاسة الجمهورية كامل كريم الدليمي كلمة أكد فيها أنَّ "استهداف المواطنين في حلبجة بالسلاح الكيمياوي جريمة وفعل شنيع هزّ الوجدان الحي للضمير الإنساني، وأيقظ العالم على السلوك الدموي للطغيان وعلى ما كانت تفعله الدكتاتورية التي لم تتورع عن استخدام أحد أبشع الأسلحة المحرمة دولياً وذلك بمواجهة المواطنين الكرد العزّل"، وأضاف أنَّ "جريمة حلبجة تمثل جريمة غير مسبوقة في التاريخ من حيث السلوك الوحشي للطغاة ضد شعوبهم".
كما شدّد رئيس ديوان الرئاسة على أهمية مواصلة العمل المخلص لأن تكون مدينة حلبجة محافظة في إقليم كردستان، وتعزيزها بكل ما تقتضيه من خدمات وما يحتاج إليه مواطنوها من حياة حرة وكريمة وآمنة.
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قال في تدوينة له على منصة "إكس": إنه "في الذكرى الـ36 لفاجعة حلبجة، نستذكر بألم هذه الجريمة وضحاياها، وهي تؤكد للأجيال وحشية النظام المقبور، وجرائمه بحق أبناء شعبنا الكردي وباقي أطياف الشعب العراقي".
وأكد أنَّ "هذه المأساة ستبقى حاضرة في الوجدان، وتحثنا نحو بذل المزيد لتعزيز نظامنا الديمقراطي"، لافتاً إلى أنَّ " الجهود الحكومية تستمر في إنصاف أبناء شعبنا ممن تعرضوا للظلم، وتنفيذ القوانين الداعمة لحقوقهم".
بدوره، قال رئيس مجلس النواب بالنيابة محسن المندلاوي، في بيان: "نستذكر بألم شديد الذكرى الـ36 للمجزرة التي ارتكبها نظام البعث الدكتاتوري المجرم بحق سكان مدينة حلبچة الآمنين، مستخدماً أسلحة كيماوية مُحرماً استخدامها دولياً حتى أثناء الحروب، وتسببت باستشهاد الآلاف من الأبرياء العزل أغلبهم من الأطفال".
وأكد المندلاوي "دعم وحرص مجلس النواب الكامل على تشريع أي قانون كفيل بتحقيق العدالة الاجتماعية وإنصاف ذوي ضحايا السجل الدموي الأسود للبعث، والقصاص من الذين تلطخت أيديهم بدماء العراقيين".
أما نائب رئيس مجلس النواب، شاخوان عبدالله، فقال في بيان: "نستذكر بفخر واعتزاز كبير التضحيات الكبيرة للحركة التحررية للشعب الكردي في مقارعة النظام المباد وأزلامه من البعث الشوفيني، وبكل شجاعة في سبيل الخلاص من الظلم والاستبداد والحصول على حقوقه المشروعة".
ودعا إلى "ضرورة التمسك بالهوية الوطنية وتطبيق الدستور والحفاظ على المكتسبات والتجربة الديمقراطية في إقليم كردستان، وترسيخ دعائم الحرية والتعايش السلمي بين المكونات".
من جانبه، قال رئيس تيار الحكمة الوطني، السيد عمار الحكيم: إنه "في الذكرى السادسة والثلاثين لذكراها الأليمة ما زالت فاجعة حلبجة الشهيدة ناراً تستعر في قلوبنا وضمائرنا، وتدفعنا للدهشة والتساؤل: كيف لآلة القتل الإجرامية أن تخلف في لحظة غدر قل مثيلها كل هؤلاء الضحايا من الشهداء والمصابين وشواهد بقيت شاخصة تشكو ظلامة شعب تحمّل ويلات الدكتاتورية في كل شبر من مساحته!!"، ودعا إلى "تخليد هذه التضحيات الجسام، لاسيما في المناهج التربوية".
واستذكر رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، الذكرى 36 لفاجعة حلبجة، بقوله: "ننحني تكريماً وإجلالاً للأرواح الطاهرة لأكثر من خمسة آلاف شهيد في حلبجة وجميع شهداء كردستان، ونستذكرهم بتقدير وإكرام، ونحيي جميع أسر شهداء كردستان وكل الضحايا الذين ما زالوا يعانون من آثار ومخلفات وأمراض تلك الجريمة".
وطالب بارزاني الحكومة الاتحادية بـ"تنفيذ واجباتها ومسؤولياتها وتحقيق العدالة للضحايا"، كما دعا المجتمع الدولي إلى "العمل على عدم السماح أبداً بتكرار جرائم وإبادة جماعية كتلك في أي مكان".