اخبار العراق الان

عاجل

ظاهرة السحر والشعوذة في الأنبار.. "حلول غير تقليدية" لمشاكل المجتمع

ظاهرة السحر والشعوذة في الأنبار..
ظاهرة السحر والشعوذة في الأنبار.. "حلول غير تقليدية" لمشاكل المجتمع

2025-01-30 16:15:09 - المصدر: شفق نيوز


شفق نيوز/ تشهد محافظة الأنبار تزايدًا ملحوظًافي حالات السحر والشعوذة، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على عدد من المتورطينفي هذه الأنشطة خلال الأسابيع الأخيرة.

وقال مصدر أمني مسؤول في محافظة الأنبار، لوكالةشفق نيوز، إن الأجهزة الأمنية كثفت حملاتها لملاحقة المتورطين في هذه الممارسات التيوصفها بـ"الخطيرة على المجتمع".

وأضاف، أن "أسباب انتشار هذه الظاهرة تعودإلى تفشي الجهل وقلة الوعي الديني، بالإضافة إلى استغلال بعض الأشخاص لحاجة المواطنين،سواء لأغراض علاجية أو لحل مشاكل اجتماعية واقتصادية".

وأكمل المصدر، أن "الطمع المالي يقف وراء تزايدنشاط هؤلاء الدجالين، حيث يستغلون البسطاء ويبتزونهم ماليًا بوعود زائفة".

وأكد أن "الشرطة وضعت خطة لمواجهة تنامي هذهالظاهرة، تتضمن تكثيف المداهمات لمواقع يشتبه في ممارستها هذه الأعمال، وتعزيز التوعيةالمجتمعية من خلال التعاون مع المؤسسات الدينية والإعلامية، بالإضافة إلى تغليظ العقوباتبحق المتورطين لضمان الحد من انتشار هذه الممارسات".

من جانبها، قالت المتخصصة في الشأن الاجتماعي، سارةالقره غولي، لوكالة شفق نيوز، إن "انتشار أعمال السحر والشعوذة في محافظة الأنبارفي الفترة الأخيرة يمكن تفسيره من خلال عدة عوامل اجتماعية واقتصادية ونفسية".

وأوضحت، أن "الضغوط الاقتصادية وارتفاع معدلاتالبطالة والفقر تجعل بعض الأفراد يبحثون عن حلول سريعة لمشاكلهم، سواء كانت مادية أوعاطفية أو صحية، ما يدفعهم إلى اللجوء إلى السحر والشعوذة كوسيلة لحل الأزمات أو تحقيقالمكاسب".

وتبين القره غولي، أن "التفكك الأسري والصراعاتالاجتماعية تدفع البعض إلى استخدام السحر لحل الخلافات العائلية أو للتأثير على الآخرين،سواء في العلاقات الزوجية أو الأعمال التجارية أو حتى الانتقام الشخصي".

وأكدت أن "انتشار مواقع التواصل الاجتماعيسهّل الترويج لأعمال السحر عبر صفحات تعرض خدمات السحرة والمشعوذين، مما يجعل الوصولإليهم أكثر سهولة، خاصة في ظل غياب رقابة صارمة على هذا النوع من المحتوى".

وتابعت، أن "بعض الموروثات الشعبية لا تزالتؤمن بفاعلية السحر في حل المشكلات أو جلب الحظ، مما يؤدي إلى استمرار الإقبال عليه".

وأردفت المتخصصة في الشأن الاجتماعي، أن "عدموجود تطبيق صارم للقوانين التي تجرم أعمال السحر والشعوذة يسهم في انتشار هذه الظاهرة،حيث لا تتم ملاحقة المشعوذين بشكل كافٍ، مما يمنحهم فرصة للاستمرار في أنشطتهم".

وذكرت، أن "الآثار النفسية للحروب والصراعاتالتي شهدتها الأنبار في السنوات الماضية، مثل القلق والاكتئاب والاضطرابات النفسية،دفعت البعض إلى البحث عن حلول غير تقليدية عبر اللجوء إلى المشعوذين".

وعن الحلول الممكنة قالت القره غولي، إن ذلك يتممن خلال "تعزيز التوعية المجتمعية عبر حملات إعلامية ودينية لمكافحة الخرافاتوالشعوذة"، مشيرة إلى "تشديد القوانين لملاحقة ممارسي السحر والشعوذة ومعاقبتهم".

وأكملت: "كذلك تحسين الظروف الاقتصادية لتقليلالدوافع التي تدفع الناس للجوء إلى هذه الأساليب، فضلاً عن تعزيز دور المؤسسات الدينيةوالثقافية في نشر التوعية والتوجيه الصحيح لمواجهة هذه الظواهر".

ويحذر مختصصون من تنامي هذه الظاهرة التي تستغلالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لاستهداف الفئات الأكثر ضعفًا، فيما تدعو الجهات الدينيةوالعشائرية إلى اتخاذ إجراءات حازمة للحد منها.

يُذكر أن القوانين العراقية تجرّم ممارسة السحروالشعوذة، إلا أن ضعف تطبيقها في بعض المناطق أدى إلى تفشي هذه الظاهرة، ما يستدعيتدخلًا حكوميًا أكثر حزمًا للحد منها.