اخبار العراق الان

عاجل

قسد وتركيا و"تسوية صعبة" ببصمة أميركية

قسد وتركيا و
قسد وتركيا و"تسوية صعبة" ببصمة أميركية

2025-01-14 10:00:06 - المصدر: اندبندنت عربية


آلية عسكرية تحمل علم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) شمال البلاد (أ ف ب)

موازاة لخط المعارك المحتدمة بين "قوات سوريا الديمقراطية" والفصائل الموالية لأنقرة والمساندة العسكرية الجوية التركية لها، ثمة اشتباك سياسي على مستوى التصريحات والمبادرات وجولات من الوساطة بين الأطراف المتخاصمة في الساحة السورية الشمالية، إذ تطالب حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان بنزعٍ كامل لسلاح "قسد" وحلها.

قبل سقوط بشار الأسد وخلال جولات اللقاءات التفاوضية والدبلوماسية بين النظام السابق والمعارضة السورية على مدى أعوام طويلة من أجل حل سياسي برعاية أممية، كانت أنقرة ترفض بصورة قطعية مشاركة ممثلي الإدارة الذاتية وشمال شرقي سوريا في أية عملية تفاوضية كجزء من المعارضة، وهو ما عرف بـ"الفيتو التركي" بين الأوساط الدبلوماسية والرعاة، لكن بعد هرب الأسد ومجيء أحمد الشرع قائد إدارة العمليات العسكرية، دخلت البلاد مرحلة جديدة وباتت مقبلة على إعادة تشكيل البلاد مع وجود رؤية دولية واضحة خصوصاً من الأطراف الفاعلة في الملف كالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، وفي القلب منها دول الخليج، عبر التأكيد على أن تكون العملية السياسية شاملة جميع القوى والأطراف وحماية حقوق الأقليات.

ليس هذا وحسب بل إن مواقف واضحة وأخرى جديدة صدرت أخيراً عن دول فاعلة كفرنسا وألمانيا تطالب بمشاركة الكرد في مستقبل سوريا، وأن تكون "قسد" جزءاً من الجيش النظامي في البلاد، بينما تفضل الولايات المتحدة العمل في الأروقة الدبلوماسية أكثر من التصريحات في دعم حليفها القوي وحمايته من المقاربة التركية التي تهدد إستراتيجية واشنطن في حربها على الإرهاب، إضافة إلى أن ثقتها في الحكام الجدد ليست كاملة واكتفت بالتأكيد على أنها "ستراقب أفعال" الشرع وحكومته.

تحت ضغط النار

وفي أرض الميدان عدا الاشتباكات الجارية في ريف منبج الجنوبي ومحيط سد تشرين وجسر قره قوزاك بين "قوات سوريا الديمقراطية" والفصائل الموالية لتركيا، تشن الأخيرة بصورة يومية غارات جوية عبر المقاتلات والمسيرات على تلك المنطقة إضافة إلى مناوشات وتراشق بالقذائف على جبهات ريفي الحسكة والرقة الشماليين في محيط عين عيسى وتل تمر وزرقان.

 

في المقابل، لا تزال "قوات سوريا الديمقراطية" مستمرة في مهماتها المشتركة مع التحالف الدولي في محاربة الإرهاب سواء بحماية السجون التي تؤوي أكثر من 10 آلاف عنصر "داعشي" أو تسيير دوريات مشتركة في مناطق عدة آخرها في ريف الرقة الجنوبي.

وتستقدم قوات التحالف بصورة مكثفة تعزيزات عسكرية ولوجستية عبر معبر الوليد مع العراق إلى مناطق شمال شرقي سوريا خصوصاً بعد إعلانها زيادة عدد قواتها إلى ألفي جندي وإنشاء نقاط جديدة لها في المنطقة وتعزيزها، وتحديداً في الرقة.

خشية متزايدة

من وجهة نظر تركيا فإن تلك المساحة التي كانت ضيقة على "قوات سوريا الديمقراطية" في زمن المفاوضات والعملية السياسية بين نظام الأسد والمعارضة برعاية أممية تغيرت إلى منطقة أوسع، وتتزايد مخاوف أنقرة من عملية سورية - سورية يطالب بها المجتمع الدولي والأطراف المعنية وتضمن مشاركة الجميع بمن فيهم الكرد بما يعني مشاركة فعلية لهم في أي تشكيل سياسي بنيوي في هيكلة الدولة الجديدة إذا ما اتفق السوريون حول ذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما أن مناصري زعيم "حزب العمال الكردستاني" عبدالله أوجلان، العدو اللدود لتركيا من وجهة نظر حكومة أردوغان، سيشكلون خطراً بنيوياً يهدد أنقرة إذا ما أصبحوا قوة رسمية في دولة جارة لها، ولعل هذا ما يفسر ويناقض في الوقت نفسه تحركات القادة الأتراك على مستوى الداخل فسمحوا بزيارة لأوجلان في سجنه بجزيرة إمرالي من قبل مناصريه وعائلته ومنحه الدور لإعادة إطلاق عملية سلام قد تبدأ إذا ما نضجت من وجهة نظر الساسة الأتراك.

