نصرالله في مقابلة سابقة: محمد بن سلمان طلب موافقة أمريكية لاغتيالي وتفويض المهمة للإسرائيليين - فيديو
في مقابلة بثت قبل اربع سنوات على قناة الميادين، اتهم زعيم حزب الله الراحل حسن نصرالله، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بالتخطيط لمحاولة اغتياله.
وأشار نصرالله في تلك المقابلة، إلى أن بن سلمان كان يسعى للحصول على موافقة الولايات المتحدة لتنفيذ هذه العملية. وفي تصريحاته، قال نصرالله: "طلب موافقة على اغتيالي، وأن تقوم أمريكا نفسها بهذه المهمة مقابل أي ثمن.. فردت بأنها ستعهد بهذا للإسرائيليين."
يأتي في سياق التوترات المستمرة بين **حزب الله** والمملكة العربية السعودية، والتي تصاعدت في السنوات الأخيرة على خلفية الملفات الإقليمية المتشابكة، خاصة في **سوريا** و**اليمن**. ويُعد هذا الاتهام جزءًا من سلسلة تصريحات نصرالله الحادة ضد سياسات السعودية في المنطقة، حيث يعتبر حزب الله أن المملكة تلعب دوراً محورياً في دعم التحالفات الإقليمية التي تستهدف الحزب ومحوره.
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الأحد إن اغتيال إسرائيل لنائب قائد الحرس الثوري الإيراني في بيروت "جريمة نكراء" لن تمر دون رد.
قُتل عباس نيلفوروشان في الغارات الإسرائيلية على بيروت يوم الجمعة والتي أودت أيضا بحياة الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله.
وقال عراقجي في بيان موجه إلى قائد الحرس الثوري الإسلامي الإيراني حسين سلامي "لا شك أن هذه الجريمة النكراء التي ارتكبها النظام الصهيوني لن تمر دون رد"، في إشارة إلى إسرائيل.
وفي وقت سابق من اليوم، نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف قوله إن الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران ستواصل مواجهة إسرائيل بمساعدة طهرانعقب مقتل نصر الله.
وقال قاليباف "لن نتردد في الذهاب إلى أي مستوى من أجل مساعدة المقاومة".
كما أصدر تحذيرا للولايات المتحدة.
وقال "الولايات المتحدة متواطئة في كل هذه الجرائم... وعليها أن تقبل العواقب".
وقال محمد جواد ظريف نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية اليوم، ردا على سؤال عن اغتيال نصر الله، إن إيران سيكون لها في الوقت المناسب الذي تختاره رد فعل ضد إسرائيل.
ضربت إسرائيل اليوم الأحد عدة أهداف في لبنان في مواصلة للضغط على جماعة حزب الله بمزيد من الهجمات بعد أن وجهت لها ضربة ضخمة بقتل الأمين العام حسن نصرالله، وأعلنت اليوم أنها قتلت قياديا بارزا آخر.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان صدر صباح اليوم الأحد إن القوات الجوية "ضربت عشرات المواقع التابعة لحزب الله الإرهابي في لبنان بما شمل منصات إطلاق مصوبة نحو إسرائيل ومنشآت تخزين للأسلحة إضافة إلى بنية تحتية إرهابية لحزب الله".
وأعلن الجيش الإسرائيلي أيضا أنه قتل نبيل قاووق القيادي البارز في حزب الله في أحدث موجة من الضربات التي تستهدف العديد من الشخصيات البارزة في الجماعة.
ولم يعلق حزب الله بعد على مصير قاووق لكن أنصاره نشروا رسائل نعي له منذ أمس السبت.
وقالت القوات البحرية الإسرائيلية إنها اعترضت مقذوفا لدى اقترابه من إسرائيل من منطقة في البحر الأحمر وإن ثمانية مقذوفات أخرى قادمة من لبنان سقطت في مناطق مفتوحة.
وقُتل نصرالله في غارة جوية إسرائيلية ضخمة استهدفت مقر القيادة المركزي للجماعة اللبنانية في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة.
ولا يمثل مقتل نصر الله ضربة كبيرة لحزب الله فحسب بل لإيران أيضا إذ أطاحت الغارة الجوية بحليف قوي لها ساعد في أن تكون جماعة حزب الله في طليعة الجماعات المتحالفة مع طهران في العالم العربي.
وأعلنت إسرائيل قتله أمس السبت وأكد حزب الله في وقت لاحق النبأ.
وفي بيانه، قال حزب الله إنه سيواصل قتال إسرائيل واستمر في إطلاق الصواريخ صوبها بما شمل زخة صاروخية أطلقها صباح اليوم الأحد.
