"سوق الحطابات".. الإهمال ينهي حياة أهم أسواق الحلة ويتركه للنسيان (صور)
شفق نيوز/ لم يبقَ من "سوق الحطابات" الواقع وسط مدينة الحلة مركز محافظة بابل، سوى اسمه، حيث انتهت مهنة بيع الحطب في السوق، الذي اشتهر بتلك المهنة قبل نحو 100 عام، ثم اشتهر بعدها كسوق يجمع كل أنواع البضائع والمهن المختلفة مثل بيع الخضار أو النجارة، لكنه أصبح شبه أطلال لماض قديم تآكل بسبب الإهمال.
ويقول الحاج حسن حمزة الخفاجي (68 عاماً)، وهو أحد الباعة القدماء في السوق، من منطقة "جبران" التي يقع فيها "سوق الحطابات"، إن "السوق حمل اسمه من بنات الريف اللواتي كن يحضرن الحطب من مناطقهن الريفية ويبعنه في هذا المكان، فتم تسميته بسوق الحطابات".
ويلفت الخفاجي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "السوق كان سابقاً يشتهر بمهنة فرز محصول (الشلب) واستخلاص مادة الرز منها، وتتفرع منه فرعين الأول اشتهر ببيع (السكراب) والمواد المستعملة والقديمة، والآخر عرف ببيع الخضار والفاكهة".
ويبين الخفاجي، أن "السوق يقع على قطعة أرض كانت مملوكة لشخص يدعى أنور الجوهر، وكان يعمل محامياً، وكان الجوهر مدين للدولة بعدد كبير من الضرائب في حكومة ما قبل 2003، لذلك تمت مصادرة الأرض منه وبيعها في مزاد علني وتم شرائه من قبل بلدية الحلة التي بدورها قامت بتأجيره للباعة والتجار".
ويكمل، أن "إهمال البلدية للسوق أدى إلى تهالكه مع إهمال المؤجرين كذلك، الأمر الذي جعله آيل للسقوط".
من جانبها، تقول بائعة الجبن والقيمر في السوق، أم علي، لوكالة شفق نيوز، إن "السوق كان يعج بالباعة والتجار ويأتيه الناس من كل مكان، وفيه الكثير من المواد الغذائية، لكن أغلب أصحاب المحال التجارية تركوا مهنهم وأغلقوا محالهم وورشهم".
وتضيف أن "القليل من الباعة بقوا في هذا السوق ويعتمدون على معارفهم الذين يأتون للشراء منهم، أما بقية الباعة فقد تعبوا من الإهمال وتردي وضع السوق وأغلقوا محالهم وبسطاتهم".
في حين يقول أبو حسنين، وهو أحد رواد السوق، لوكالة شفق نيوز، إن "سوق الحطابات، يعتبر سوقاً تراثياً وكان يزدهر ببيع المواد الغذائية والخضار، والعديد من المهن مثل النجارة، وكان معروفاً في المحافظات العراقية كافة".
ويتابع أبو حسنين: "الإهمال الذي وجده السوق وعدم الاهتمام بشوارعه، دعا العديد من أصحاب المحال إلى ترك محالهم، والخروج من السوق الذي لم يعد مصدر رزق لهم"، مطالباً الجهات الحكومية بـ"الالتفات للسوق والبدء بإعماره لما يشكله من مركز اقتصادي جيد لأهل المدينة، خاصة موقعه حيث يقع في وسط مدينة الحلة".