شركات السيارات تستورد الطرازات الحديثة بتخوف لانخفاض الطلب عليها
رووداو – اربيل
كانت معارض السيارات تعج بالاشخاص الراغبين بشراء السيارات ذات الطراز الاحدث، في السنوات الماضية، لكن تلك الشركات تعرض السيارات للبيع في الاسواق بشكل محدود جدا، هذه السنة، بسبب الازمة المالية.
وبسبب عدم استقرار الوضع السياسي، والازمة الاقتصادية التي يواجهها اقليم كوردستان، فإن الطلب على الشراء انخفض منذ عامين، وسوق بيع السيارات الحديثة لم يعد مزدحما مثل السابق، ما دفع الشركات الى التخوف من استيراد السيارات الحديثة.
شركة NIM لتجارة السيارات وهي الوكيل الرئيسي لشركة كيا موتورز الكورية، استوردت هذا العام 30 سيارة فقط من طراز2016 من ثلاثة انواع، ورغم مرور عدة اشهر على عرض تلك السيارت الا انه تم بيع عدد قليل منها الى الان.
وقال مدير المبيعات في شركة NIM، دريا وريا، انه "بسبب الازمة المالية فإن بيع السيارات قل بنسبة 80%، مقارنة بعام 2013، ولا يزال نحو 600 سيارة من طراز2014 و2015 باقيا، لذا فنحن قلقون من استيراد سيارات من طراز2016".
وكانت الشركة تجلب سنويا، منذ شهر تموز كل انواع سيارات كيا الحديثة، ولكنها استوردت هذا العام 30 سيارة فقط من مختلف انواع سيارات كيا، بسبب ركود السوق.
العديد من الشركات حصلت على توكيلات شركات صناعة السيارات العالمية، لتسويق منتجاتها في كوردستان، لكن وريا يقول ان هناك مخاطر الان من الغاء الوكالة مع شركة كيا.
وقال وريا "لم نستورد من الشركة الام منذ سنتين ما ينبغي من السيارات، بسبب الازمة المالية في اقليم كوردستان، ولجلب هذا العدد من السيارات في العامين الماضي والحالي، لجأنا الى وكيل الشركة في الاردن".
ونفى مدير المبيعات في شركة NIM، ان يكون ضعف الوضع المادي للشركة السبب وراء عدم استيراد السيارات من طراز 2016، وقال "نخشى من عدم بيع السيارات الاخرى من طراز2014 و2015، بسبب وجود سيارات من طراز2016، نبيع بعض السيارات باقل بـ 5000 دولار من سعره الاصلي، ورغم ذلك لا يزال عدد المشترين اقل من المتوقع".
من جهة اخرى، لم تستورد شركة CHERY التي فتحت فرعا لها في اقليم كوردستان منذ عامين، اي سيارة من طراز 2015 و2016، يأتي هذا في حين ان اسعار هذه الشركة اقل مقارنة بالشركات الاخرى، كما انها تبيع السيارات بالاقساط، لكن مسؤولي الشركة غير مستعدين للكشف عن السبب.
ولم تؤثر الازمة المالية على الشركات الصغيرة والمتوسطة للسيارات فحسب، وانما اثرت على الشركات الكبيرة ايضا، شركة ساس موتورز لتجارة السيارات التابعة لمجموعة سردار لتجارة السيارات، واستيراد سيارات تويوتا ونيسان اليابانية، جلبت هذا العام 4 انواع من السيارات من طراز2016 فقط، من انواع تويوتا (لاندكروزر، هيلوكس، كامري، وبرادو).
وقال مدير مبيعات شركة ساس لتجارة سيارات تويوتا في اربيل، سمير صبري، "بسبب التاثير المستمر للازمة المالية في اقليم كوردستان، والخلافات بين الاقليم والمركز، وانخفاض اسعار النفط، وعدم دعم المصارف لبيع السيارات بالاقساط من قبل الشركات، وارتفاع اسعار السيارات، انخفض الاقبال على شراء السيارات من الطرازات الحديثة".
واشار صبري، الى انه "بالاخذ بنظر الاعتبار ضعف السوق وقلة الاقبال، فإن الشركة جلبت هذا العام 4 انواع من السيارات طراز2016 من طراز تويوتا، لانه لا تزال سيارات من نوع 2015 باقية في المستودعات".
وحول بيع السيارات الحديثة، قال سمير صبري ان "هناك اقبالا على سيارات من طراز2016، لكن مقارنة بالاعوام الماضية فان النسبة اقل بـ 50 بالمئة".
تغيير طبيعة العمل
انخفاض الاقبال على شراء السيارات الحديثة، بسبب الازمة المالية، الى جانب اغلاق معارض عدد من الشركات، فقد غيرت بعض الشركات طبيعة عملها، شركة الحيدر التي تتشارك مع شركة منصور العراقية ووكيل شركة جنرال موتورز الامريكية لاستيراد السيارات من نوع شيفروليت وجي ام سي، لم تستورد العام الماضي اي نوع من السيارات ذات الطراز الحديث.
وقال المدير المفوض لشركة الحيدر لتجارة السيارات، احمد حيدر، "ان نسبة بيع سياراتنا قلت بشكل كبير بسبب الازمة المالية، ووصلت الى حد ان بعض السيارات لم تكن تباع بسعرها الاصلي، لذا فاننا اوقفنا استيراد السيارات الجديدة في نهاية العام الماضي".
والان اصبحت شركة الحيدر وكيل شركة يورب كار الفرنسية، لتأجير السيارات، ويأتي ذلك في حين كانت تباع من 200 الى 300 سيارة حديثة شهريا في السابق، وقال حيدر "لن نستورد سيارات حديثة، حتى تعود الاوضاع لطبيعتها".