وجاء مقتل نصرالله في ذروة أسبوعين عصيبين لحزب الله بدآ بتفجير آلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها أعضاؤه. ويُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي من نفذت تلك التفجيرات لكنها لم تنف ضلوعها فيها أو تؤكده.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 33 قُتلوا في ضربات إسرائيلية على لبنان أمس السبت مما رفع عدد قتلى الأعمال القتالية التي نشبت في الثامن من أكتوبر تشرين الأول إلى أكثر من 1670 من بينهم 104 أطفال.
وأضافت الوزارة في وقت سابق أن أكثر من ألف قُتلوا في لبنان وأُصيب أكثر من ستة آلاف في الهجمات الإسرائيلية التي وقعت على مدى الأسبوعين المنصرمين. ولم تحدد عدد المدنيين والمقاتلين من بين القتلى والمصابين.
وزاد التصعيد من مخاوف توسع نطاق الصراع بما يخرج عن السيطرة باحتمال اجتذاب إيران الداعم الرئيسي لحزب الله وكذلك الولايات المتحدة أقرب حليف لإسرائيل.
وعقد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت محادثات في وقت متأخر من مساء أمس السبت بشأن توسيع محتمل للحملة العسكرية الإسرائيلية على الجبهة الشمالية وفقا لما ذكره مكتبه.
وتتبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة، التي بدأت بعد هجوم مقاتلي حماس وفصائل أخرى على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وفي بيروت، قضت أُسر نازحة الليل على مقاعد في منطقة خليج زيتونة التي تضم عددا من المطاعم والمقاهي الراقية التي تطل على البحر في العاصمة بيروت وهو مكان عادة ما يقوم أفراد شركات أمن خاصة بإبعاد المتسكعين عنه لكن الأمر لم يكن على هذا النحو صباح اليوم الأحد.
فقد فردت أسر ليس لديها سوى حقائب بالية من الملابس بعض الحاشيات للنوم وصبوا لأنفسهم بعض الشاي.
وقالت فرانسواز عازوري وهي من سكان بيروت "لن تتمكنوا من تدميرنا مهما فعلتم ومهما قصفتم ومهما دفعتم الناس للنزوح. سنظل هنا ولن نرحل.. هذه بلادنا وسنبقى فيها".
وهؤلاء النازحون من بين نحو مليون لبناني اضطروا للفرار من منازلهم بسبب الضربات على مدى الأسبوعين المنصرمين وفقا لتقديرات الحكومة اللبنانية.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان اليوم الأحد إنه أطلق عملية طارئة لتقديم الطعام لما يصل إلى مليون متضرر من الصراع في لبنان.
"تغيير ميزان القوى"
وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقتل نصر الله بأنه خطوة ضرورية نحو "تغيير ميزان القوى في المنطقة لسنوات مقبلة".
وأضاف نتنياهو في بيان "لم يكن نصر الله إرهابيا، بل كان الإرهابي" وأشار إلى أن الأيام المقبلة ستنطوي على تحديات.
كما قالت إسرائيل إنها قتلت قياديا آخر كبيرا في حزب الله هو علي كركي وقادة آخرين مع نصر الله.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن مقتل نصر الله "إجراء عادل" بالنظر لما وصفه بالعدد الكبير من الخسائر البشرية التي تسبب فيها وضمت آلاف الأمريكيين والإسرائيليين واللبنانيين، مضيفا أن الولايات المتحدة تدعم تماما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
لكن عند سؤاله عما إذا كان التوغل البري الإسرائيلي في لبنان حتميا، قال للصحفيين أمس السبت "حان وقت وقف إطلاق النار".
وقالت مصادر لرويترز إنه تم نقل الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إلى مكان آمن في إيران عقب مقتل نصر الله. وتوعد خامنئي بالثأر لمقتل نصر الله وقال إن قياديين آخرين سيواصلون دربه في قتال إسرائيل.
وفي رسالة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، دعت إيران إلى اجتماع للمجلس بخصوص تصرفات إسرائيل في لبنان وفي أنحاء المنطقة، وحذرت من أي هجوم يستهدف مقارها الدبلوماسية أو ممثليها.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن عباس نيلفوروشان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني قُتل أيضا في هجمات الجمعة.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في بيان اليوم الأحد إن قتل نائب قائد الحرس الثوري الإيراني نيلفوروشان في لبنان "لن يمر دون رد".
ويقول حزب الله إنه لن يوقف إطلاق النار إلا إذا أوقفت إسرائيل حملتها العسكرية على قطاع غزة. وأصدرت حركة حماس وجماعات أخرى متحالفة مع حزب الله بيانات تنعي نصر الله.
مناشدات للتهدئة
صرح رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم الأحد بأن بلاده لا خيار أمامها سوى الخيار الدبلوماسي.
