مسرور بارزاني في البحرين.. تعزيز دور كردستان العراق خليجياً
في زيارة تاريخية تحمل دلالات عميقة على تطور العلاقات بين إقليم كردستان العراق والدول العربية، حلَّ رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، ضيفاً رسمياً على مملكة البحرين يومي التاسع والعاشر من كانون الأول الجاري. هذه الزيارة، التي تميزت بلقاءات رفيعة المستوى ومباحثات استراتيجية، تأتي في سياق الجهود المتواصلة لتعزيز مكانة الإقليم كجزء أساسي من المنطقة العربية وشريكاً فاعلاً في القضايا الإقليمية والدولية.
في العاصمة البحرينية المنامة، التقى بارزاني بالملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي أشاد بدور القيادة الحكيمة للزعيم الكردي المحنك مسعود بارزاني في تحقيق الاستقرار والتعايش السلمي بإقليم كردستان. هذه الكلمات عكست الاحترام الذي يحظى به الإقليم وقيادته على المستوى الإقليمي، وأكدت على استعداد البحرين لدعم مساعي الإقليم في مختلف المجالات، مما يعزز الروابط التاريخية والثقافية بين الجانبين.
الزيارة لم تقتصر على الجانب السياسي، بل امتدت إلى مجالات أخرى تعكس تنوع العلاقات وتكاملها. ففي لقاء جمع بارزاني بولي العهد ورئيس مجلس وزراء البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، نُوقشت قضايا حيوية مثل افتتاح قنصلية بحرينية في أربيل وتسيير خط جوي مباشر بين المنامة وأربيل، وهو ما يمثل نقلة نوعية في تعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية بين الشعبين.
ومن بين المحطات البارزة، اجتماع رئيس حكومة الإقليم مع وزيرة التنمية المستدامة نور بنت علي الخليف، حيث تم التركيز على التنويع الاقتصادي وتنمية مصادر الدخل، مما يعكس حرص الجانبين على بناء شراكات مستدامة تخدم تطلعات الشعبين. كما التقى بوزير الخارجية عبد اللطيف الزياني، وتم التطرق إلى أهمية تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو ملف يُعتبر إقليم كردستان لاعباً محورياً فيه.
وفي محطة أخرى مهمة من زيارته، اجتمع رئيس حكومة إقليم كردستان مستشار الأمن الوطني وقائد الحرس الملكي البحريني، سمو الفريق الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة. تناول اللقاء بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين في مختلف المجالات، مع التركيز على تعزيز التنسيق والتعاون المشترك، بما يضمن أمن المنطقة واستقرارها، ويؤكد دور الإقليم كلاعب أساسي في دعم الاستقرار الإقليمي والتعاون الاستراتيجي.
هذه الزيارة، التي جاءت في وقت حرج تشهده المنطقة، حملت رسالة واضحة مفادها أن إقليم كردستان، بقيادته الطموحة، يسعى إلى لعب دور أكبر على الساحة العربية، ليس فقط كجزء من العراق، بل كشريك استراتيجي يملك إرادة حقيقية لبناء جسور التعاون مع الدول الشقيقة. وهي بذلك تؤكد أن مسرور بارزاني لا يرى في الإقليم مجرد منطقة جغرافية، بل مركزاً حيوياً للتواصل والحوار، وقوة إقليمية تسهم في تعزيز استقرار الشرق الأوسط وازدهاره.
بهذا الحراك الدبلوماسي الرفيع، نجح بارزاني في وضع إقليم كردستان في مكانة مرموقة على خارطة العلاقات الدولية، مرسخاً مبدأ التعاون المتبادل كقاعدة أساسية لتحقيق التقدم المشترك. البحرين، التي رحبت بهذا النهج، أبدت استعدادها الكامل لدعم مساعي الإقليم، مما يجعل هذه الزيارة خطوة محورية نحو مستقبل أكثر تعاوناً وازدهاراً.