وتجري الخطوات، كما أرادها أوجلان، إذ تلقى قادة أحزاب تركية رئيسة أخيراً رسالة منه تتضمن خطة الزعيم الكردي المحبوس التي تستهدف تحقيق السلام، لتنتقل لاحقاً إلى خطوات برلمانية وسياسية وتتخذ شكلاً قانونياً.

الوساطة الأميركية

أمام كل هذا المشهد تقود الولايات المتحدة عملية كبيرة قد لا تظهر جميع ملامحها للعلن، لكن على أرض الميدان ثمة هدنة بدأت بمعركة منبج وخلصت إلى سحب "قوات سوريا الديمقراطية" لمقاتليها من المدينة كما أوقفت هجوماً تركياً وشيكاً على مدينة كوباني مع تسيير التحالف الدولي بين الحين والآخر دوريات لمراقبة الأوضاع على خط التماس الملتهب حالياً في محيط سد تشرين وجسر قره قوزاك، في حين أن "قوات سوريا الديمقراطية" ترى نفسها في موقع دفاعي مقابل هجوم لفصائل الجيش الوطني السوري الموالي لأنقرة المدعوم جواً من الطائرات التركية.

خلال يومي التاسع والـ10 من يناير (كانون الثاني) الجاري، سافر وكيل وزارة الخارجية الأميركية جون باس إلى أنقرة للقاء كبار المسؤولين الحكوميين الأتراك لمناقشة الوضع الحالي في سوريا، وتأكيد أهمية الانتقال السياسي السلمي والشامل بقيادة وملكية سورية استناداً إلى روح قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم (2254)، إضافة إلى اجتماعات حول أهمية الاستقرار الإقليمي، ومنع استخدام سوريا قاعدة للإرهاب، وضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم "داعش".

وفي مؤتمر صحافي في أنقرة، كشف باس أن نقاشاته مع المسؤولين الأتراك تركزت بصورة معمقة على دعم عملية انتقال مسؤول في سوريا تمكن حكومة دمشق بمرور الوقت من استعادة المسؤولية عن وظائف الحكومة والحكم وتنفيذها.

لا تهديد ولا قتال

وكان رد وكيل الخارجية الأميركية حول سؤال لـ"اندبندنت عربية" عن إمكان نشر قوات فصل دولية (قد تكون فرنسية أو أميركية) بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية لا سيما على الحدود قرب كوباني، قال إن الولايات المتحدة تعتقد بضرورة استعادة الحكومة الوطنية السورية بمرور الوقت مسؤوليتها عن الحدود المعترف بها دولياً واستئنافها لدورها المتمثل بضبطها وتأمينها على النحو الموائم.

 

أضاف أن ضمان عدم استئناف القتال على نطاق واسع داخل سوريا وعدم لجوء الجماعات الموجودة في البلاد إلى العنف وإسهامها في دعم استعادة الوظائف الطبيعية للحكومة، "سيشكلون جزءاً من عملية الانتقال الفعالة ويتيحون للحكومة الموقتة تطوير قدراتها تدرجاً بمرور الوقت وجعل الشعب والمجتمع الدولي يثقان بها".

باس أشار أيضاً إلى أنه ناقش مع المسؤولين الأتراك الخطوات الملموسة الضرورية لضمان ألا تفضي هذه المرحلة الانتقالية إلى عودة ظهور تنظيم "داعش" أو غيره من التنظيمات الإرهابية الأخرى التي كانت موجودة في سوريا "بصورة تهدد المواطنين أو الدول المجاورة أو أية دولة أخرى".

يذكر أن "قوات سوريا الديمقراطية" أعلنت أن الهجمات التركية على قواتها ومراكزها يشغلها عن محاربة تنظيم "داعش" سواء في حماية المحتجزات أو توجيه القوات إلى الحدود مع تركيا وجبهات القتال، فيما كشف القائد العام لـ"قسد" مظلوم عبدي أخيراً أن التنظيم استفاد من سقوط النظام السوري واستحوذ على الأسلحة والذخائر خصوصاً في مناطق البادية، وأن خطر تنظيم "داعش" في مراكز الاحتجاز والمخيمات يتزايد وهناك زيادة في حركة التنظيم بصورة عامة.

قسد وتركيا و
قسد وتركيا و
قسد وتركيا و