عصمت شاهين الدوسكي: الشاعرة بهار محمد بين الفناء واللا فناء اللحظات من عمر الإنسان مرسومة.. فلم لا نعيشها كما هي؟

2025-02-06 14:01:12 - المصدر: راي اليوم
عصمت شاهين الدوسكي
إننا ندرك اليوم إن التشبيهات تعجب الخيال الذهني الخلاق ، ونعلم طبيعتها ومضمونها ،والارتباط بينها تميل له الروح والنفس البشرية ،وليس هناك فواصل عميقة بينها ،بل تكون في مداراتها النفسية والفكرية التي تجسد العوالم لا متناهية في الحياة ،وقد تفلح جميعها أن تكون في محراب الذكرى والحلم ،لا يطويها النسيان الذي قد يجرها إلى الفناء ،ولكنها كانت وما تزال الركيزة الأساسية لأي ذهن خلاق ،يتلمس من خلالها طريقا نحو نواميس البشر الطبيعية باستخدام المجازات والتشبيهات والرموز، وهي كشف عن وحدة الطبيعة البشرية ،وفي كل تقديراتنا وحساباتنا الأدبي المعاصرة ننصت ونسمع إلى حركة هذا البوح الداخلي من خلال الحروف والكلمات والموسيقى الشعرية التي تتجسد بأشكال عدة في عصرنا الحالي بعيداً أو قريباً من الاحتمالات والنماذج الجريئة في النظم في هذا الموضع أو موضع آخر، فهي تستند إلى حقائق الهواجس والخيال والأفكار الخلاقة القريبة من الواقع في خضم التناقضات الروحية التي أحيانا نميل إلى تخيلها ووجودها ونود نلمسها كحقيقة تحدث أو مضت أو حلم لم يأتي بعد، ننتظره أن يتحقق في عالم روحنا وواقعنا ،فهي ليست عملية تصحيح للنفس ولا خطأ هاجس يمر، بل سبيل ننظر من خلاله إلى الحقائق، فلا يختلط مفهومنا للأشياء ونميل ونرميها للفناء، فهي أكثر، فهي أكثر غنىً وعمقاً، وإن أتت بصور مجازية وتشبيهيه ،فمعظم ما يدور في ذهننا في البداية يكون غامضاً لغموضه عند الإغريق، وربما يكون مفهوما خاطئاً في نفس الوقت، ولكن عندما تتحول إلى حروف وكلمات وموسيقى شعرية، فنية، تبعث الحياة في حقائقها وكنها، وإن كانت قديمة الخطوب، تتجدد بأسلوب عصري لإضفاء سمة جديدة عليها، لتظهر صورة شعرية متكاملة بجمالها وتنسيقها وأفكارها وشكلها وبناءها، إن دمج هذه العمليات الأدبية، الفنية هيمن على السمات الفكرية الخلاقة، الشاعرة (بهار محمد) من منطقة “سميل” التابعة لمحافظة دهوك كوردستان العراق، أبحرت في أجواء الفناء ولا فناء في تصوير الهواجس الفكرية المتقدة بالإحساس الجميل والشعور الراقي الذي يرتبط مع الواقع بوحدة متشابهة خفية أو جلية التي تحاول من خلالها إظهار جاذبية الواقع والخيال بدهشة الرؤية التخيلية المستمدة من تجليات الواقع الماضية، وهو اكتشاف يتم العثور عليه عبر صور الخيال المتابهة وهي موجات شعرية تتقن الشاعرة ( بهار محمد ) كيفية إظهارها بأسلوب أنثوي حسي ناضج .
… [+]