لا تفاهم بين موسكو والدوحة على مصير بشّار
نصر المجالي: أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي، الجمعة، مع نظيره القطري خالد بن محمد العطية، أن خلاف روسيا وقطر وعدد من البلدان الأخرى حول شرعية السلطة السورية الحالية يشكل العقبة الأساسية على طريق حل الأزمة في سوريا.
وقال لافروف: “لعله لا بدّ من الإقرار بأن خلاف روسيا وقطر وعدد كامل من البلدان الأخرى حول شرعية القيادة السورية الحالية هو واحد من أكثر المعوقات حدة، التي تعرقل جهود تسوية الأزمة السورية، والعملية التي أطلقها إعلان جنيف في عام 2012، والتي استهدفت تنظيم المحادثات حول الحل السلمي لهذه الأزمة”.
أضاف وزير الخارجية الروسي أنه “من غير الواضح حتى الآن من سيمثل المعارضة في المفاوضات (بين الحكومة السورية والمعارضة)، ومن سيعتبر غير مقبول ومن سيعتبر من المنظمات الإرهابية والمتطرفة”.
وأكد التوصل إلى تفاهم في المباحثات مع وزير خارجية قطر حول المساهمة في تشكيل وفد المعارضة السورية، الذي سيشارك في المفاوضات مع الحكومة السورية.
شرعية الأسد
وأكد لافروف أن موسكو ترحّب بتطور موقف العديد من شركائها، الذين لا يزالون يصرّون على عدم شرعية نظام الأسد، ويدعون في الوقت عينه إلى إطلاق المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة في أسرع وقت.
وردًا على سؤال حول الموقف الأميركي بشأن إمكانية مشاركة الرئيس السوري في الانتخابات في سوريا، قال لافروف: “إن ذلك لا يخصّ الأميركيين على الإطلاق، بل يخصّ السوريين فقط”.
أضاف الوزير الروسي أن “سيادة سوريا تنتهك، لأنه بالتزامن مع الحرب الأهلية بين الحكومة والمعارضة السورية المسلحة، يوجد في أراضي سوريا مسلحون غير مدعوين من كل أنحاء العالم، بما في ذلك روسيا”.
مكافحة الإرهاب
من جانبه، أكد وزير الخارجية القطري أن بلاده تسعى إلى توسيع علاقاتها مع روسيا، خاصة وأن مكافحة الإرهاب في المنطقة تتطلب تطوير التعاون مع الدول الصديقة، مشيرًا إلى أن لروسيا دورًا كبيرًا في ضمان الأمن والسلم الدوليين.
وقال العطية إنه بحث مع نظيره الروسي الأزمة السورية في محاولة لتقريب وجهات النظر حول هذه القضية، مؤكدًا أن موقف بلاده بشأن عدم شرعية الأسد ما زال ثابتًا، وأن الدوحة تعتبر الأسد فاقدًا للشرعية.
وأضاف أنه يجب دعم العملية السياسية الجادة، وأن المماطلة في ذلك أمر مضر للجميع وللشعب السوري قبل كل شيء، مشيرًا إلى أن “حل الوضع في سوريا سيليه بالتأكيد حل الوضع في العراق”. ودعا وزير خارجية قطر إلى تشكيل هيئات سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة في سوريا.
التحالف الإسلامي
وردًا على سؤال من الصحافيين، قال العطية إن التحالف الإسلامي لا يتعارض مع “التحالف العسكري القائم”، مضيفًا أن الحديث يدور عن مكافحة التطرف والتبادل الاستخباراتي. وأكد أن التحالف الإسلامي لم يناقش موضوع إنشاء قوة عسكرية.
وكان وزير خارجية قطر دعا في مستهل لقائه بوزير الخارجية الروسي إلى بذل المزيد من الجهود من أجل تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. وأكد العطية أن روسيا تفعل الكثير لتحقيق ذلك.
سوق الغاز
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية القطري أن قطر وروسيا أعربتا عن استعدادهما للدعم المتبادل في سوق الغاز. وردًا على سؤال في المؤتمر الصحافي المشترك للوزيرين حول ما إذا كان لقاؤهما في موسكو قد تطرق إلى التنسيق بين روسيا وقطر في سوق الغاز، قال العطية: “ناقشنا الوضع المتعلق بأسواق الطاقة، لدينا مع روسيا، أولًا وقبل كل شيء، التزامات أخلاقية، وأمام مختلف البلدان لضمان إمدادات الطاقة. روسيا وقطر تكملان بعضها بعضًا، وكل منهما يدعم الآخر في أسواق الطاقة، وأكدنا على هذا، اليوم، في مسار المفاوضات”.
من جهته، قال لافروف من جانبه إن أسواق الطاقة يجب أن تكون خالية من التأثيرات السياسية والآنية، حتى يجري ضبطها وتنظيمها، عن طريق إيجاد توازنات معقولة بين مصالح المنتجين والمصدرين والمشترين.
ايلاف