كما قال زياد المكاري وزير الإعلام اللبناني بعد جلسة لمجلس الوزراء اليوم الأحد إن الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل لا تزال "مستمرة".
وقال المكاري خلال مؤتمر صحفي بعد الجلسة "ليش ما بدنا وقف إطلاق نار؟! أكيد (نريد ذلك) ... الكل بيعرفوا أن رئيس وزراء العدو (إسرائيل) بنيامين نتنياهو راح (إلى نيويورك) على أساس يوقف إطلاق النار وطلع القرار باغتيال السيد حسن نصر الله من مبنى الأمم المتحدة. فمعروف مين بده وقف إطلاق نار ومين ما بده وقف إطلاق النار".
وأضاف المكاري "أكيد الجهود الدبلوماسية مستمرة. رئيس الحكومة (نجيب ميقاتي) ما عم بيقصر أبدا في هذا الموضوع، إنما الوضع ما انه (ليس) بالسهولة اللي أنتم عم تفكروا بيها".
وقال بطريرك الموارنة في لبنان بشارة بطرس الراعي، وهو أكبر رجل دين مسيحي في البلاد، في كلمة خلال قداس إن اغتيال إسرائيل للأمين العام لجماعة حزب الله "جاء... ليفتح جرحا في قلب اللبنانيين".
ووجه الراعي من قبل انتقادات لحزب الله واتهمه بجر لبنان للصراعات في المنطقة.
لكنه قدم اليوم تعازيه وقال "نبدي مشاعر التعزية الشخصية لعائلة ولبيئة السيد حسن نصرالله، نسأل الله لها الصبر والعزاء".
وأضاف "نسأل الله أن يمنحنا هبة السلام وأن يضع حدا للحرب بالمفاوضات والطرق الدبلوماسية. فالحرب تدمر المنازل وتهجر أهلها وتقتل. إن كل الأطراف خاسرون ومغلوبون".
ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط.
وقال "المجتمع الدولي مطالب بإيقاف دورة الحرب والقتل والدمار عندنا تمهيدا لإحلال السلام العادل الذي يضمن حقوق كل شعوب المنطقة ومكوناتها".
وترسانة حزب الله محور خلاف ونقطة حساسة في المشهد اللبناني منذ فترة طويلة في بلد شهد من قبل حربا أهلية.
ويقول معارضون ومنتقدون لحزب الله إن الجماعة جرت منفردة البلاد لصراعات وقللت من شأن الدولة.
وتوعدت جماعة حزب الله في بيان بمواصلة "جهادها في مواجهة العدو وإسنادا لغزة وفلسطين ودفاعا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف".
ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن رئيس مجلس الشوري الإيراني (البرلمان) محمد باقر قاليباف قوله اليوم الأحد إن فصائل المقاومة ستواصل مواجهة إسرائيل بمساعدة إيران، وأضاف "لن نتردد في الذهاب إلى أي مستوى من أجل مساعدة المقاومة... الولايات المتحدة متواطئة في كل هذه الجرائم... وعليها أن تقبل العواقب".
وقالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الأحد إن بكين تعارض أي انتهاك لسيادة لبنان وحثت جميع الأطراف وخاصة إسرائيل على تهدئة الوضع على الفور ومنع اتساع الصراع أو "حتى الخروج عن السيطرة".
وأضافت أن الصين "تعارض وتندد بكل عمل يضر بالمدنيين الأبرياء وتعارض أي خطوة تؤدي إلى تفاقم الصراع".
إلى ذلك، قال وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري بعد جلسة لمجلس الوزراء اليوم الأحد إن الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل "مستمرة".
وقال مكاري خلال مؤتمر صحفي بعد الجلسة "ليش ما بدنا وقف إطلاق نار؟! أكيد (نريد ذلك) ... الكل بيعرفوا أن رئيس وزراء العدو (إسرائيل) بنيامين نتنياهو راح (إلى نيويورك) على أساس يوقف إطلاق النار وطلع القرار باغتيال السيد حسن نصر الله من مبنى الأمم المتحدة. فمعروف مين بده وقف إطلاق نار ومين ما بده وقف إطلاق النار".
وتأكد أمس السبت مقتل نصر الله الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية في غارة كبيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة، مما أدى إلى تصعيد التوتر بين لبنان وإسرائيل بعد شهور من الأعمال القتالية عبر الحدود.
وأضاف مكاري "أكيد الجهود الدبلوماسية مستمرة. رئيس الحكومة (نجيب ميقاتي) ما عم بيقصر أبدا في هذا الموضوع، إنما الوضع ما أنه (ليس) بالسهولة اللي أنتم عم تفكروا بيها"