رأي شخصي.. مستقبل التغييرات في الشرق الأوسط
د.خالدة خليل
من اللاءات الثلاث نحو النعمات الثلاث !! لم يتمخض عن قمة اللاءات الثلاث ( لا صلح لا إعتراف لا تفاوض ) التي خرجت بها جامعة الدول العربية في الخرطوم في 29 آب 1967 غير إنعدام تأثيرها وجدواها ، ولم ينتج عنها سوى إزدياد العنف والصراعات والانقسامات والتمدد في المنطقة ، فتلك اللاءات الثلاث قد عُلّقت على شرط عودة الحق إلى أصحابه ! ومنذ ذلك الوقت وبالرغم من الحروب التي حدثت في المنطقة وما تلاها من توقيع العديد من الإتفاقيات ومن أهمها إتفاقية أوسلو في سبتمبر 1993 بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية والتي نصّت على السلام ونبذ العنف وحلّ القضايا المتعلقة بالأوضاع الدائمة من خلال المفاوضات ، كذلك اتفاقيات السلام مع مصر والأردن، واتفاقيات السلام المؤقتة مع دولة فلسطين ووقف إطلاق النار بصفة عامة، الإ أنها جميعاً لم تثمر عن تحقيق الإستقرار والأمن والسلام في المنطقة طيلة العقود الماضية !! فلا هي إستطاعت إعادة الحقوق لأصحابها بل أضاعت معها حقوق الآخرين من شعوب المنطقة ومكوناتها ، لاسيما بعد تصعيد المدّ الطائفي إلى أقصاه ، كون التمدد الإقليمي قد خرج نحو مساحات أوسع وأكبر بكثير مما هو مرسومٌ له ! لا مجال اليوم بعد كل مايحدث سوى العودة إلى العقل والحكمة للخروج بمشروع جديد شاملٍ ودائم يحمل نعمات ثلاث ( نعم للسلام ، نعم للديمقراطية ، نعم للبناء ) ليخدم شعوب المنطقة بكل مكوناتها ، يإعتماد استراتيجيات وآليات الحوار والدبلوماسية مع المحيطين الإقليمي والدولي ، وإعتماد الديمقراطية التي أساسها الحقوق والحريات داخل الدول التي تتعرض اليوم للانتهاكات وعدم ترجيح كفة ميزان على أخرى على صعيد المكونات ، وإحترام قضايا الشعوب وإختلافاتها قومياً و دينياً وإثنياً ، والتوجه نحو بناء دول مؤسساتية قادرة على النهوض بمتطلبات الشعوب في المنطقة من حياة حرّة كريمة ، فضلاً عن منع التدخلات الخارجية في عصب القرارات السياسية الداخلية لتجنب تكرار ماحدث من إشكاليات أدت إلى العنف وعدم الإستقرار !