لحظات مروعة في حياة عراقية اغتصب الدواعش ابنتها حتى الموت
روت إحدى العراقيات الناجيات من قبضة تنظيم “داعش” الإرهابي، قصة مروعة عن سبيها واغتصاب إبنتها على يد عناصر التنظيم، عقب إجتياحهم لمحافظتي نينوى وصلاح الدين في شمالي العراق.
نورهان محمد، إسم مستعار لإمرأة، لازالت ترتدي اللباس الأسود ولا تكف عن النحيب على فقدان إبنتها واختطاف زوجها وحرق منزلهم، بحجة أنهم “مرتدون”.
وتساءلت نورهان، في حديث لموقع “السومرية نيوز”، كيف يمكن لأحد يزعم الإيمان بالله، أن يجرؤ على الإعتداء على امرأة ضعيفة مثلها ويمزق ثيابها ويغتصب ابنتها؟!
وروت كيف تسلل عناصر “داعش”، ليلة 22 من يونيو/حزيران 2014 الى ناحية العلم في قضاء تكريت بمحافظة صلاح الدين، وعلى الفور شرعوا بحملة إعدامات واختطاف بين المواطنين وحرق البيوت بداعي أن الضحايا، “مرتدين” عن الدين الإسلامي.
وتابعت السيدة العراقية، “داعش فجر منازلنا واعتبرنا مرتدين عن الدين الإسلامي… اقتادوا زوجي عنوة في الثالثة فجراً، وكسروا أسناني الأمامية لأنني تعرفت على إثنين منهم، وتوسلت بهم عدم المساس به، وعاد عدد من عناصر التنظيم على المنزل بحثاً عن الفتيات، ثم قاموا بنقل أحد رفاقهم الى منزل العائلة، وطلبوا من إبنتي علاجه… إلا أن البنت خافت من المسلح الذي كان ينزف ولم تعالجه… أسقيته قليلاً من الماء وفارق الحياة بعدها، وهنا نقطة فاصلة في مصير عائلتي، إما الموت أو تغيير موقع سكننا”.
بعدها قام عناصر التنظيم بفرزهم، حسب مناطقهم، واختطف عشرات المدنيين من سكان ناحية العلم وأخذهم الى جهة مجهولة، بينهم زوج نورهان، وهو أحد وجهاء عشيرة الجبور.
وأردفت نورهان، “خرجنا في اليوم الثاني باتجاه الطريق العام الرابط بين العلم وتكريت، ونحن عائلتين تضمان بحدود 18 فرداً بينهم فتيات… عناصر التنظيم اختطفوا فتاتين من العائلة الثانية وأخذوهن الى جهة مجهولة، وأكملنا طريقنا حتى وصلنا الى كراج بيجي على آمل صعود سيارة للانتقال الى كركوك”.
وبينما كانوا يهمون بالهروب، طوقتهم ستة سيارات تابعة لـ”داعش”، وحققوا معهم لمعرفة مذهبهم وديانتهم.
وأضافت نورهان، “كانوا يبحثون عن الفتيات بشكل غريب، وجنسياتهم عراقية وأفغانية وحتى أنه كان بينهم أجانب، جلبوا قرأن، وجعلونا نقسم على أن الفتيات اللواتي معنا سيدات أو بكر لغرض سبيهن وتوزيعهن على عناصر التنظيم”.
وروت نورهان أنه من “شدة الخوف حلفت على أن الكبيرة سيدة، بينما هي عذراء، بينما ابنتها الأخرى كانت صغيرة، وذلك حفاظاً عليهن من الاعتداء”.
وعقب ذلك، شرع الدواعش باقتسام الفتيات، “أحد عناصر التنظيم اعتدى علي بشكل وشحي ومزق ثياب، وكان معي نساء تركمانيات… مجموعة ثانية دخلت على العائلتين اللتان فرتا من العلم وقاموا بالهتاف، تكبير تكبير، ثلاث مرات، وهجموا على ابنتي الكبيرة التي سبق وأن رفضت علاج أحد عناصر التنظيم… إبنتي اقتيدت بالقوة وهي تصرخ، وأنا أستحلفهم بالإسلام والرسول بأن يتركوها، لكني تلقيت ضربة على رأسي لتسحب ابنتي عنوة الى غرفة الاعتداء والاغتصاب”.
وأضافت، “سلبوني ابنتي التي اقتيدت مع مجموعة بنات تم اغتصابهن بكل وحشية، حيث نزفن بشكل لم أراه من قبل… لجأت الى تقطيع ثيابي لمساعدتهن، ولكن لا فائدة، لأن أكثرهن فارقن الحياة، بينهن ابنتي… وذلك من شدة النزيف، بسبب الإعتداء الجنسي”.
واشارت نورهان، الى أن عناصر التنظيم الإرهابي لم يكتفوا بذلك، بل قاموا بالاعتداء على امرأة حامل وإسقاط جنينها لتفارق الحياة بعدها.
وتستمر نورهان في روايتها، بعد هذه “الجرائم والاغتصاب دخل علينا رجل كثيف اللحية، وأبلغنا بأنه أحد عناصر التنظيم، لكنه مجبر على العمل معهم، وهو من أهالي قضاء الحويجة، وحين سمع بنا نحن من أهالي كركوك وتركمان، وعدنا بإخراجنا من السجن، ووفى بوعده… هذا الشخص بقى معنا طول الطريق من بيجي الى ناحية الرشاد، وأوصلنا الى منفذ مكتب خالد، حيث أمضينا ليلة واحدة ودخلنا كركوك، وبعدها توارى هذا الشخص عن الأنظار”.
وتصف نورهان اللحظات التي قضتها في سجن التنظيم بأنها “جريمة بحق الإنسانية”، مطالبة بفتح تحقيق دولي للتعريف بهذه الجرائم.
هذه واحدة من مئات القصص المروعة، التي روتهاش ناجيات من إستعباد عناصر “داعش”، الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال العراق، حيث تتنوع الفيفساء الإجتماعية العراقية.