اخبار العراق الان

سياسة حصار البارزاني

سياسة حصار البارزاني
سياسة حصار البارزاني

2015-12-26 00:00:00 - المصدر: روداو


ان الاحداث الأخيرة، وخصوصا الانتصارات  التي حققتها قوات البيشمركة في سنجار، والزيارة التاريخية للبارزاني الى المملكة العربية السعودية وتركيا، وايضا رجوع العلاقات بين تركيا واسرائيل، قد اخلفتها فعاليات اخرى، فعودة العلاقة بين اسرائيل وتركيا (التي كانت من احد شروط الولايات المتحدة الأمريكية للحكومة التركية الجديدة مع ان هذه الخطوة كانت من ضمن التوقعات) تبين بأن نهاية حكم الاسد اصبحت على المحك، والعلاقات الدبلوماسية التي يتناقلها الآخرون لا تتكلم عن كيفية الحرب على داعش، بل انها تركز على كيفية توزيع المناطق في الفترة القادمة.

أما على الصعيد الكوردستاني، مسعود البارزاني مصر على اعلان الدولة الكوردية، ويظن بأن هذه الفرصة المتاحة لن تتكرر ثانية، وفي مقابل هذه السياسة، فإن الاتحاد الوطني الكوردستاني في الجنوب وحزب العمال الكوردستاني في الشمال أو في الغرب يحاولون الإحاطة بهذه السياسة، هاتان القوتان تنظران الى مستقبل المنطقة بالبقاء مع الدول التي تشكلت قبل مئة عام بحسب مصالح الدول الكبرى، ولم يأخذوا بعين الإعتبار بأنهم لم يستطيعوا الحصول على حقوق شعوبهم ولحد الآن.

وليس لديهم اي دافع للبقاء في هذه السياسة التي يتبعونها مع هذه الدول، فما يقومون به هي اكثر من سياسة، بالأصح هي ردة فعل سياسية، وإلا فأن الجميع يعلم حقيقة انه لا توجد دولة بإسم سوريا أو العراق، ولكن الطرفان يحاولان الوصول لخلاصة معينة من كل هذه التغيرات الكبيرة.

 فأحدهم بعد ان سافر الى بغداد، قال عن السياسة النفطية وما يقارب المليون برميل من النفط (عدد من براميل النفط)، وأما الآخر بعد استشهاد العشرات من قوات البيشمركة في الحرب مع داعش يقول (ان تركيا قامت بإيصال السلاح الى داعش عن طريق بعشيقة وبمساعدة البارزاني).

ان الطرفين في المناطق التي تقع تحت نفوذهم و بالوصية الايرانية يحاولون ان يسيطروا على هذه المناطق، فاذا تم اعلان الدولة الكوردية من قبل البارزاني، لا تقع مناطقهم داخل هذه الدولة.

ان السياسة الإيرانية، هي سياسة تحاول الإحاطة بالبارزاني، وهاتان القوتان الموجودتان على ارض الواقع تقومان بالوقوف ضده، ويحاولان ايصال الأمور الى اندلاع حرب داخلية اخرى، فلولا ذلك لما كان اي وجود لحدود بين كوردستان سوريا وبيننا، لكن هل يستطيع احد ان يتجرء ويسأل حزب العمال الكوردستاني، لماذا يستطيع حزب البعث العربي السوري ان يقيم نشاطاته واجتماعاته في كوردستان سوريا، لكن لا يستطيع اي حزب كوردي (غير الـ PKK) من القيام بهذه النشاطات والفعاليات؟

ليست دولة واحد، انها دولتان

ومن ضمن المساعي الأخرى لإستصغار محاولات البارزاني لقيام الدولة الكوردية، قامت القنوات الإعلامية للـPKK والاتحاد الوطني الكوردستاني، بالإهتمام بالدولة السنية، وكيفية إنشاءها من قبل السعودية وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، وان تكون حدود هذه الدولة متاخمة لدهوك واربيل والموصل والأنبار وبعض المناطق الأخرى، ان هذا السيناريو الذي يزعم الطرفان بأنهما يفكران به ليست لهم، ان هذا السيناريو هو لإيران ولشيعة ما يسمى بالدولة العراقية.

ان هذه السخرية على العامة هي لخلق حالة من الارتباك، وان مبدأ التقسيم الجغرافي والقومي الذي كان مقررا في 2007، حينما ارادوا ان يقسموا ما يسمى بالدولة العراقية الى ثلاث دول، بحيث تكبر الدولة السنية وتشمل ايضا لأجزاء من الاراضي السورية، مثلما هناك اقاويل عن دمج غرب كوردستان بجنوبها.

ان البارزاني لم يفكر يوما بحكم مناطق خارج حدوده القومية والجغرافية، فلو كان كذلك لكان على البارزاني ان يقوم ولو لمرة واحدة بقبول منصب رئيس ما يسمى بالدولة العراقية.

علم LGBT

 اذكر حينما قام مسعود البارزاني بزيارة سوريا ابان حكم حافظ الاسد في التسعينات، قام الآلاف من كورد سوريا بالوقوف على الطرق وبيدهم اعلام كوردستان مرحبين به، ولكننا لم نسمع بعد ذلك إذا ما قامت الحكومة السورية آنذاك بإعدام الاشخاص اللذين قاموا بهذا الترحيب، ولم تقم الحكومة السورية بتفرقة الناس بواسطة سيارات اطفاء الحريق.

الآن في تركيا وفي العديد من المدن الشمالية يقوم المتظاهرون برفع اعلام LGBT الذي يشير الى المثليين أو الشواذ ولا يقوم احد بمعاقبتهم وحتى في داخل حزب العمال الكوردستاني او حزب الشعوب الديمقراطي، لكن يا حبذا لو تقبل حزب العمال الكوردستاني رفع علم كوردستان الذي استشهد لأجل بقاءه عاليا ومنتصرا الكثير الكثير من الكورد، مثلما يتقبل رفع علم  LGBT الذي يشير الى المثليين أو الشواذ.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر شبكة رووداو الاعلامية‬‬‬